مولانا.. أو شيخنا.. أو مجاهدنا.. أو أستاذنا أو أخونا.. محمد المهدي إبراهيم البيتي.. لك التحايا والود والاحترام نكتب لك رداً على مرافعتك تلك المدهشة عن «الإنقاذ» وقبل أن ينزلق زورقنا خفيفاً على سطح نهرك الجميل.. دعني أقول.. إني تطربني وتبهجني الخلال الكريمة.. أنتشي بفرح طفولي عندما يمطرني من يرى خلاف ما أرى بذخيرة هائلة من الكلمات والمفردات والبراهين والحجج.. طالما كانت زخيرة من مداد طيب.. طالما كانت الكلمات معجونة بماء طهر.. أو بماء عصير زهر وفي إناء كريستال تفيض أناقة وتعوم في نهر البديع من الكلمات.. وتستحم في بحيرة تتكون من جداول التهذيب ونظافة العبارة.. هنا فقط أشعر بأن للكلمات صدى ولأفكاري مكاناً في تجاويف صدور القراء.. لا يهم إن كانت تشاطرني الرأي أو تناهضني المعتقد والتوجه. وعجب وغريب.. بل هي من علامات الساعة.. تلك التي تأتي بعد تطاول الحفاة العراة في البنيان.. وأيضاً تأتي بعد أن تلد الأمة ربتها وختاماً حتى بعد أن ينشر «الدخان» عجيب وغريب.. بل هي المرة الأولى «من الله خلقني» أن أتلقى رداً خالياً من جداول السباب وأمطار الشتائم.. وعبوات التخوين.. وانفجار الزعيق والصياح من أحد «الإخوان».. فقد علمنا هؤلاء الأحبة «الإخوان» أن من يرى خلاف ما يرون هو «قطع شك» عميل خارج من الملة.. شيطان رجيم أو هو قطعاً أشد خطراً من «إبليس» ولكنه في الوقت ذاته مرتد زنديق. دعنا نشكرك على رفيع عباراتك و«أدب» كلماتك.. «وكتر الله من أمثالك».. «أوعك» تعتقد أننا نشاطرك الرأي فيما ذهبت إليه في ردك.. بالعكس تماماً.. أنا أخالفك في حديدية وأناهضك في صرامة ويقين ولكن فقط أشيد بردك الذي يمم شطر الحوار الموضوعي الرصين. والآن دعنا نجدف بمجاديف من «المهوقني» أو «السنط» لنبحر في نهر «عرضحالك» الذي قدمته وهو يصور «الإنقاذ». ملحوظة مهمة.. أظنك قد دهشت.. وأنت تطالع الصفة بل هي الصفات التي تسبق اسمك.. ونشرح الأمر لنقول.. أنا والله لا أعرف عنك شيئاً.. فقد تكون «دكتوراً» في علوم الشريعة والدين.. وقد تكون مجاهداً أبلى بلاء الأبطال في الدفاع الشعبي.. وقد تكون «أستاذاً» في جامعة أو ثانوية أو حتى في مرحلة «أساس».. وقد تكون فقط من جماعة الإخوان المسلمين.. ولكن الذي لا أشك فيه.. بل الذي أطمئن إليه في يقين لا يزعزعه شك وثقة لا يخلخلها ظن.. أنك لست من الذين نطلق عليهم «شيخنا» أو «مولانا» وذلك لسبب يسير وبسيط وموضوعي.. وهو أن ردك أو دفاعك عن الإنقاذ.. أو عرضك لكتاب الإنقاذ والذي لم تترك فيه واردة أو شاردة وأنت تعدد في فرح معربد إنجازات الإنقاذ زراعة وصناعة... وسياسة.. قد أغفل أهم ركن أو سبب وهو الذي قامت الإنقاذ في ذاك الليل البهيم من أجله.. وهو تحكيم شرع الله وأن تجعل الإنقاذ «الشريعة» تظلل كل سماء الوطن عبادة وسياسة ومعاشاً.. غريب وعجيب أن لا تكتب حرفاً واحداً عن أهم سبب أشعل ذاك الليل والذي أسفر عن جلوس الإنقاذ في أعلى ربوة في البلاد وهو القصر الجمهوري. والأسئلة تتراقص كما الخيالات في عقلي وقلبي.. تهطل أمام عيوني كما المطر.. وتبرق أمام ناظري كالبرق «القبلي» أو «العبادي» ترى لماذا لم يكتب الأستاذ «البيتي» بيتاً واحداً عن إنجاز الإنقاذ في موضوع «الشريعة» رغم أن الإنقاذ عندما انطلقت كانت تمطرنا صباح مساء وبأصوات وحناجر «شنان» و«بخيت» و«القيقم» «حكمنا شريعة وتاني مافي طريقة لي حكم علماني».. والآن يا «أستاذ».. دعنا نسألك هل «نسيت» ذاك البند من إنجازات الإسلاميين.. أم أنك تشعر بالأسى والأسف لأن الذي كان يرفعه الإسلاميون ليس شرع الله المطهر.. بل «شريعة مدغمسة». مع السلامة.. الأحد نلتقي