أسدلت محكمة جنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضي عصمت سليمان أمس الستار على قضية قتيلة جامعة النيلين كلية الحاسوب «سوزان بابكر»، والتي لقيت مصرعها رمياً بالرصاص، وأصدرت المحكمة قراراً بتوقيع عقوبة الإعدام قصاصاً في مواجهة (النظامي) المدان. وذلك بعد أن خيّرت المحكمة والد المرحومة ما بين العفو، الدية أو القصاص، وطلبت منه مراعاة ظروف أطفال المدان، ورد والد المجني عليها بالقصاص، مشيراً إلى أن ابنته التي فقدها تمثل أسرة بأكملها بالنسبة له. وقالت المحكمة عند تلاوة القرار إن المدان لا يستفيد من جانب الاستفزاز الذي ذكره خلال أقواله وإنه لم يعضد ذلك بشهود لتأكيد القول أو الاستفزاز الذي وقع عليه من قبل (القتيلة)، وإن شهود الدفاع ذكروا أن المدان زميلهم حدثهم عن نقاش دار بينه وبينها ولم يلحظوا هذا الاستفزاز. وأشارت المحكمة عند مناقشة عناصر الجريمة إلى أن المدان أطلق عدد (2) عيار ناري على جسد المجني عليها واعتبرت ذلك بينة كافية تمثلت في أقوال شهود الاتهام وإقرار المدان وقرار الطبيب الشرعي الذي حدد مواقع الإصابات وعددها، وأوضح بأن النزيف الداخلي بالصدر نتيجة الإصابة بعيار ناري كان هو سبب الوفاة، وأن العنصر المادي للجريمة اكتمل في أن الجاني قصد إزهاق روح المجني عليها وأنه استخدم سلاح (طبنجة) على أجزاء حساسة من جسد المجني عليها، كما أن إطلاق النار كان من مسافة قريبة جداً لا تتجاوز المتر، وجاء في قرار التشريح أن أحد هذه الأعيرة اخترق الحجاب الحاجز والنخاع الشوكي والأضلع وأن المدان كان يعلم أن الموت نتيجة راجحة لفعله وقصد التخلص من المرحومة، وأنه لم يكن في حالة ضرورة ولم يكن الموت نتيجة خطأ، لذلك قررت بأن المدان مسؤول جنائياً. وأكدت التحريات بأن المدان كان هادئاً جداً وثابتاً خلال التحقيق معه وأفاد بأنه قام بقتل خطيبته واطمأنت المحكمة لهذا الاعتراف الذي دونه لحظة القبض عليه. وتمت إدانته تحت المادة (130) القتل العمد والمادة (133) الشروع في الانتحار بعد أن ثبت للمحكمة بأنه شرع في قتل نفسه. وترجع التفاصيل في أن المدان أطلق رصاصات على المجني عليها عندما وجدها تجلس مع زملائها أمام مباني الكلية بعد أن حضر وسأل عنها وتحدث مع شاهدة الاتهام وسمع الجميع صوة طلق ناري وعثر على المدان ملقي وقد أصاب القتيلة وأصاب نفسه وتم إسعافها إلى المستشفى وتوفيت في ذلك اليوم بينما استقرت حالته الصحية، وقدم للمحكمة وأفاد عند استجوابه بأنه على نقاش مع خطيبته وأنه كان يخطط للزواج منها ورفضت بعد ارتباط دام لعدة سنوات، وأوضح بأنه قد تعرض للاستفزاز من جانب المجني عليها مما دفعه للانتقام منها ومن ثم كانت إجراءات محاكمته بتوقيع عقوبة الإعدام شنقاً في مواجهته.