الهجوم الذي قامت به الجبهة الثورية علي مدينة ام روابة وماجاورها من قري يمثل اكبر هزيمة لما تدعي من مشروع ذي ابعاد سياسية وانسانية حيث ظلت تدعي انها قامت من اجل سلامة الوطن وامن المواطن حتي استطاعت بهذا الادعاء ان تسحب بعض الاحزاب الي توقيع ميثاق الفجر الجديد والتي بما اصابها من مرض ظلت تسارع فيهم وهي تخشي من ان تصيبها دائرة، ووصل بعضها الي الاعتقاد بان الجبهة الثورية سوف تعود بجيشها لتكسر راية الانقاذ، وتقتل مشروعها وتملأ الارض عدلا بعد ان ملئت جورا، او هكذا يقولون لكن ليلة واحدة غسلت من وجه الجبهة الثورية الكالح كل المساحيق الزائفة والتي ماكان ان تصمد طويلا تحت شمس الصيف المحرقة والتي اصابت بشرتها المصنوعة بالتشوهات والتي لن يصلحها العطار مهما اجتهد . جاء الهجوم علي امروابة ليري المواطن بنفسه سقوط الادعاء انهم ما اخرجهم إلاّ راحته وامنه حيث لم يقتل الا الابرياء والعزل والمدنيين ولم يسلب غير اموالهم ولم تضرب غير البنية التحتية والتي تمثل شريان الحياة حيث كل خدمة تعتمد علي الكهرباء. وكذالك مثلت الضربة رفعاً للغطاء الاخلاقي والذي كانت تعمل تحت ساتره الاحزاب مع هذه الجبهة الثورية وهي تظنها مثل الثوار في ليبيا الذين كانوا ِيقاتلون المسلحين ويحرون المدن برضي اهلها لصالحهم، ولا يمسون مواطناً او مؤسساته بسوء، لكن المواطن هنالك تم اغتياله لانه لم يراهن علي هكذا جبهة ولم يعطها مفاتيح الخزانة ولم يؤيدها حينما دخلت اليه وقد قامت قوات الجبهة الثورية بالتسلل من خلف القوات وهذا يدل علي امرين، اولهما ان هذه القوة لاطاقة لها بقتال القوات المسلحة ولذلك تسللت من خلفها متفادية المواجهة معها ، والثاني ان الامر لايعدو الا ان يكون ترويعاً للامنين وخلق نوع من البلبلة في محاولة تسجيل حضور علي طريقة إثبات الوجود تحت شعار نحن هنا. وكذلك مثلت الضربة بهذه الشكلية والتي نهبت البنوك واموال الشعب والضرائب التي تطرح علي خدمات المواطن، وضرب للكهرباء التي هي شريان الحياة ومثلت هذه الضربة مخالفة صريحة للاعراف والقوانين الدولية والتي ظلت الجبهة الثورية تكثر من الحديث عنها حتي فاضت بها جنبات اتفاق الفجر الجديد والذي سلب السودان الارادة الداخلية وجعله تحت الوصاية الدولية لكن هجوم امروابة وماجاورها اثبت كذب الادعاء وفشل الجبهة الثورية في الالتزام بالقانون الدولي والذي حسبوه رباً لهم والهاً يعبد. وحيث منيت الجبهة الثورية بهذه الخسائر الفادحة وسقطت بين المواطن والاحزاب والقوانين فان هنالك سمة سؤال يطرح نفسه ما الغرض من هذا الهجوم؟ والجواب يحمله الذي ادلي به ياسرسعيد عرمان وذلك في معرض شروطه لاستئناف الحوار مع الحكومة وهو يقول اولي الشروط فتح المسارات لوصول المنظمات الطوعية والاغاثات، ولايظن احد ان ياسر عرمان به رحمة علي الاهل والضعفاء في دارفور او غيرها حين قدم هذا الشرط علي كل الشروط ولكن المتابع للاحداث يري انه ومن بعد موتمر الما نحين الذي عقد بحضور ودعم المجتمع الدولي وتحت اشراف دولة قطر ، والذي امه اكثر من مائة دولة ومنظمة طوعية والذي بارك مسار السلطة الاقليمية بقيادة الدكتور التجاني سيسي ففي هذا الموتمر طلبت الحكومة والسلطة الاقليمية وقطر من المجتمع الدولي الدعم السياسي في معادلة بسيطة يعني وقف الحرب ووقف الحرب يعني قطع الامداد عن الحركات المسلحة وما الموقف الامريكي الجديد الا في اطار الدعم السياسي حيث قالت الادارة الامريكية ان المنطقة تحتاج الي سلام وان الاحزاب السياسية لن تستطيع فعل شي ، وقامت علي اثر ذلك بدعوة الدكتور نافع علي نافع بصفته نائب رئيس الموتمر الوطني لشؤن الحزب الي حوار في واشنطن ,وكل ذلك جعل الجبهة الثورية في العراء بدون غطاء سياسي او اخلاقي اوموضوعي يوفر لها الحد الادني من الطعام دعك من السلاح ومرتبات الحرب لذلك عملت علي طريقة جيش الرب والذي يحارب من اجل الطعام ، وكذلك يقول هجومها علي كردفان حيث تسللت خلف القوات المسلحة لتنهب الاموال والبنوك والافراد وتاخذ الوقود ثم تعود رافعة بذلك شعار(الحرب في مقابل الطعام)ولذلك تلفظ الجبهة الثورية انفاسها الاخيرة وهي تس قطبهذه الكيفية المذلة وهي تبحث عن ما تسد به الرمق حين يبقي المواطن وممتلكاته وامواله هدفا لها وليس من وراء ذلك من هدف.