ما سنسرده اليوم هو واقعة حقيقية على خلفية عاصفة الأول من أمس الترابية التي ضربت العاصمة ليلاً.. ü فإن كان هناك خطأ «معلوماتي» فليصوبنا من هو أكثر دقة منا- في الجانب هذا- و«جزاه الله خيراً».. ü فقبل سنوات عدة استنفرت أجهزة إعلام «دولة ما!!» مواطني عاصمتها إلى الخروج لأداء صلاة الاستسقاء بمعية نفر من المسؤولين.. ü وبعد أن امتلأ العراء المحدد للصلاة ب«شرق» العاصمة أتباعاً ومتحزبين وموالين تقدم «كبير ما!!» ليؤم المصلين.. ü ثم فوجيء الناس ب«كتاحة» ذات «شواظ!!» تضرب العاصمة ولما تبلغ «الفارهات» مستقرها بعد.. ü فعوضاً عن الغيث كانت هنالك عاصفة ترابية أشبه بالتي شهدتها ولاية الخرطوم عشية الأول من البارحة.. ü وفي مصادفة عجيبة كان عراءٌ مماثل بدولة أخرى- هي السعودية- قد شهد صلاة استسقاء في الأيام تلك ذاتها أم المصلين فيها إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس.. ü وقبل أن يجفف السديس دمعه المنهمر- وهو مشهور بكثرة البكاء عند تلاوة القرآن- انهمر الغيث مدراراً حسب رواية الرواة.. ü وبمناسبة الإشارة إلى البكاء هذا كنا قد كتبنا- مرةً- عن حرماننا من تلاوة السديس والشريم من أجل «تمكين!!» أثيري لقاريء لا يبكي مثل هذين أبداً ولو امتدت صلاة التراويح عاماً كاملاً.. ü ثم كتبنا- كذلك- عن انقطاع ظاهرة بكاء ولاة الأمور «خشية من الله!!» منذ أن أضحى الحكم باسم الإسلام يؤخذ ب«الغلبة!!» عقب انقضاء فترة الخلافة الراشدة.. ü والدولة «تلك!!» التي أُقيمت فيها صلاة الاستسقاء التي أعقبتها «الكتاحة» اشتهرت بعيون مسؤولين فيها ذات «جفاف!!» يشابه «الجفاف» الذي بسببه نُودِيَ إلى الصلاة المذكورة.. ü وما يستمطر الدمع من عيون المسؤولين الحاكمين باسم الإسلام- حسب شهادة التأريخ- هو الخوف من أن يُسأل أحدهم عن ما هو أكثر من محض عدم «تعبيد الطريق لدابة!!» ü أن يُسأل عن شيوع ظلم، أو تفشي فساد، أو انتقاص حريات أو غلظة تجاه الناس.. ü وحين تبخل العيون بدموعها «غلظةً!!» فقد تبخل السماء بدموعها «غيثاً!!» كذلك.. ü ثم تجود السماء- عوضاً عن ذلك- ب«الكتاحة !!!».