* الكثير من الناس لا يهتمون بالأمور الصغيرة ولا الأشياء الصغيرة.. على الرغم من ان الأمثال تحذر من هذا التجاهل.. فالنار من مستصغر الشرر وغالباً ما تبدأ الأمور صغيرة ولكننا نسوف ونقول: كدي النشوف آخرتا.. ولا نفعل شيئاً.. بل نجعلها تتفاقم وتكبر.. ولأضرب لكم مثلاً.. فإذا كنتم تستخدمون المركبات العامة تذكروا وإذا لم تكونوا من أولئك تخيلوا: * المقعد الذي تجلس عليه هذا.. وتراه مكسورا.. مهلهلاً.. خاصة (كرسي النص).. وآه من (كرسي النص).. هذا الكرسي المنتهي.. بدأ (وهمته) بأن اختل مسمار صغير لا يحتاج إصلاحه إلا الى (مفك).. وثوانٍ تربطها به فيها.. لكن (السواق والكمساري) يتجاهلانه (فيبوش) المسمار.. ونعتمد على المسمار الثاني فينكسر أو يتحلج.. ويمكن هنا أيضاً اللحاق بالأمر فقط يتطلب زيادة في المسامير وفي الجهد.. أخيراً يصبح الكرسي في حال يرثى لها.. ويحتج الركاب (وينقنقون) فيريد (السواق) أن يرتاح من الكلام الكثير.. فينتبه الى معالجة الأمر فلا يختار إلا أسهل الحلول وهي (يجيب حجر يتكل بيهو الكرسي) يجتهد أكثر (يجيب علبة فاضية يتكل بيها الكرسي) أو يجيب صندوق (حاجة باردة) يتكل بيهو الكرسي.. فتحتار هل أنت راكب أم قزازة. هل أنت قاعد في حافلة أو قاعد قدام دكان الحلة.. والقعدة أمام الدكاكين برنامج طويل تجد شباباً أو شيوخاً يجلسون أمام الدكان ويجئ مواطن أو مواطنه للشراء فيجد إن عشرات العيون تراقبه فيضطر إلى التجمل فإذا داير يشترى ربع كيلو سكر أو عدس يضطر إلى شراء كيلو فوق مقدرته المالية أو يترك الشراء وينصرف لأنها خصوصيات لا يريد أن يطلع عليها الناس * المهم هذا مثال مادي.. شايفنو قدامنا لكن الأمثلة كثيرة خاصة في أمور التربية والمعاملة والديون. * إذن فالناس في بلادي لا يحفلون بالأشياء الصغيرة حتى تكبر وتصبح مشكلة كبيرة. * هل كنت في حجرة وحاصرتك (بعوضة) ناموسة صغيرة جداً. تافهة جداً.. انظر كيف اتعبتك.. سهرتك.. اقلقتك تغطي وجهك و(إضنيك) تتحول الى أقدامك و(كرعيك) تطن.. وتزن.. إن بقت على القرصة.. هينة.. لكن (الزنة) دي.. بتجنن عديل. * أحكي لكم حكاية المواطن (س) مع (بعوضة).. شاركته الحجرة ذات ليلة فحاول جاهداً ان يتخلص منها.. فلم ترعو.. فاضطر الى النهوض ومطاردتها.. فأمسك بالحذاء وأخذ يطاردها فاستقرت على المرآة فضربها بالحذاء فتكسرت المرآة.. لكنه فرح برغم ذلك بحيث سينوم نوماً هادئاً ويكون قد ضحى بالمرآة في سبيل ذلك وما إن اضطجع على سريره حتى عاودت الناموسة مناوشتها وأخذت تطن.. فنهض مرة أخرى وشرع في مطاردتها لكنه قال: لا!.. فليرقد ويدعها حتى تستقر على منطقة في جسده.. فاستقرت على جبهته فضربها بيده ضربة قوية (جبهته وليس الناموسة) لكنه ورغم ان الضربة (كانت حارة) فقد فرح لأنه حسم أمرها. فعاودت الطنين فأخذ يطاردها وهو يصرخ. بت الكلب.. بت الكلب.. ولا أدري هل الكلب أسوأ من الناموسة حتى يشتمونها بأنها بنته.. (ما علينا) المهم إن الرجل أخذ يصيح وصحا الجيران وأخذوا يسمعون صياحه.. فاستمعوا اليه يبكي.