تسابقت القنوات والإذاعات السودانية خلال أيام عيد الفطر المبارك وتنافست بشدة لجذب المشاهدين، من خلال تقديم مواد وبرامج جاذبة باختلافها وتنوعها، من قناة لأخرى، فتركت بذلك الخيار للمشاهدين للتنقل بين الإذاعات والقنوات للاستمتاع بالبرامج التي تناسبت أذواقهم.. (آخر لحظة) تجولت وسط عدد من المشاهدين لمعرفة آرائهم وانطباعاتهم حول برامج العيد في الأجهزة الإعلامية والمسموعة والمرئية، فكانت هذه الحصيلة. في البداية التقينا بالمهندس محمد يوسف الذي أكد أن برامج العيد في الإذاعات والقنوات السودانية لم تختلف كثيراً عن برامج شهر رمضان الكريم، فكلها كانت متشابهة إلى درجة بعيدة، خاصة في القنوات من خلال تركيزها على البرامج الغنائية فقط، وإفساح مساحات تركيزها على البرامج الغنائية فقط وإفساح مساحات صغيرة جداً للبرامج الأخرى، خاصة الرياضية التي شكلت حضوراً ضعيفاً جداً، رغم القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي تتمتع بها الرياضة، ولكن أكثر ما أعجبني واستمتعت بمشاهدته هو برنامج (الشجن المهاجر) على شاشة التلفزيون القومي، الذي أبدع في كشف الحقائق الغائبة للجمهور عن حياة الفنان الراحل هاشم ميرغني، من خلال عرض تفاصيل حياته من أم درمان إلى الدوحة، ووضح جلياً لنا اختلاف حياته اليومية عن أغنياته الحزينة، فكانت وبكل أمانة وصدق أجمل حلقات العيد. واتفق الدكتور خالد الجاك مع رأي المهندس محمد يوسف على تركيز القنوات على البرامج الغنائية بصورة خاصة، والتي جاءت على حساب البرامج الأخرى، فلم تكن هناك جرعات طبية في الخارطة البرامجية لتوعية الناس بخطورة الإسراف في تناول المخبوزات والحلويات خلال أيام العيد، لتجنيبهم الأضرار التي تترتب على ذلك، ولكن مع ذلك فقد استمتعت جداً بحلقة الغناء الشعبي التي قدمت على قناة النيل الأزرق، استضافت من خلالها الفنان محمود علي الحاج، والفنان مصطفى بخيت (ود أم بليا)، وحلقة ( الشجن المهاجر) بالتلفزيون القومي وعدد من البرامج المختلفة على إذاعة البيت السوداني. وأشار أستاذ علم النفس أشرف ميرغني إلى إنه لم يتابع القنوات والإذاعات كثيراً خلال أيام العيد، لأنه سئم من المواد البرامجية المكررة فيها، ولكنه تراجع سريعاً وقال.. شدت انتباهي حلقة إذاعية على أثير الإذاعة السودانية شكلت أبعاداً إنسانية جميلة ورائعة من خلال طرقها لشريحة مهمة جداً من شرائح المجتمع تمثلت في الأطفال المشردين بدار طيبة، بمشاركة الفنان محمود تاور، واستحقت الإذاعة السودانية كل الإحترام والتقدير، فقد كانت الأميز خلال أيام العيد. أما الأستاذة رابحة حماد فقد أكدت على استمتاعها ببرامج إذاعة البيت السوداني، وبرنامج غنائي لا تذكر اسمه على قناة النيل الأزرق، استضافت من خلاله الفنانة ندى القلعة، ودكتور علي كوباني، بجانب حلقة ( الشجن المهاجر)، على شاشة التلفزيون القومي، ولكنها أشارت إلى ضعف مساحة الدراما والرياضة في خارطة البرامج للقنوات والإذاعات، التي ركزت على الغناء فقط، كما كان الحال عليه خلال شهر رمضان الكريم، رغم وجود بعض القفشات للنجم جمال حسن سعيد عبر سلسلة (شبابيك)، ولكن المحمدة التي تحسب لهذه القنوات تتمثل في أنها جذبت الجمهور السوداني لمشاهدة القنوات المحلية لدرجة بعيدة، ولم يتجه للقنوات الخارجية لمشاهدة المسلسلات فقط، وهذا يوضح الجهد الكبير والمقدر الذي تبذله هذه القنوات بإتاحتها حرية المشاهدة والتنقل للجمهور من قناة لأخرى، وسط تنافس قوي بينها. مع نفحات عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعلى الجميع بالمزيد من الخير والرخاء والسلام و.. (عيد مبارك علينا وعليكم.. كل سنة.. طيبين طيبين).. حتى الأمس القريب كانو «عائلةً ».. كانوا «بيتاً».. ثم في غمضة «عين» أضحوا «اثراً بعد عين».. !! لقد قال «السيل» كلمته ..!!