اللواء 43مشاة باروما يكرم المتفوقين بشهادة الاساس بالمحلية    الخطوة التالية    السيارات الكهربائية.. والتنافس القادم!    واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    سوق الابيض يصدر اكثر من عشرين الف طنا من المحاصيل    الأكاديمية خطوة في الطريق الصحيح    شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف انتفاضة رجب أبريل المجيدة مع أمين حزب البعث العربي الاشتراكي «1»
نشر في آخر لحظة يوم 07 - 04 - 2013

أسئلة كثيرة لا زالت قيد الاستفهام حول انتفاضة رجب أبريل 1985 المجيدة من صنعها؟.. وكيف هُييء الشارع السوداني لها؟.. من هم أبطالها الحقيقيون؟.. هل هم من برزت أسماؤهم في كتب التاريخ فقط، أم أن هناك من كانوا يتحركون خلف الكواليس؟.. كيف ومتى وأين تكون تجمع الشعب السوداني؟.. ولِمَ لم يشارك فيه حزب الأمة القومي.. ولِمَ تأنى الحزب الشيوعي في ذلك؟.. ولماذا ومن هم من كونوا تنظيماً موازٍ له؟.. من هم الضباط داخل القوات المسلحة الذين أوشوا بتحركات الجناح العسكري لتجمع الشعب لمنعها من الانحياز لجانب الشعب السوداني؟.. من أين انطلقت الشرارة الأولى للانتفاضة ومتى وكيف؟.. للامانة لن تجد عزيزنا القاريء كل الإجابات لتقديرات نراها ويراها الآخرون.. ولكن هي حتماً محفوظة في صدور الرجال!!
بدءاً حدثنا أستاذ سنهوري عن خلفيات الصراع الذي أدى إلى الانتفاضة التي أسقطت نظام الرئيس الراحل محمد جعفر نميري؟
انتفاضة مارس أبريل الشعبية المجيدة هي تتويج لنضال جماهيري بدءاً من بداية انقلاب 25 مايو، الذي طرح في بدايته برنامجاً وطنياً تقدمياً التف حوله معظم جماهير الشعب السوداني، ولكن كان للقوى الديمقراطية التقدمية رأي في هذا البرنامج، وذلك لانتقاصه البعد الديمقراطي، وكان البعد الديمقراطي في ذلك الوقت هو البعد الثوري، بمعنى حرية القوى المنسجمة مع هذا البرنامج وإشاعة الديمقراطية التي تمكنها من التعبير عن مصالح الشعب وحركته في الاتجاه نحو الأمام، وفي ذلك الحين كان هناك انقسام بين معسكري القوى التقدمية والقوى الرجعية ولكل إمتداداته العربية والدولية ولكن القوى التقدمية لم تقف عند أعتاب تلك المرحلة وكانت تعتبرها مرحلة انتقالية لإعادة الديمقراطية في السودان، ومن هنا بدأ الصراع بين المجموعة التقدمية ومجموعة 25 مايو من العسكر، وتمثل ذلك الصراع في مؤتمر فكري عقد بالخرطوم وسمي الملتقى الفكري وشاركت فيه عناصر من الحركة الثورية العربية، انتهى هذا الصراع بإقصاء 3 من أعضاء مجلس قيادة الثورة وهم الشهداء فاروق حمدالله وبابكر النور وهاشم العطا بقرارات سميت بقرارات 16 نوفمبر 1970م، وبدأ نظام مايو في محاولة بناء حزب من أعلى السلطة تم التمهيد له بتشكيل ما سميت بكتائب مايو للشباب، ثم ملتقى فبراير الذي عززته عناصر اتحادية بدخولها فيه، هذا الصراع أدى لقيام بعض الضباط بقيادة الحزب الشيوعي بحركة 19 يوليو وهي حركة استعجلت حسم الصراع بين الجماهير وبين النظام، لأنه في تلك اللحظة لم يكن معظم الجماهير قد وصلت لقناعة بأن هذا النظام يتدحرج في اتجاهات ديكتاتورية ويعتمد على أجهزة مباحثية وأمنية عوضاً عن اعتماده على قاعدة من الجماهير الشعبية، لذلك لم تجد حركة 19 يوليو تأييداً واسعاً إلا من قبل القوى التقدمية في البلاد