عام ونصف تقريباً يفصلنا من الانتخابات القادمة وفقاً لما نص عليه دستور السودان لعام 2005م، وبما أن الانتخابات السابقة التي جرت في العام 2010م ربما تكون تجربة أولى للتداول السلمي للسلطة بالبلاد، انتهت هذه التجربة بحسناتها وسيئاتها ولكن دور الإدارة المشرفة على هذه العملية وهي المفوضية القومية للانتخابات لم ينتهِ بانتهائها ولكنه بدأ باستعدادها لدورة قادمة المتوقع أن تكون خلال العام 2015م إذا لم تطرأ أي مستجدات لأنها محكومة بالقرار السياسي. لا يختلف اثنان على أن التجربة السابقة تعرضت لبعض الهنات هنا وهناك وأرجع المراقبون ذلك إلى عظم العملية الانتخابية والظروف الجغرافية للبلاد بالإضافة إلى أن العملية نفسها كانت معقدة وكبيرة، إذ أنها كانت تستهدف بجانب رئيس الجمهورية والولاة والمجلس الوطني والمجالس التشريعية، انتخاب رئيس حكومة الجنوب ومجلس تشريعي الجنوب، وبالرغم من ذلك فإن تقارير المراقبة الدولية والداخلية أثبتت نجاح العملية وأكدت أنها توافقت مع المعايير الدولية ولكي يتفادى القائمون على أمر هذه العملية الذين كلفتهم رئاسة الجمهورية بإدارتها شرعت قيادتها في إعداد إستراتيجية جديدة للعمل للإعداد للانتخابات القادمة بدأت بالهيكل ومن ثم بدأت في عقد عدة دورات تدريبية لمنسوبيها لتطوير وتنمية مقدراتهم العملية لتفادي الأخطاء السابقة. ومن خلال الأسبوعين الماضيين نظمت المفوضية دورة تدريبية لتدريب مدربين على منهج بريدج العالمي الذي يهدف إلى تنمية ودعم موارد الديمقراطية والحكم الرشيد والانتخابات في العالم، وشملت الدورة (22) موظفاً من المفوضية وممثلاً للإعلام امتدت لمدة أسبوعين بمركز التدريب القضائي بالخرطوم، تدرب المشاركون فيها على منهجية بريدج العالمية في التدريب على العملية الانتخابية نفذتها مجموعة من المدربين من دولة مصر والأردن والسودان ومنح فيها المشاركون شهادات بريدج العالمية.. ويستهدف برنامج بريدج العالمي بجانب العاملين في المفوضية شركاء العملية الانتخابية الآخرين ويعتمد في تدريبه على منهجية مبسطة تتيح للمتدربين المشاركة في تدريب أنفسهم بطرق تقنية عالية. وكشفت بروفيسور محاسن حاج الصافي عضو المفوضية ومسؤولة التدريب عن اتجاه المفوضية لإنشاء إدارة للتدريب بالمفوضية، مشيرة إلى مساهمة الاتحاد الأوربي ومنظمة الهجرة العالمية في تنظيم هذه الدورة. وقالت خلال حفل تخريج المتدربين الخميس الماضي من خلال تجربتنا السابقة في انتخابات 2010م والتي غابت فيها منهجية التدريب أصبحت أكثر حرصاً على عملية التدريب، متوقعة أنه خلال الانتخابات القادمة ستمتلك المفوضية كادراً مؤهلاً بالإضافة إلى الشركاء الآخرين، مشيرة إلى أن منهج بريدج وضع السودان في الخارطة العالمية. ومن جانبه وصف د. جلال محمد أحمد الأمين العام للمفوضية والذي تحدث إنابة عن بروفيسور عبد الله أحمد عبد الله رئيس المفوضية، الدورة التدريبية من أنجح الدورات التي نظمتها المفوضية، موضحاً أنهم بصدد دورات تدريبية أخرى بهدف تجويد الأداء وضمان نجاح الانتخابات القادمة.ومن جانبه كشف أسامة كامل المدرب بالدورة التدريبية عن تنظيم بريدج لعدد 835 دورة تدريبية ل85 دولة بالعام. مبيناً أن منهج بريدج يعتمد في نظامه على التفاعل والمشاركة، لافتاً إلى أنها أول دورة لتدريب المدربين بالسودان على منهج بريدج، وأعرب أسامة عن سعادته بوجوده في السودان.واتسمت أيام الدورة التدريبية ال(10) بروح المشاركة والفاعلية من المتدربين والمدربين، حيث شارك المتدربون في إعداد وتقديم محاضرات متعلقة بالعملية الانتخابية.