نعم أن جنوب كردفان قد ألفت صوت البندقية وارتعدت آذان مواطنيها من صوت المدافع والرشاشات ولم يهدأ لها بال منذ أن وقعت إتفاقية السلام الشامل في نيفاشا وذلك لإعتباريين موضوعيين وهما موقعها الجغرافي المجاور لجنوب السودان وتداخلها السكاني المعروف..! ولكن ما تشهده أبو كرشولا هذه الأيام لم يشبه تلك الحرب في أن هذه هي الأبغض والأكثر عنصرية من غيرها فقد شهدت المدينة إغتيالات لرجال الدين واستهداف للأطفال وتشريد للعزل وترويع للآمنين فأرهبت نفوسهم وصادرت طمأنينتهم وفعلت بهم ما لم يفعله فرعون في قومه..! الغريب في المسألة أنها لم تستهدف الحكومة إنما هي إستهدفت المواطنين هناك ونكلتهم وقطعت أجزاؤهم في الطرقات حتى أن المارنز كانوا أكثر رحمة على أهل العراق من هؤلاء رغم ما فعلوه من جرم شنيع بإستهدافهم للإنسانية جمعاء ..! المدينة تتحدث عن ذبح ومحاكمات صورية عاجلة ولا مجال فيها للترافع أو الإستعانة بصديق وهذا يعني ان القوات المعتدية لا تعرف الخطوط الحمراء وليست لديها ما يجعلها تتراجع عن نهجها فلا دين يمنعها ولا أخلاق تحصنها ولا طموحات جماهيرية تجعلها تعيد حساباتها ..! وهذا يؤكد أن مايسمى بالجبهة الثورية تستهدف هذا الشعب وتحاول قتل وجدانه مستهدفة بذلك عقيدته وكرامته الإنسانية وهي تنفذ أجندة أجنبية معادية للبلاد وإذا كانت هذه هي الجبهة الثورية فعلى الذين يؤيدونها أن يتوبوا إلى الله متابا لأن تأييد الفجور يعد فجورا وهذه الجبهة طغت في ذلك وتجبرت وقهرت العزل ورملت نسائهم ويتمت أطفالهم..! الجبهة الثورية أثبتت أنها كيان عنصري مدعوم صهيونيا ويعمل على إنفاذ أجندة فتاكة ولا علاقة لها بإنسان جنوب كردفان وقضاياه إنما هي آلية تستهدف وجوده وتهدد تماسكه القديم والمعروف..! ما فعل بأبو كرشولا عبارة عن زراعة لإنتاج حرب أهلية وهو ما تريده الجبهة الثورية من إحداث بلبلة قبلية ونزاعات داخلية وحروبات دامية بين القبائل هناك لتتسبب هذه الحروب في تشريد المواطنين من قراهم ومن ثم فتح المعسكرات وهذه الأخيرة تمكن المنظماتمن الدخول تحت دعاوى الاممالمتحدة للتبرع بالخيام واقامة المستوطنات..! هذا هو السيناريو الذي تريده الجبهة الثورية في جنوب كردفان ويقينها أن الوضع في دارفور يحتاج إلى من يشابهه ويسانده لتوسيع دائرة النزاع والحرب بمعنى أن يكون الحديث عن الحرب في نطاق كردفان ودارفور..! صفوة القول: ما تقوم به الجبهة الثورية وأزيالها أمر يتطلب تضافر جهود جميع أبناء الوطن ونزكر بأن المولى عز وجل قال(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) فالمطالبة هنا جاءت جمعا وكان الأمر (وأعدوا) وهذا الجمع يضع جمهور المسلمين في باب المسؤولية لقتال الأعداء وكيف لا يكون هؤلاء أعداء والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان ينكلون في وضح النهار لا زنب لهم سوى أنهم ينتمون لعنصر معين ولا غبار عليهم سوى أنهم يؤمنون بالله ورسوله ..! سادتي.. صحيح أن هنالك ثغرات وحدها الأعداء ولكن ينبغي ألا يسمح الجميع بزراعة بزرة الخزلان في نفوس الضعفاء,, نحن نؤمن بأن هنالك جهاد في جنوب كردفان ووفقا لشروط الفقهاء فإنه فرض عين على كل مسلم حتى نحرر كل الأراضي التي دنستها أقدامهم ثم من بعد ذلك ننظر في بقية المسائل التي تهم البيت الداخلي..! رسالتي الأخيرة لجماهير الشعب بأن يصطفوا خلف مقاتلي بلادي إن لم يكونوا مجاهدين فاليكونوا مزودين وإن خرجوا من هذه وتلك فاليساعدوا بالدعاء بالنصر العاجل لجنودنا البواسل والهزيمة الساحقة للخونة والمارقين.. سنعود وما النصر إلا من عند الله.