نلاحظ في كل من ج كردفان وج النيل الأزرق أن الكنيسة عبر الحركة الشعبية تمارس سياسة الإحلال في كل موقع غاب عنه المسجد مبنى أو معنى ،فقد دخلت الكنيسة مجالات التأهيل النفسي للمواطن حتى يتقبل واقعاً جديدًا تفرضه الحرب ثم التعليم ثم التقاليد الجديدة المغلَفة بالمحلية ،وسينحسر المدَّ الدَّعوِّي مالم تدركه الجهات المعنية، وتزيد من قوة إندفاعه وثباته. إن الحرب الدينية بالمفهوم السائد تدور الآن في الجبال والمواطن مغلوب على أمره فالكنيسة تقدم له الدِّين حلوى يتذوقها فيمضغها ثم يأكلها ويبلعها أما الهضم فيكون على قدر أهل العزم، والعكس تماماً تقف الدولة ومنظماتها الإنسانية والدعوِّية مكبلة بقيود المال والإمكانات الأخرى وهي ممنوعة أيضاً بقانون الحرب من دخول بعض المناطق التي تقع تحت طائلة الإستهداف الكنسي التبشيري فهي إذا تدخلت داهمها العالم الغربي ودمغها بصفة الإرهاب الإسلامي، إلا أن هذا ليس مدعاة لترك هذه المناطق تحت رحمة مجلس الكنائس العالمي والنظام العالمي ليتم تنصيرها تحت سمعنا وبصرنا ....إنها بحاجة إلى صلاح الدين سوداني ليشهد بعثها. المعلوم عن المجتمع السوداني إنه من أكثر وأكبر المجتمعات العربية والإسلامية تكافلاً وتعاضدًا يتساوى فيه المسلم وغير المسلم في درجة الإحساس والتفاعل الذي يجعل اللحمة السودانية متماسكة ومتفردة ،ذات طعم ولونية خاصة ، هذا التكاتف والترابط أقلق الغرب فوجه نشاطاً كنسياً إجتماعياً سرطانياً هدفه- عزل المجتمعات عن بعضها البعض ثم إثارة الصراعات الإثنية التي يدخل عبرها التنصير بوجه المُصلٍِّح ،وهناك وجهاً آخر هدفه المباشر ليس التنصير!! بقدر ماهو تفاعل إجتماعي سوداني ولكنه بطريقة أو بأخرى أيضاً يقود إلى روما من ذلك قيام منظمات الكنائس بدفع تكاليف عمليات جراحية بملايين الجنيهات، وتعجز أكبر مؤسسة مالية إجتماعية دينية إسلامية عالمية(ديوان الزكاة) عن ذلك،مال الله يبخلون به أويحجبونه عن عيال الله الذين أصبح غالبيتهم يتسابقون إلى أبواب الكنائس طلباً للعون والدعم ،ثم نأتي ونتساءل كيف ولماذا يتنصر البعض ؟،لقد غابت برامج الدعوة الشاملة التي كنا ولا زلنا نعول عليها كثيرًا في بسط الدعوة وتخللها في السودان كله لا بعضه.ليتها(أي الدولة)واصلت برامج الدَّعوة الشَّاملة بمفهوم الثورة عند إندلاعها وسخَرت ديوان الزكاة بمداخيله ومصارفه لأمر الدَّعوة الأمر الذي يحقق الوقاية والحماية للمجتمع المسلم من تلصص التنصيريون أصحاب الغرض وتسللهم للوسط المسلم المسالم (وليَّ في المسالمة غزال). على الدولة والمجتمع وقد تنبه الجميع ،أن تبحث عن الدَّوافع الحقيقية للتنصر ،الأسباب الظاهرة والخفية ،المنظمات والهيئات الإغاثية والفكرية ونشاطاتها خاصة الإجتماعية والعلاجية والغوص لما وراء أهدافها المعلنة ،كما على الدولة أن تسخِر ديوان الزكاة وهيئة الأوقاف وما ملكتا من أموال لبناء مجتمعات متعافية قوية في بنيتها الدينية والتكافلية قاعدتها (المسلم للمسلم كالبنيان يشدبعضه بعضاً).للمسؤولين عن الزكاة والأوقاف وللدعاة ومن خلفهم الحكومات والمعتمديات نقول: (ولا ننسى أنفسنا معهم)لو تنصًر أحد أو إنتكست راية للدِّين أو إنطفأت نار للقرآن كانت متقِدة في مكان ما من هذا الوطن ،فكلنا مسؤولون عنها فلا نلومن إلا أنفسنا ومساءلون يوم المشهد العظيم عن المال والوقت فيم أهدرناهما ونحن نخطط لبناء دولة الإسلام النموذج .قُدِر لنا كدولة أن نخوض حروباً تنوعت أسبابها وأهدافها وتتابعت توقيتاتها وما ذاك إلا لأننا رفعنا شعار التوحيد وصدحت حناجرنا به فكان علينا أن نتجمل بالصبر ونتحمل تبعات ما نعتقد أنه الحق ،إن السودان رغم شكله الجغرافي الجديد إلا أنه مجازًا مثلث قاعدته الشمال زواياه الحادة الثلاثة تتجه جنوباً وشرقاً وغرباً وكلها لها معناها الدعوي إتجاهاً ومقاصدًا ،لذا فالحرب لتحطيم هذا المثلث الدعوي ستكون شرسة وبلا هواده رأس الر مح فيها التنصير الذي لاحت طلائعه في أوساط الشباب. يقال،أن معظم النار من مستصغر الشرروحرارة التنصير كامنة، ودولتنا وقد إستغرقتها مشاكل الحكم والجوار عن التأمين الدعوي والنفسي غافلة، وختاماً أقول لست على جيل اليوم أخاف!!!!بل خوفي على جيل إرثه الديني والفكري والثقافي قد تلعب به الرِّياح، غير أني أقول أيضاً كما للبيت رب يحميه،فإن لكل عصر وعهد للدعوة صلاح الدين يُبعث لها ليعيدها سيرتها الأولى،إن معركة التنصير لن تتوقف طالما أن جموعنا لنصرة الدين القويم تسطف، لنقوِّم دواخلنا الرَّسمية بالدين حتى تقاوم واجهاتنا كل مظاهر التغلغل والتفلت والتي من بينها التنصير!. فريق ركن