مع بعض التحفظات بما في ذلك تحفظات من داخل الحزب الشيوعي. وبعد عودة المرحوم نميري في 22يوليو 1971 انقلب 180 درجة وتبنى برنامجاً يمينياً في اتجاه التصالح مع الغرب الاستعماري، ومع مواجهاته في الجزيرة أبا وما قبلها مع بعض قوى اليمين السياسي صار يواجه في آن واحد معسكري اليمين واليسار أو القوى التقدمية والقوى الرجعية، والتقى هذان المعسكران في انتفاضة شعبان الطلابية المجيدة ولكنهما افترقا بعد هذه الانتفاضة، فاعتمدت الجبهة الوطنية التي كانت تتكون من الاتحادي الديمقراطي بقيادة الشريف حسين الهندي والإخوان المسلمين والصادق المهدي، وانشأوا معسكرات في ليبيا وقاموا بحركة 2 يوليو 1976م وكانت آخر حركة قوية للجبهة الوطنية والتي سميت بحركة المرتزقة وكان قد سبقها انقلاب حسن حسين في سبتمبر 1975م، وبفشل هذه العملية سعى السيد الصادق المهدي للخروج من الجبهة ومصالحة النظام، فالتقى بالمرحوم نميري في بورتسودان والتحقت به حركة الإخوان المسلمين بقيادة دكتور حسن الترابي...
مقاطعة: هل شارك السيد الصادق في نظام مايو؟
- السيد الصادق المهدي كعادته كان مصالحاً غير مشارك، وهو درج على أن لا يكمل مشواره سواء في المصالحة أو في المعارضة أو في الحكم، فدائماً ما يقف في منتصف الطريق، بينما سار الإخوان المسلمون إلى نهاية الطريق وتصالحوا مع نظام نميري واستفادوا منه في تأسيس مؤسساتهم المالية وتنظيماتهم الشعبية والسياسية والنسوية وفي التغلغل في المجتمع وفي جهاز الدولة، وفي تحويل تنظيمهم الذي كان نخبوياً إلى تنظيم صار يعبر عن مصالح فئات اجتماعية متعددة والتي بدأت تنشط في النصف الثاني من الحقبة المايوية.
وكيف كان دور البعث في هذه الحقبة؟
- بعد مصالحة السيد الصادق المهدي للنظام اتجه الشريف حسين الهندي إلى التحالف مع حزب البعث العربي الاشتراكي ومع القوى الوطنية السودانية في مواجهة النظام، وبدأت تبرز الحركات المطلبية النقابية في مختلف القطاعات الجماهيرية، وفي ذلك الوقت اتهم المرحوم نميري حزب البعث بأنه المحرض لتلك الحركات المطلبية والقى خطابه الشهير في عام 1978والذي خصصه للهجوم على حزب البعث العربي الاشتراكي، وأبدى في ذلك الخطاب استغرابه من بناء هذا الحزب لخلايا داخل منطقة جبال النوبة، وكأنما هي ليست جزءاً من السودان وأبناؤها ليسوا من شعبه، المهم وفي نهاية عام 1981م ومطلع 1982م اندلعت انتفاضة واسعة جداً شملت العديد من المدن السودانية مما هز النظام هزة عنيفة اضطر معها الرئيس جعفر نميري إلى حل مجلس الوزراء والقيادة العامة ومجلس الشعب والاتحاد الاشتراكي وأبعد عبد الماجد حامد خليل ومعه 28 من قيادات القوات المسلحة ولم تبقَ هناك سلطة إلا جعفر نميري وحده، وبدا النظام وكأنه على شفا الانهيار ولكنه استمر رغم ذلك وجرى على هامش مجلس عزاء المرحوم الشريف حسين الهندي حوار بين حزب البعث والمرحوم حاج مضوي ونبعت عنه فكرة إنشاء تجمع الشعب السوداني كتنظيم يضم كل القوى السياسية في البلد، وتوسعت قاعدة الحوار وشملت المرحوم مبارك الفاضل شداد والمرحوم الدكتور محمد عثمان عبد النبي والأستاذ علي محمود حسنين أطال الله في عمره وآخرين من الحزب الاتحادي الذي كان موزعاً على مراكز وأقطاب بينها بعض الخلافات ولكنها جميعها التقت في فكرة بناء تجمع