كم عدد حالات الإنتحار في العاصمة القومية في الشهر الواحد ؟ هذا السؤال لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نجد له إجابة شافية حتى في مضابط الشرطة لأن كل شيء لدينا يهرول نحو الإنتحار ، الأمن ينتحر وتسود عمليات الجريمة المنظمة في الكثير من نواحي العاصفة القومية ، الحراك السياسي يعلق نفسه في إنشوطة من نار ، الإقتصاد وآليات التنمية يركضان نحو الأسفل ، الأخلاقيات تتلاشى تحت ضربات الزمن المر ، وأخيرا الإبداع خرج ولم يعد ، على فكرة اليأس من الحياة يجعل الإنسان ينتحر ، ويؤكد علماء النفس أن الإنتحار بمثابة عاصفة من الضعف تجتاح الإنسان وتنقله من ضفة الحياة إلى الضفة الأخرى ، في الراهن أصبحت طرق وعمليات الإنتحار على قفا من يشيل ، خاصة بعد رواج طرق التخلص من الحياة في الأنترنت ، وفي روسيا وحدها تم إغلاق نحو 342 موقعا الكترونيا يروج للإنتحار ، وفي بريطانيا أيضا أرتفعت معدلات الإنتحار وأصحبت على قفا من يشيل ، وأشارت تقارير من مضابط الشرطة البريطانية إلى أن العام 2011 م شهد وحده 6045 حالة إنتحار وأن نسبة الرجال الإنجليز المنتحرين أكثر من النساء ، وبعودة إلى حالات الإنتحار في السودان ، أقول بصراحة أن المشتغلين في الشأن السياسي هم سبب أنتحار الوطن على صخرة الزمن ، فهؤلاء جميعا أقصد كوارد الإنقاذ ونظرائهم في المعارضة ، لا يجيدون سوى الانتحار بطريقة التنظير ، ويمتلك كل واحدا منهم أطنان من آليات التنظير ، وبصراحة إذ حول هؤلاء المنظرون أو المنتحرون أقوالهم إلى أفعال لكان السودان الآن ضمن السبعة الكبار ، خذوا مثلا نموذجا واحدا من المنتحرين على صخرة التنظير ، وأعني به مبارك الفاضل ، فخلال الأيام الماضية ، شاهدت نتفا من إستعراض حوار إنتحاري في قناة العربية مع هذا الرجل ، ضحكت كثيرا لبعض تفاصيل نتف الحوار ، الضحك لم يكن إعجابا بالرجل ذو الوجه المقيت ولكن لأن إجاباته على الأسئلة كانت ساذجة حد الإفراط ، تصورا يا جماعة الخير ، أقول فقط ، تصوروا أن يأتي مثل هذا الرجل وأشباهه للإمساك بزمام الحكم في السودان ، فبعد بلاوي الإنقاذ التي أذاقت السودانيين مر العذاب منذ عشرين عاما أو تزيد هل يمكن أن يتربع هذا الرجل على ديسك الحكم معتمدا على إرث ذرته الرياح ، أو لنقل إرث شالوا الغراب وطار ، شيء يدعو للضحك ولكأنما السودان إختفت من تضاريسه الكفاءات التي يمكن أن تقوده إلى برد الأمان وتمسح عن شنباته أقصد شنبات الوطن جراح الإنقاذ وبلاويها المتلتة والمتنيلة بمليون ستين نيله ، في تصوري أن مثل هذا اللقاء وغيره من اللقاءات التي تجري مع صقور الإنقاذ ونظرائهم صقور المعارضة مجرد إنتحار ، أنظروا إلى البرامج الحوارية قصدي الإنتحارية في جميع الفضائيات بالسودان والتي يجريها مسطحون مع كوادر من المعارضة والإنقاذ ، إنها مجرد تنظير وإنتحار على الهواء .