كل شئ في الصحفي والشاعر والإذاعي سعدالدين إبراهيم يبعث الإعجاب ... فهو من الشعراء الذين لم يسرفوا في كتابة الشعر إلا أن كل أغنية كتبها شغلت الناس .. فعندما كتب للفنان أبوعركي البخيت أغنيته الشهيرة التي أورد فيها ( البرتكانة ) وغيرها من العبارات إحتج عليها كثير من الشعراء الكبار الذين من بينهم الشاعر الكبير عبدالرحمن الريح والذي وصفها بالعمل الشعري الغريب وبالفعل أن تجربة الحداثة التي بدأ بها سعدالدين كانت غريبة على تلك المرحلة فهو قد تمرد على عباراتها وصورها التقليدية ليأتي بعد سنوات كثيرون يمشون في سكة سعدالدين ذلك الرائع الذي كتب العزيزة التي يتغنى بها الآن عشرات الشباب وكتب غيرها والمدهش في سعدالدين الذي كتب كل هذا الجمال الشعري إنه لم يطلب يوماً مليماً من شعره بل يستغرب من الشعراء الذين يصبحون كل يوم في نيابة الملكية الفكرية لفتح بلاغات على الذين تغنوا بأشعارهم وعلى الأجهزة الإعلامية التي تبث أعمالهم ... فالرائع سعدالدين من القلائل الذين يكتبون من أجل الفن لا من أجل المادة ونجده سعيداً يمشي بين الناس في الأسواق ويركب معهم المركبات العامة وهو الذي ملأت صورته الشاشات كثيراً والصحف طويلاً وشغل مواقع قيادية كثيرة في الصحافة وأجهزة الإعلام إلا أنه ظل هو هو المتواضع الذي لايرى في الدنيا مايستحق أن يجعله يمشي في الأرض مختالاً برغم أن نجوميته وجماهيريته واسعة جداً سواء في مجال الصحافة أو الشعر أو العمل الإذاعي والتلفازي إلا أنه إن إختلفت مع مايكتب أو إتفقت لا تملك إلا أن تحترمه كفنان له مدرسته الصحفية والشعرية وله منهجه في الحياة والذي لا يغيره مهما طالت قامته الإبداعية .. كما أن سعدالدين تربطه علاقات صداقة قوية جداً بكل رموز المجتمع ويتمتع بروح دعابة عالية تجعله محبوباً داخل الأوساط المختلفة ... وسعد من الذين عاصروا أغلب نجوم الغناء الموجودين بالساحة ويعرف عنهم كل شئ ويمكن أن يؤلف مجلدات كثيرة عنهم وهو ما نفتقده في التوثيق الآن لرموزنا. برافو سعدالدين وألف مبروك ديوانك الشعري الجديد العزيزة فما تقدمه جدير بالإحتفاء. نفي البروف نفى لي بروفسيور مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم ماذكر على لسانه بأنه قال أن الصحفيين جهلاء جهلاً مركباً وأوضح أن ما قاله مسجل بالكامل صوت وصورة عند الأجهزة والوسائط الإعلامية التي وثقت حديثه .. فقلت له: عليك بالمسارعة ببث ذلك عبر الشاشات البلورية حتى تقف الحملات الإعلامية المشتعلة هذه الأيام بسبب ما نُسب إليك وإستفزنا.