لا تزال ممارسة ختان الإناث شائعة في السودان «محلك سر» بالرغم من إحراز تقدم في خفض معدلات الممارسة، إلا أن نسبة الممارسة عالية وتحتاج للمزيد من تضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية. وقد كشف المسح السوداني لصحة الأسرة لسنة 2006 أن نسبة الممارسة 69.4% وانخفاضها إلى 65.5% وتشير الإحصاءات إلى 300 ألف حالة ختان سنوياً في السودان بمعدل800 حالة يومياً و30 حالة كل ساعة ويمارس بواسطة قابلات قانونيات وغير قانونيات وسط الفئات العمرية من 4-10 سنوات. ورصدت «آخر لحظة» في هذا التحقيق من الحقائق المؤلمة جراء هذه الممارسة البشعة التي أدت لوفاة الكثير من الطفلات البريئات فإلى مضابط.. المادة 13: بداية طالب عدد من أولياء الأمور والناشطين والمهتمين بقضايا الطفولة بضرورة إصدار قانون رادع يجرم هذه الممارسة التي أدت لوفاة عدد من الطفلات، وادماج المادة 13 المتعلقة بتجريم الممارسة والتي تم إسقاطها من قانون الطفل لسنة 2010 في القانون الجنائي، بجانب رفع الوعي وسط كافة شرائح المجتمع، واصفين هذه الممارسة بالإنتهاك لحق الطفل في الرعاية والحياة.. مشيرين لانضمام 600 مجتمع لمبادرة سليمة منذ العام 2010 مؤكدين بأنه مؤشر إيجابي لنجاح تلك المبادرة ü إنتهاك للحقوق: صادف السادس من فبراير اليوم العالمي للرفض التام لختان الإناث الذي يُحتفى به كل عام من أجل رفع الوعي حول هذه الممارسة.. ويعتبر ختان الإناث بكل أشكاله ممارسة ضارة وانتهاكاً لحقوق الفتيات والنساء، حسب ما جاء في المسح الأسري بالسودان لعام 2010، فمعدل ممارسة ختان الإناث في الفئة العمرية الأكثر عرضة للخطر «4- 10» قد انخفض إلى 37% مقارنة بنسبة 43% في عام 2006. ويعني هذا تعرض عدد أقل من الفتيات لهذه الممارسة المهددة للحياة. وكما أوضحت البيانات، فإن أكثر من نصف عدد النساء وثلثي الرجال يؤيدون التوقف عن هذه الممارسة، وليس لديهم النية في ممارستها على بناتهم الأمر الذي يعتبر زيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات الماضية. ü فصلها عن الدين: وأشارت ذات البينات لحدوث تطورات أخرى في توجهات المجتمع السوداني أدت إلى تعزيز هذا التحول الملحوظ. وقد شملت هذه التطورات تنفيذ إستراتيجية قومية عام 2008 للتخلي عن ختان الإناث، وإصدار قوانين تمنع هذه الممارسة في خمس ولايات، وتصدى علماء الدين لهذه الممارسة وفصلها الواضح عن الإسلام، وكذلك قرر المجلس الطبي بمنع الأطباء من ممارسة أي شكل من أشكال ختان الإناث، وكذلك التحول من الحملات الدورية التي يقوم بها النشطاء لكسر حاجز الصمت حول ممارسة ختان الإناث. ü كل الأدلة الشرعية: فيما شدد عضو هيئة علماء السودان مولانا محمد هاشم الحكيم على ضرورة تقوية الصف الداخلي من أجل حملة سليمة، وقال في الاجتماع التشاوري لمناصرة التخلي عن ختان الإناث بمجلس الطفولة إنه من المباحات ويجوز تركه، واستند في حديثه لفتوى القرضاوي التي تقول إن عادة ختان الإناث ليس من ورائها أي فائدة تذكر ولا يوجد في القرآن أو السنة أي دليل للتمسك بها، وكل الأدلة تدعو للامتناع عنها حرصاً على سلامة الفتاة المسلمة ومنعاً لها من أي ضرر. وقال في احتفالية اليوم العالمي إن تركها سليمة من مقاصد الشريعة الإسلامية وحملة سليمة تنطلق من منطلق الدين، مشيراً لوجود تحرك