الحضور الكثيف الذي شهدته ورشة العمل التي نظمتها المفوضية القومية للانتخابات بالتعاون مع منظمة فريدريش آيبرت حول التثقيف الانتخابي من قبل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميين، تؤكد الاهتمام المبكر للعملية الانتخابية والتي يفصلنا عامان عن موعد انعقادها وفقاً لاتفاقية السلام الشامل التي نصت على دورية الانتخابات كل 5 سنوات، واستبقت أحزاب الأمة القومي والمؤتمر الشعبي ذاك الموعد واشترطت توفير بيئة سياسية وقانونية ملائمة تجرى فيها الانتخابات القادمة وإلا لن تشارك فيها، وأكدت على ضرورة البدء المبكر للتجهيز لها وتثقيف المواطنين مدنياً وانتخابياً. مفوضية الانتخابات أقرت بعد عامين من إجراء الانتخابات السابقة، أن إدارتها للعملية الانتخابية لم تكن مثالية، وعزت ذلك إلى العوامل التي أحاطت بالعملية وقالت على لسان رئيسها بروفيسور عبد الله أحمد عبد الله إن الانتخابات كانت معقدة وإن السودان لم يشهد انتخابات طوال ال24 عاماً الماضية، مشيراً إلى أن ضعف نسبة التصويت فيها وكثرة البطاقات التالفة في الانتخابات التكميلية لولاية جنوب كردفان، تستدعي إعادة النظر في إستراتيجية التثقيف وتكثيف الجهود من أجلها. خمسة من الأحزاب السياسية طلبت منها مفوضية الانتخابات ومنظمة فريدريش آيبرت أن تقدم تجربتها في التثقيف في الانتخابات السابقة، اتفقت جميعها على ضرورة إجراء تعديلات في قانوني الانتخابات والأحزاب. المؤتمر الوطني حزب المؤتمر الوطني عزا نجاح تجربته في الانتخابات السابقة إلى المباديء الأساسية التي قام عليها الحزب والوضوح والصدق في الأطروحات وجماهير الحزب، بجانب صلابة العناصر التي تكون عضوية الحزب وانفعالهم بمبادئه. وحدد الحزب في ورقته التي قدمها في الورشة، التحديات التي واجهت عملية التثقيف في انشغال عضوية الحزب وعدم انتظامهم في الحضور كل المدة التدريبية، وضعف التمويل واتساع الرقعة الجغرافية للبلاد وقلة الكوادر المدربة في المناطق الطرفية، بالإضافة إلى عزوف الشباب عن المشاركة السياسية، مؤكدة على ضرورة البداية المبكرة لعمليات التثقيف الانتخابي واستهداف الناخبين الجدد. الاتحادي الأصل أما الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أقر في ورقته بالضعف الذاتي، وعزا ذلك للانقطاع عن العمل الحزبي بسبب ما أسماه الشمولية، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى ضعف العمل التنظيمي والتواصل بين القيادة والقاعدة، معتبراً أن كل ذلك كان يمثل تحدياً أمام العمل الانتخابي في الانتخابات السابقة، وأضاف عدداً من التحديات التي واجهت العملية الانتخابية السابقة والتي تمثلت في الارتباك السياسي الذي صاحبها من مشاركة وعدمها، وضعف التنسيق بين القوى السياسية في المراحل الأولى لها، بجانب ضعف التمويل. الأمة القومي ومن جانبه أكد حزب الأمة القومي المعوقات التي واجهت عملية التثقيف الانتخابي أنها تتمثل في سوء تعامل المفوضية مع ملف التدريب من الناحية الفنية والإدارية، وفشلها في توفير التدريب ومعيناته بعدالة، وضعف التعاون الدولي في الدعم الفني في عملية التثقيف، وأوصى الحزب بضرورة أن يكون التدريب مستمراً وتدريب مدرسين وإعطاء الفرص العادلة للأحزاب خاصة في الولايات البعيدة، واستقطاب الدعم للحملات الانتخابية. الشعبي أما المؤتمر الشعبي فقد قدم شرحاً تفصيلياً في ورقته حول تجربته في العملية الانتخابية السابقة والخطوات والإجراءات التي قام بها الحزب خاصة فيما يتعلق بعملية التثقيف الانتخابي، وشدد عبد الكريم عيسى ممثل الحزب على ضرورة تغيير كل القوانين المرتبطة باتفاقية السلام الشامل. الشيوعي الحزب الشيوعي السوداني قدم ورقة تفصيلية تتكون من 9 صفحات تطرقت بتفصيل مسهب عن مراحل العملية السابقة بدءاً من قانون الانتخابات، انتهاء بالمناخ الديمقراطي الذي صاحب الانتخابات السابقة، واقترح الحزب تكوين لجنة مشتركة من المفوضية القومية للانتخابات والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لمراجعة قانون الأحزاب والانتخابات وطريقة تسجيل الناخبين والرقابة، مؤكداً على ضرورة الاستفادة مما تقدمه منظمات المجتمع المدني السودانية والأجنبية للإسهام في عملية التثقيف ورفع الوعي الديمقراطي. المجتمع المدني أما منظمات المجتمع المدني لم تختلف كثيراً عن الأحزاب في توصياتها، ودعت إلى ضرورة أن يكون التثقيف المدني والانتخابي إلزامياً على كافة المستويات التعليمية، واستخدام كافة الوسائل والتقنيات والإعلام بما فيها الوسائل التقليدية في المجتمعات المحلية، وتفعيل كافة الإمكانات الشبابية وإعطائها دوراً في التعريف بالواجبات المدنية وتمكينها من تحقيق مشاركة إيجابية في العملية الانتخابية. وكانت مفوضية الانتخابات قد قدمت ورقة حول تجربة المفوضية في التثقيف الانتخابي قدمتها الدكتورة محاسن حاج الصافي، وورقة حول دور الإعلام في تثقيف الناضجين قدمها الأستاذ أبوبكر وزيري. وفي ختام الورشة تعهدت المفوضية ومنظمة فريدريش آيبرت بصياغة التوصيات التي وردت فيها والاستفادة منها في الإستراتيجية خاصة التوصيات التي تلي المفوضية.