جبال النوبة.. من المناطق التي يتناولها الاعلام محلياً وعالمياً بصورة كبيرة.. بطريقة سالبة وأغلبنا قد يجهل جغرافية المنطقة تماماً.. ولا يعرف عنها شيئاً ،وكأنها من كوكب بعيد.. ليس داخل حدود بلادنا هذه.. جهلنا هذا والتناول الاعلامي السالب جعل من المنطقة بعبعاً مخيفاً.. وكأن أهل المنطقة ليس من البشر أو كأنهم وحوش.. أو انهم غرباء لا يستحقون التكريم.. رغم قربهم منا أرضاً وبشراً ووجداناً. نعلم أن الكثيرين قد زاروا المنطقة.. وإن أهلها يعيشون في كافة نواحي الأرض المعطاءة الطيبة.. في هذا البلد المترامي الأطراف.. ولكن إنعدام المعلومة عن الجبال عن الكثيرين.. بخصوص هذه المنطقة وللتناول الاعلامي السالب الذي كان له أثره في تشكيل خلفية شائهة عن هذه المنطقة.. مما أوجد تباعداً في وحدة المفاهيم والترابط الوجداني. وبالرغم مما يعانيه السودان.. من عدم وجود تنمية متوازنة، وكذلك عدم وجود مشاريع كبيرة.. إلا أن الحرب اللعينة قد أثرت سلباً على إيقاف التنمية في البلاد عموماً والجبال خصوصاً.. ورغم أن أهلنا في هذه الجبال كانوا يعيشون في قمم هذه العوالي من الجبال.. فقد عاشوا ردحاً من الزمان.. على الأمية والجهل ولولا إصرار أبنائها على التعلم فيما بعد.. بعد أن عرفوا أهمية التعليم.. لذلك تجدهم قد برعوا فيه كثيراً.. رغم كثرة الجهل والأمية لاسيما في صفوف كبار السِّن. وقد عاش بعض أبناء النوبة وانخرطوا في صفوف الحركة الشعبية وانجذبوا لأفكارها البراقة وإحداث حروباً بالمنطقة.. مما جعل المنطقة تفقد الكثير إجتماعياً وتنموياً.. كان من الأفكار أن تتمتع به الجبال.. حتى صارت الجبال كالأرض الجدباء لا تعطي المقيمين عليها.. ولا تشجع على قدوم وافدين إليها. وكانت الجبال تساهم في إنتاج القطن قصير التيلة «الاكالا» وايضاً السمسم والفول السوداني وقليلاً من الذرة يكفي للأهالي هناك.. ولكن ظل شبح العطش وشح الأمطار مما يعانيه المنطقة كثيراً.. ولحرب الجنوب الأثر السالب على اقتصاديات الجبال.. اذ تعثرت وتعذرت مشاريع تنموية بالجبال.. خاصة في المناطق التي تأثرت بالحرب. والغريب أننا نسمع باسم جبال النوبة.. وايضاً نسمع بعدد من المدن.. ولا نربط بين هذه المدن واسم الجبال.. من هذه المدن تلودي، الدلنج، كادقلي، الفولة، رشاد، تقلي وأبو جبيهة.. رغم أن هذه المدن هي من أهم المدن بجبال النوبة.. والتي تقع في جنوب كردفان.. فمنطقة جنوب كردفان غنية بالتراث الشعبي.. وقد إشتهرت بالكمبلا ورقصات المردوم والدَّرملي. فمن أجل تنمية هذه المنطقة.. واحساس وشعور الناس بأن الثروة قد تم تقسيمها التقسيم العادل.. فكان لابد للاعلام أن يلعب دوره بالتعريف على المنطقة اولاً.. وإظهار المنطقة وخبراتها للناس كافة.. وبيان أسباب تخلف المنطقة، ومسببات الحروب التي تمر بها المنطقة.. ومن أجل حلها والوصول الى وضعية ترضي الجميع.. فكان لابد من إعادة بناء ما دمرته الحرب.. مع إنشاء صندوق لتنمية المنطقة مع رصف وسفلتة الطرق الداخلية الرابطة بين المدن. ومن المسائل ايضاً إحياء دور الإدارة الأهلية.. والتي نعمل في حل النزاعات القبلية، وحفظ الأمن في المنطقة.. بالتراضي وفقاً للأعراف السائدة بين القبائل هناك.. ومن الأفضل أن يلعب الاعلام دوره وإتاحة الفرصة للاعلام كاملة... مع محاصرة الجانب السيء ميدانياً واعلامياً.. من حروب ودمار ونحوها.. خاصة ونحن نعلم أن الكثيرين منَّا.. من غير أبناء هذه المنطقة قد لا يعرفون عن هذه المنطقة شيئاً غير إسمها.. بل وينطلي هذا على الكثيرين من أبناء المنطقة أنفسهم.. ولا يعرفون قيمة منطقته القيمة القصوى. حاشية أخيرة.. وأنا أهم بأن أدفع بهذا الحديث للختام فإذا بأحدهم يخبرني مصححاً.. بأن الفولة تقع في هذا الإقليم.. لكنها ليس في نطاق الجبال.. فشكرته على هذه اللفتة البارعة.. فالعذر لأهلي الطيبين في الفولة والجبال وإن كنت من أنصار دعم منتجي ليمون بارا وكافة الموالح مثل القضيم والمانجو والبرتقال والعرديب والجوافة والكركدي والقنقليز.. وشحنها فوراً لكافة المدن لتحل محل المياه الغازية.. التي تتسبب في هشاشة العظام وتدمر اقتصادنا.. ونحن نعلم أن مثل هذه المنتوجات تدعم اقتصادنا وتصلح حال أهلنا الغبش هناك.. ثم نضمن عصائر صالحة وغذائية ثم نصلح من أمزجتنا الخربانة أصلاً.. فهل تنعم الجبال بالأمن والتنمية؟