للشعب السوداني، ومن خلال هذا التجمع انطلق تحالف بين حزب البعث والحزب الاتحادي وتم استقطاب المرحوم محمد المهدي الخليفة رئيس تضامن غرب السودان وصمويل أرو رئيس حزب سانو وحزب الأمة جناح الهادي المهدي وبعض الشخصيات الوطنية، فتشكل تجمع الشعب السوداني وأنشأ له أجنحة وسط الأطباء والمحامين والمعلمين والمهندسين والعمال وبشكل خاص وسط عمال السكة حديد، إلى جانب جناح وسط القوات المسلحة سمي بالجناح العسكري لتجمع الشعب السوداني، وهذا الجناح لم يكن من الضباط البعثيين فقط ولكن أسهم الحزب الاتحادي ببعض العناصر وكانت يضم عناصر مستقلة ذات وزن كبير، وبعد تكون التجمع ومن عام 1982م إلى 1985م كانت المعركة ضارية ضد نظام مايو وتصاعدت هذه المعركة عندما سنت قوانين سبتمبر والتي سميت ظلماً وجوراً بقوانين الشريعة الإسلامية، وفي ذلك الحين كانت نقابة السكة حديد قد حلت ويجري العمل لإعادة تكوينها، ونشط البعثيون والاتحاديون في هذه النقابة وكادوا أن يسيطروا على كل الهيئات النقابية العمالية ولكن لم ينعقد مؤتمرها العام إلى أن جاءت انتفاضة مارس أبريل الشعبية المجيدة وتصاعد الصراع وزادت حدته بعد نشوء حركة التمرد في الجنوب بقيادة العقيد جون قرنق وسميت حركة تحرير شعب السودان، وكان النظام يهدد المعارضة بأن إسقاطه يعني فصل الجنوب بشكل تلقائي، لذا حرص تجمع الشعب السوداني للعمل من خلال صمويل أرو على كسب جبهة جنوب السودان إلى جانب حزب سانو للتجمع بحيث تتم المحافظة على وحدة القطر والتوصل إلى حل ديمقراطي سلمي لمشكلة الجنوب، وتوافقت الأحزاب المكونة لتجمع الشعب السوداني على برنامج وطني ديمقراطي تقدمي يعالج كافة القضايا بما فيها القضية الاقتصادية والاجتماعية عبر انحيازه لمصلحة الأغلبية الكادحة من أبناء الشعب السوداني.
هل اتصلتم بالقوى السياسية الموجودة لإشراكها في تجمع الشعب السوداني.. وكيف كان موقفها منه؟
- جرى الاتصال بكل الأحزاب والقوى السياسية للدخول في تجمع الشعب السوداني وكان المسؤول عن الاتصال بها هو الأستاذ علي محمود حسنين ورفض الصادق المهدي الدخول فيه وتأنى الحزب الشيوعي في الدخول، وفي عام 1984م قام الأستاذ أمين مكي مدني والتجاني الكارب وعمر عبدالعاطي بالعمل على تشكيل مركز موازٍ لتجمع الشعب السوداني وبدأوا الاتصال بمحمد إبراهيم خليل وسيد أحمد الحسين وبعض العناصر من القوى السياسية الأخرى، وسيد أحمد الحسين لم يكن ناشطاً في الفترة الأولى التي تشكل فيها تجمع الشعب السوداني وبالتالي لم يكن ضمن العناصر التي تمثل الحزب الاتحادي الديمقراطي لذا لم يرد اسمه من قبل الاتحاديين للحوار معه حول تجمع الشعب السوداني ولكن ظهر اسمه في نهاية عام 1984م ومطلع 1985م من خلال اتصالات أمين مكي مدني بأطراف أخرى...
عفواً للمقاطعة: ماذا سمي هذا التنظيم؟
- لم يصلوا إلى تسميته لأن مساعي تكوين هذه الجبهة لم تنجح ولم تقم.
لما لم ينضموا إلى تجمع الشعب السوداني ما داموا معارضين للنظام؟
- كنا نعتقد أن هذا التنظيم تم تكوينه بإيعاز غربي أمريكي وكان هذا التنظيم قد كون تنظيماً عسكرياً موازٍ كنا نسميه التنظيم الأمريكي داخل القوات المسلحة.
ولأي غرض كونه الغرب وأمريكا؟
- بهدف مقاومة الجناح العسكري لتجمع الشعب السوداني ولاستباقه في تغيير النظام...
