مثل اجتياح الجبهه الثوريه لمدينه امروابه فرصه لموسسات كثيره ابتلعها التاريخ بعد ان عاد الناس لحياتهم الطبيعيه لمرحله ماقبل الحرب لكن هذه الموسسات عادت بقوه وعزم وتسابق الجميع ليكون في الواجهه مستنفرا كل السودان لمد مدينه امروابه بالاغاثه، وانطلقت القوافل صوب امروابه، وبرز معتمد امروابه الذي قال في حوار سابق انه اختفي حتي يقود المعارك وفي ذات اللقاء قال هو رجل مدني غير مسؤول عن ماحدث وقصه المعتمد يعرفها اهل امروابه. المهم ان جميع القوافل سارت تقصد امروابه لانها المدينه الاكبر في شرق كردفان وهي التي دخلتها قوات الجبهه الثوريه،وبالتالي يتضح من تدفق الاغاثه علي امروابه انها عمل سياسي يقصد به التاكيد للاعلام العالمي علي استتباب الامن في امروابه،لكن هذه المجموعات دون قصد وبسذاجه كبيره ارسلت رسائل خاطئه لتاكد ان امروابه مدينه منكوبه تستحق الاغاثه والواقع غير ذلك،فالمدينه التي تاثرت بالحرب فعلا هي الرهد ابودكنه والتي استقبلت مجموعه كبيره من النازحين قاربت الثلاثين الف بحسب منظمات حكوميه واهليه وهذا العدد ييقارب سكان مدينه الرهد،اذا استصحبنا معنا الحاله النفسيه والماديه للنازحين وفوق ذلك قدره مدينه الرهد ذات البنيه الضعيفه نستطيع ان نقول مايحدث في الرهد وضع كارثي ولاسيما مع استصحاب هطول الخريف في اي وقت. لا افهم حتي الان لماذا نصب معتمد امروابه المختفي خيمته حال هدوء الاحوال ولماذا يستقبل الاغاثه والي الجهات سيحولها ولاسيما ان المدينه لم تستقبل سوي عدد قليل جدا من النازحين لانها بعيده نسبيا عن مكان المعارك الاساسيه في ابوكرشولا،الوضع الصحيح هو تكوين لجنه من الولايه للاشراف علي هذه الاغاثه المتدفقه باستمرار حتي لاتنطبق عليها مقوله برناردشو واصفا لحيته الكثيفه وراسه الاصلع مابين راسي ولحيتي كثافه في الانتاج وسوء في التوزيع. وسوء التوزيع البائن هو نهوض القوافل تلقاء امروابه بينما النازحون مساكنهم الرهد،فالولاه تسبقهم كميراتهم والشركات تستصحب لافتاتها والاتحادات الطلابيه والمنظمات الحكوميه وغيرها تتسابق نحو امروابه حيث تتنظرها عدسات الاعلام. اذا اردنا مساعده النازحين حقا علينا ان نهب لنجدتهم دون ان نهتم بمن يرانا في هذه اللحظه وماذا نكسب من حرث الدنيا. محمد الفكي سليمان