من قبل رجال الدين، موضحاً أن ما ورد من أحاديث في ختان الإناث ما بين ضعيفة وموضوعة. ü تآمر على المسلمين: وقال الحكيم إن هناك اعتقاداً من بعض رجال الدين بأن المنظمات الأجنبية العامة في مجال محاربته بأموالها وأفكارها تتآمر على المسلمين،أوصي باستمرارية الحوار لدعم حملة سليمة وتأسيس مراكز دينية لقيادة القضية وترك البنات سليمات. ü شابات مختونات: من ناحيتة قال بروفيسور عبد العزيز مالك نريد الوصول لرؤية القرضاوي بالتي هي أحسن وطالب بتقديم برامج التوعية قبل المنع خاصة وسط الفئات المختلفة. ويؤكد ممثل جمعية اختصاصيّ طب النساء والتوليد على الوظائف المعينة للأعضاء التي تبتر، وعدم وجودها يسبب العديد من المشاكل وزاد إذا كان بترها من أجل العفة فإن معظم حالات الحمل غير الشرعي التي ترد إلينا لشابات مختونات. من جانبة قال د. سعد عبد الرحمن استشاري أمراض النساء والتوليد إن السودان من الدول التي تمارس فيها هذة العادة بصورة كبيرة وبأقسي وأبشع صورها، موضحاً أن نسبة الممارسة في شمال السودان 89%، و كشف عن تشويه300 ألف فتاة سنوياً أي 800 حالة يومياً بمقدار 30 حالة كل ساعة. مضيفاً أن عدد النساء اللائي تم تشويه أعضائهن الجنسية يقدر ب 2 مليون في السنة أي بنسبة 6 آلاف حالة يومياً. معدداً المضاعفات الصحية والنفسية والجسدية التي تحدث للطفلة وتلازمها مدي الحياة. ü حقائق وأرقام: ويشير المسح الصحي الأسرى للعام 2010 أن الولاية الشمالية احتلت المرتبة الأولى من حيث الممارسة بنسبة 83.8% تليها ولاية نهر النيل 83.4% فاالبحر الاحمر بنسبة 76.5% وكسلا 78.9% ثم النيل الابيض 71.8% و شمال كردفان 70.5% و67.4%بولاية سنار والخرطوم 64.8%. ودعا المجلس القومي لرعاية الطفولة وصندوق الأممالمتحدة للسكان واليونيسف للإسراع المشترك للتخلي عن ختان الإناث في وقت بدأت فيه ممارسته في الاضمحلال. وقد علق ممثل اليونيسف بالسودان قيرت كابيليري على الأمر بقوله: إن التقدم الذي احرز هنا وفي دول اخرى يشير الى امكانية القضاء على ختان الإناث. والختان لا يشكل ضررا بالغا فقط وانما يعتبر انتهاكا لحقوق الفتيات والنساء. وفي هذا الوقت الذي تحقق فيه هذا التقدم، يجب علينا ألا نُقلل اهتمامنابهذا الموضوع. وتقول باميلا ديلارجي، ممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان في السودان، كما في أجزاء أخرى عديدة من العالم، تم تحقيق الكثير من أجل الوصول إلى هدف التخلي عن كافة أشكال ختان الإناث، ولكن هناك الكثير الذي يمكن للحكومات، والبرلمانيين، ومنظمات المجتمع المدني، وقادة المجتمع، ورجال الدين، ووسائل الإعلام القيام به من أجل تنفيذ إستراتيجية الحكومة للقضاء على ختان الإناث خلال جيل واحد». إن الحملة الوطنية «سليمة» في السودان تفتح قنوات الاتصال مع وسائل الإعلام والمشاركة المجتمعية من أجل التخلي الجماعي عن هذه الممارسة». تقول الأستاذة آمال محمود الأمين العام للمجلس المقومي لرعاية الطفولة: يعتبر هذا جزء من منهج التحول الاجتماعي الإيجابي الذي تدعو إليه الإستراتيجية القومية للتخلي عن ختان الإناث خلال جيل واحد».مشيرة لما تشهده البرامج المشتركة بين المجلس القومي لرعاية الطفولة وصندوق الأممالمتحدة للسكان من تقدم في منع تعرض الفتيات والأجيال القادمة لهذه الممارسة الضارة.