زميلنا المجتهد ولكل مجتهد نصيب«أمين جانو» قام بجولة ميدانية في أسواق العيد!! وقدّم لنا صورة «وافية» حول الموقف العام من حيث القوة الشرائية و«شكاوى» التجار «المعروفة» و«المحفوظة» عن ظهر قلب حول ارتفاع الرسوم والجبايات التي تفرضها المحليات في مثل هذه المواسم كما قدّم رؤية «مقنعة» لآراء المواطنين والذين هم أيضاً يشكون مر الشكوى من غلاء الأسعار وكثرة الالتزامات الأسرية وضرورة توفير ملابس العيد للأطفال مقارنة بالدخل المحدود الذي «تأكله» بنود أخرى أشد مراساً و«قوة وحضوراً» من كسوة العيد..! كل هذا تحدث به «جانو» والتجار والمواطنون ولكن عندما دخل أسواق الملابس خصوصاً الجلاليب لم أفهم شيئاً فعن أي سوق وعن أي جلاليب كانوا يتحدثون!! فالسوق به ثلاثة أنواع من الجلاليب «السعودية» الدستة 240 والواحدة منها ب 25 والجلابية «العمانية» 300 الدستة والواحدة في حدود ال 30 و«الصينية» 180 للدستة والواحدة منها 15 جنيهاً.! أما الجلابية «السودانية» فحدّث ولا حرج فلا حديث عنها ولا يحزنون!! لقد توارت خجلاً أمام الجلاليب المستوردة وانتهى عهد «ترزي الوقفة» حيث الزحمة على أشدها و«عمك» الترزي ما قادر يحك راسو من زحمة وطلبات الزبائن وهو في ذلك يستعين ببعض السيدات اللاتي يقمن بمساعدته في تركيب «الزرائر» وحياكة «العمود» للجلابية فهل يجرؤ فرد ما على لبس جلابية بدون عمود!! حتى لو كان خارج الصورة؟! المهم تبدّل الذوق وتغيّر النمط الاستهلاكي في ارتداء الملابس وثقافة الأزياء ليست بالأمر السهل فهي عنوان لثقافة الشعوب!! توارت الجلابية السودانية بألوانها المعروفة الأبيض والسمني فقط؟ ودخلت فوضى الألوان للجلابية ثم أعقب ذلك دخول بلاد برة في صناعة الجلابية والعمة السودانية وفي كل يوم نسلم «دقنّا» للأجنبي مرة جلابية!! ومرة عمة ومرة قطعة أرض ومرة قطعة سكر!! وقلنا أحلى وأنضر - الغريب في الأمر أن التجّار طالبوا سلطات الجمارك بتخفيض الجمارك على الجلاليب المستورة ولاعزاء للترزية السودانيين الذين يناضلون داخل برندات أسواق بلادنا للحفاظ على معلم من معالم الهوية السودانية ويا خوفي على آخر المعالم!! وكل عام والجميع بخير وعيد سعيد سواء كانت جلابيتك مستوردة أو سودانية.