٭ ست الشاي.. من الظواهر اللافتة في السودان.. وهذا الاسم يطلق على المرأة أو الفتاة التي تبيع الشاي والقهوة والكثير من المشروبات الساخنة وهذه المهنة الشريفة كانت فيما مضى تحتكرها النساء المسنات الفقيرات من الأرامل والمطلقات غالباً ولكن فيما بعد أصبحت مهنة «ست الشاي» جاذبة للفتيات الفقيرات أيضاً واللائي لم يحصلن على تعليم كافي ولكن في الأونة الأخيرة نجد أن هنالك بعض هؤلاء البائعات يحملن الدرجات الجامعية والمؤهلات الاكاديمية.. ولكن الفقر الذي ازدادت حدته في السودان بالإضافة إلى الحروب الأهلية والهرة غير الشرعية إلى السودان خاصة من بعض دول الجوار حّول هذه المهنة إلى ظاهرة كبيرة ومثيرة للجدل والشك والريبة في كثير من الأحيان. (2) ٭ يقولون إنه من خلف قضبان السجن تطلع اثنان من المساجين.. فنظر المتفائل إلى نجوم السماء ونظر المتشائم إلى وحل الطريق. ٭ يبدو أن التغيير الكبير في خاطرة المجتمع السوداني.. والكثير من الظواهر «المخيفة» التي دنست طهر الناس وصدقهم وبساطتهم يجعلنا كثيراً ما ننظر إلى «وحل الطريق.. علَّنا نجد «الشماعة» التي نعلق عليها اخطاءنا في التربية والتنشئة وتقويم سلوكيات ابنائنا بدءً من أصدقاء السوء وانتهاءً ب«ست الشاي». ٭ جدلية «ست الشاي» المرتبطة في أذهان الكثيرين بكل ما هو سلبي ودخيل على المرأة في مجتمعنا السوداني المحافظ والمعافى.. قد يبدو مجحفاً هذا المفهوم في حق الكثيرات من اللائي يمتهن هذه المهنة ولا يأكلن بثديهن.. يخرجن قبل طلوع الشمس.. ليرجعن بعد غروبها باللقمة «الحلال» المصطلية بهجير الشمس وخبث بعض «الرجال» ولكن هولاء «الشريفات» وعملاً بمبدأ الشر يعم والخير يخص.. يأخذهن المجتمع بجريرة غيرهن ويطالعهن بكل هذه الريبة لأن آخريات من اللائي يعملن في هذا المجال.. خرجن لبيع انفسهن للشيطان في سرادب الرذيلة و الهوى أو خرجن لبيع «المخدرات» لتغييب عقول الكثيرين الغائبة قسراً بمحض ارادتهم في وطن المحن والاحن المشرعة اجنحته على حلم فسيح يعيش ابطاله خلف اسوار «المدينة الفاضلة»!