عفواً: إذن هو صنع لحماية نظام نميري من السقوط؟
- لا.. هو تنظيم معارض للحيلولة دون سقوط نظام نميري بواسطة قوى وطنية ديمقراطية وتقدمية ولصياغة بديل لا يتعارض مع مصالح الغرب وأمريكا في المنطقة.
هل كان هناك هذان التنظيمان فقط؟
- لا.. لم تكن هذه هي قوى المعارضة الوحيدة في البلاد، فعلى صعيد القوات المسلحة كان هناك تنظيم داخل المدرعات بقيادة الرائد عمر عبد المجيد عرف بتنظيم الروادو أنشيء هذا التنظيم الجريء لإسقاط نظام المرحوم نميري لكنه انكشف وطردت عناصره من القوات المسلحة وظلت في المعتقلات إلى سقوط النظام.
كيف كانت نهاية التنظيم الموازي لتجمع الشعب السوداني؟
- عبر في يناير 1985 عن فشله في تكوين جبهة موازية، ثم ظهرت مجموعة أمين مكي مدني مساء 5 أبريل فيما استمرت جبهة تجمع الشعب السوداني ناشطة، وللتاريخ وليس انحيازاً لحزب البعث فقد كان ومن مركزه المستقل يقوم بنشاط واسع جداً في الفترة من 1982م إلى 1985م وكان تقريباً أكثر الأحزاب حضوراً في الساحة السياسية والفاعلية ضد نظام نميري من خلال جريدة الهدف والتي كانت تصدر بانتظام كل شهر وبأعداد ضخمة جداً تصل أحياناً إلى 40 ألف نسخة يتخاطفها الناس، وكانت توزع بأسلوب العمل السري ومن خلال بيانات الحزب التي كانت تصدر كل أسبوع تقريباً ومن خلال شعارات الحائط، كانت المعركة بين البعث والنظام معركة ضارية وقدم البعثيون فيها أعداداً كبيرة من المعتقلين الذين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب، ولممارسة مزيد من الإرهاب قام النظام بتقديم أربعة من البعثيين إلى ما سمي بمحكمة الردة بهدف تكفيرهم وتصفيتهم كما صفى فيما بعد الأستاذ محمود محمد طه، وذهب نميري بفكر البعث إلى المحكمة بغرض تكفيره من خلال المحكمة ولكن فتح عليه ذلك أبواب جهنم في كل الوطن العربي، حيث تكونت هيئة للدفاع من محامين ومستشارين من كل أنحاء الوطن العربي.
ü ومتى كونت محاكم الردة؟
- بعد سن قوانين سبتمبر وهو قد سنها بهدف اكتساب مشروعية دينية تطيل أجل بقائه في السلطة بعد فقد مشروعية التنمية التي كان يعتمد عليها في كسب الشعب، فبعد أن فشلت لجأ نميري لمشروعية الغطاء الديني والشريعة الإسلامية والشعارات الإسلامية، فكان أن تدخل المرحوم الرشيد طاهر بكر ونصح النميري بإيقاف محاكمة البعثيين بتهمة الردة واستجاب النميري وأوقف محكمة طه المكاشفي الكباشي وهي كانت أكبر المحاكم إرهاباً قام فيها المكاشفي بقطع رقاب وأيادي عدد كبير من الناس.
ü بماذا عرفت تلك المحاكم؟
- عرفت باسم محاكم الطواريء، وكان للمرحوم الرشيد حادثة سابقة، فبعد هجوم النميري على البعثيين في السودان وقطع علاقته مع العراق تأثر السودان من ذلك كثيراً فاتصل الرشيد بأحد أقاربنا للتوسط وإعادة العلاقات مع العراق، فقلنا له إن السودان هو الذي قطع العلاقات والعراق جاهز للإستجابة إذا ما طلب منه ذلك، لأنه ليس طرفاً في الصراع بين حزب البعث في السودان ونظام نميري وإن العراق يقيم علاقاته مع كل الدول العربية وفقاً لميثاق جامعة الدول العربية، وبالفعل اتصل السودان بالعراق وتمت إعادة العلاقات.
وما هو السبب الحقيقي لقطع تلك العلاقات؟
- الهجوم على حزب البعث...
