وضعت القمة السودانية جماهيرها في ضغط رهيب قبل المباريات الأفريقية الحاسمة المنتظرة غداً الجمعة، وبعد غدٍ السبت، أمام سيوي سبورت العاجي، وريكرياتيفو الأنغولي على التوالي، ضمن إياب الدور الأول من دوري أبطال إفريقيا، عندما خسر المريخ مباراته في الدوري الممتاز أمام الأهلي شندي بهدف، وتعادل الهلال على ملعبه أمام الأهلي الخرطوم سلبياً، لتبلغ قلوب الجماهير الحناجر ليلة أمس الأول، فزعة متوجسة من السقوط المبكر في المنافسة الإفريقية الأولى للأندية، باعتبار أن واقع فريقي القمة أصبح لا يسر، في وقت كانت الجماهير تنتظر فيه إشارات مطمئنة من أبناء الكوكي وغارزيتو قبل ليلتي الأبطال، إلا أن الرد جاء قاسياً ممن يحبون، وكانت الصفعة قوية على وجوههم، بالرغم من حضورهم الكثيف على مدرجات شندي وإستاد الهلال، دعماً ومؤازرة وطلباً للاستمتاع بعروض جميلة، تعيد الرونق للعملاقين، بيد أن الآية انقلبت، وظهر السوء منتشراً على أرضية الملعب، وهجوم المريخ بلا أنياب تمزق الشباك، ودفاع الهلال مثله و(الغربال)، يكون المرور منه سهلاً للدرجة التي جعلت الكل يتوقع له الخسارة في تلك الليلة، غير أن هجوم الفرسان أضاع الكثير من الفرص، وبالمقابل فشل هجوم المريخ في الوصول لشباك النمور، وواصل الصيام عن التهديف للجولة الرابعة على التوالي، فمنذ مباراة النسور في الجولة الثانية لم يتمكن مهاجمي الأحمر من هز شباك الخصوم، حيث سجل كلتشي أوسونوا مع الباشا أمام الفريق الأمدرمان، وبعدها تكفل هيثم مصطفى بالتسجيل نيابة عن المهاجمين أمام هلال كادوقلي، وغابت الأهداف ضد الند التقليدي الهلال في الأسبوع الرابع وحفظ باسكال ماء وجه الهجوم المريخي بهدف في شباك الأمل عطبرة، ما يجعل مهمته صعبة للغاية أمام ريكرياتيفو الأنغولي، حاله حال دفاع الهلال الذي يهدر المجهودات الهجومية التي يقوم بها القناص تراوري، ويفسد الفرحة بأخطاء ساذجة تجعل شباكه عرضة للاهتزاز تحت أي لحظة، ويساعد في ذلك المدير الفني دييغو غارزيتو المعتمد على التوليف في بعض الأحيان وهو يدفع بلاعبين (شمال) في قلب الدفاع، وسيصر على وجود روبرت سنكارا صاحب المستوى المتدني، فضلاً عن إصراره على إبقاء بعض العناصر المميزة على مقاعد البدلاء. وبعد الفشل في الجولة السادسة لمنافسة الدوري السوداني الممتاز، لا يتعلم الجماهير إلى أي منقلب ستنقلب فرقها، ولكنها في ذات الوقت تدري تماماً حجم الصعوبات الماثلة أمام الفريقين، وتتمسك ب(قشة الغريق)، ليكون للأحمر والأزرق نصيب من التأهل لدور الستة عشر لدوري أبطال إفريقيا، وإلا سيكون المديرين الفنيين على أسنة رماح النقد، أو المغادرة إلى غير رجعة.