عشرات السودانيين تنصروا في الخرطوم وسكان أمبدة الحارة (8) أفاقوا على ترانيم الانجيل وأجراس كنيسة بُنيت بليل!! هكذا تقول الأخبار، يحدث ذلك وبعض الجماعات والطوائف يؤصِّلون لذؤابة العمامة أو الذؤابتين.. لا فرق بين هؤلاء ومغني الحقيبة الذي وقع في حب (غزال المسالمة). ü كنت قد رأيت أحد المتنصرين أمام إحدى الصحف وهو يعلق صليباً خشبياً على صدره بحجم طفل حديث الولادة، استوقف ذلك الصابيء مدير التحرير، لا أدري ما دار بينهما، ولكني قلَّبت الصحيفة في اليوم التالي، فلم أجد أثراً لذلك اللقاء الذي تم على قارعة الطريق.. ولقد لقيت ذلك الصابيء قبل ذلك بنفس صليبه الخشبي يتجول في السوق العربي في مظهر دعائي كمظاهر بعض الجماعات والطوائف المسلمة من الذين يحرصون على التميز في الملبس، أو حتى خريجي الأزهر، حتى انتهى بنا الحال، فأصبح لدينا (رجال دين) كالنصارى!! وكأن الذين يموتون في سبيل الله والذين يحملون الإغاثة للنساء والأطفال والعجزة والجرحى وهم يمشون على الألغام وتظللهم نيران المتقاتلين الثلاثة (متمردين ونظاميين وأمميين) كأنهم ليسوا برجال ولا علاقة لهم بالدين!! وحاشا أن يكونوا كذلك. ü لقد استمعت لشيخ يتحدث عن عمامة النبي صلى الله عليه وسلم ويستعرض الأدلة، ويتململ في جلسته وكأنه الشيخ الشعراوي لمدة زادت عن نصف الساعة، وكان يكفيه أن يقول: إن ما يلبسه النبي صلى الله عليه وسلم هو من فِعلِه الجِبِلِّي، وقد أجمع الأُصوليون على أن فعله الجِبِلِّي يدل على الإباحة لنا وله، بمعنى أنه ليس ملزماً ومسألة الملبس تركها الشارع للعرف مع تحديد الضوابط للمرأة والرجل، وما دام الملبس المتعارف عليه في بلدٍ ما ليس فيه محذور، فلا إشكال ولا إثم بل الإثم أقرب لمن جعل الذوابة والذؤابتين يريد التميز والظهور بمعنى الخيلاء. ü بالله عليكم والخرطوم تتنصر ودارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وغيرها- فما الفرق بين فقهاء (الذؤابة) وشاعر الحقيبة الذي وقع في حب فتاة نصرانية تسكن في حي المسالمة بأم درمان.. إذ يقول: «لي في المسالمة غزال باكي وبغني عليهو» ونطرب معه بينما مؤتمر القدس التنصيري ينعقد عام 1935م برئاسة المنصر الأمريكي صمويل زويمر (1867- 1952م) الذي كان رئيساً للإرسالية التبشيرية في البحرين، ثم عينوه رئيساً للبعثات التنصيرية في الشرق الأوسط، ولقبوه بالرسول المنقذ للعالم الإسلامي!! وهو عندما رأى الإحباط المخيم على (1200) منصِّر هم قوام المؤتمر خاطبهم قائلاً: «إني أُقركم أن الذين أُدخلوا من المسلمين في حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين، لقد كانوا كما قلتم أحد ثلاثة، إما صغير لم يكن له من أهله من يعرِّفه ما هو الإسلام، وإما رجل مستخف بالأديان لا يبغي غير الحصول على قوته وقد اشتدَّ به الفقر وعزت عليه لقمة العيش، وإما آخر يبغِي الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية» أُنظر إلى قول زويمر: «لم يكن له من أهله من يعرفه بالإسلام» إذن هو يعترف أن من عرف الإسلام حقيقة فلن يتحول عنه.. كما يمكننا أن نقول إن الذين تنصروا مؤخراً لا يخرجون عن المجموعات (الزويمرية) الثلاث.. ثم يقول: «ولكن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد الإسلامية ليست هي ادخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريم، وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها» إذن هو يعترف أن الاسلام يوصل إلى الله، وأنه منهج للأخلاق الفاضلة التي تبني الأمم.. ولكن هناك ما هو أهم من هذا الاستنتاج وهو اعترافه بأنه يعمل على إبعاد الناس عن الله.. في حين يدعي أن مهمته تبشيرية!! ثم يقول: «لقد أحكمنا القبضة على مناهج التعليم في البلاد المحمدية» وقد صدق في هذه.. ألم نقرأ بكل سذاجة (طه القرشي مريض) و (محمود الكذاب) و(مريم الشجاعة)؟! أو لم تحذف بعض الدول العربية بكل خنوع آيات الجهاد والآيات التي تتحدث عن اليهود من مناهج التعليم لديها؟! ثم يقول: «إنكم أعددتم نشأً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها.. لا يهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل، فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء» ثم يختم: «وقد انتهيتم إلى خير النتائج وباركتكم المسيحية ورضي عنكم الاستعمار فاستمروا في أداء رسالتكم، فقد أصبحتم بفضل جهادكم المبارك موضع بركات الله» إذن فالله عند زويمر يبارك بعد الناس عنه من أجل تمكين الاستعمار!! وبُعد الناس عن خالقهم- عند زويمر- هو خير النتائج!! والمسيحية- على لسان زويمر- تبارك هذا السخف وهو يوصي بالاستمرار فيه!! وهذه الخطبة العار تتكرر معانيها في المؤتمرات التبشيرية التي لا حصر لها ولا عد.. وهي من إحباط إلى إحباط فالله تعالى يقول: «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمُّ نوره ولو كره الكافرون» الصف (8). ü ونتساءل ما دور المجتمع المسلم والدولة المسلمة إزاء هذه الهجمة المستمرة منذ حوالي قرنين من الزمان في اوساط المسلمين؟! ولكنها نشطت في العقود الثلاثة الأخيرة، وتمت التهيئة لها بخلخلة النسيج الاجتماعي في كل من الصومال، وافغانستان، والشيشان، والبوسنة، والهرسك، والعراق، والسودان، وغيرها.. ثم دول الربيع العربي وكأنهم يتداركون وعد بابا الفاتيكان في أحد مؤتمراتهم التنصيرية عام 1965م، الذي بشر فيه بأن العالم سيستقبل الألفية الثالثة وهو خالٍ من الإسلام!! ü كما نتساءل لماذا لم يعترض واحد من ال(1200) مؤتمر على خطبة زويمر (الفضيحة) والجواب هو إنهم فقط موظفو الاستعمار. ü ويا انقاذ الشريعة والمشروع الحضاري هل من حد للمرتد، وهل من تحقيق مع الذي أعطى تصريحاً لكنيسة الحارة (8)، التي تؤمها العمالة الأثيوبية كما رشح في الأخبار؟!! والله المستعان