إذن مارس العراق ضغطاً وتدخلاً في الشأن الداخلي؟
- لا العراق لم يقطع العلاقات.. كما لم يتدخل كدولة فيما يتعلق بمحكمة الردة.
ولكن ذلك يفسر سبب قطع العلاقات.. أليس كذلك؟
- لا قطع العلاقات كان سابقاً في عام 1979م بعد هجوم نميري على الحزب ونميري هو الذي قطعها وليس العراق.
وهل تم تنفيذ أحكام ضد البعثيين قبل تدخل العراق؟
- مئات البعثيين اعتقلوا من مختلف مناطق السودان لكن لم يقدموا لمحاكم ولكن من المؤكد لو اكتمل مخطط محكمة الردة لإمتد ذلك لإدانة كل البعثيين المعتقلين وغير المعتقلين لكنه فشل واستمر الصراع بين النظام وقوى المعارضة وكان في قلبها حزب البعث العربي الاشتراكي، وبإعدام الأستاذ محمود محمد طه اعتبر البعثيون أن المعركة مع النظام قد وصلت نهاياتها، فبدأ التحرك من عطبرة وليس من جامعة أم درمان الإسلامية كما يعتقد البعض.
ومتى كان تاريخ التحرك من عطبرة وكيف؟
- في فبراير بتحرك عمال السكة حديد والهيئات النقابية لأن النقابة لم يكن قد اكتمل انتخابها والتحقت بهم جماهير الشعب في عطبرة ومن هناك انطلقت شرارة الانتفاضة، في الأثناء زار جورج بوش الأب السودان وكان مديراً لCIA ونصح نميري بالتخلي عن جماعة الإخوان المسلمين وقام نميري باعتقالهم.
وبدأ التحرك في مستشفى الخرطوم وكانت وقفة أطبائها بقيادة الدكاترة سيد محمد عبدالله وداؤد وخالد شاع الدين الذي اقترح الدخول في الاضراب السياسي والعصيان المدني.
عصيان عام أم خاص للمستشفيات فقط؟
- كان عصياناً عاماً ولكن انطلقت شرارة البداية من مستشفى الخرطوم التحاقاً بانتفاضة عطبرة، في هذا الوقت أصدر حزب البعث بيانه الشهير الذي أكد فيه أن هذه الانتفاضة هي خاتمة الانتفاضات ضد نظام نميري وهي انتفاضة الحسم وليست كسابقاتها من انتفاضات في شعبان 1973م ويناير 1982م، فسرعان ما توسعت دائرتها والتحقت بها قطاعات واسعة من الشعب في العاصمة والأقاليم وبدأت الجماهير تخرج في مسيرات بمئات الآلاف، في هذه الفترة كان لتجمع الشعب السوداني وحزب البعث دور كبير في تصليب الانتفاضة من خلال البيانات وشعارات الحائط والتي أدت إلى إحباط النظام وتحدي أجهزته القمعية وكسر هيبته وبشكل خاص منذ مايو 1984م.
وما هي ردة فعل الرئيس نميري؟
- كان في ذلك الوقت في أمريكا وحاول مساعدوه احتواء الانتفاضة بكل الوسائل أبو القاسم محمد إبراهيم وعبدالرحمن سوار الذهب الذي كان وزيراً لدفاع نميري، وتاج الدين في القيادة العامة وغيرهم، ولكن رغم ذلك توسعت دائرة الانتفاضة خاصة داخل القوات المسلحة من خلال التنظيم الوطني «الجناح العسكري لتجمع الشعب السوداني»، والذي قام بتعبئة كل الوحدات للانحياز للشعب السوداني والتخلي عن المرحوم نميري.
ما هو موقف سوار الذهب حتى تلك اللحظات؟
- سوار الذهب كان هو وتاج الدين متمسكين بالدفاع عن نظام نميري براً بقسمهما ومبايعتهما للمرحوم النميري إماماً للمسلمين.
وكيف تم حسم الموقف؟
- عندما خرجت الجماهير في كل الساحات في السودان وكانت في انتظار انحياز القوات المسلحة لها، تمترست قيادة القوات المسلحة خلف الولاء لنظام نميري، فبدأت حركة واسعة داخل الجيش مما أدى للوشاية بها وبتحرك الجناح العسكري لتجمع الشعب السوداني داخل القوات المسلحة.
...نواصل..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.