صلاح الدين عووضة [email protected] ما سنسرده اليوم هو واقعة حقيقية على خلفية عاصفة الأول من أمس الترابية التي ضربت العاصمة ليلاً.. فإن كان هناك خطأ «معلوماتي» فليصوبنا من هو أكثر دقة منا- في الجانب هذا- و«جزاه الله خيراً».. فقبل سنوات عدة استنفرت أجهزة إعلام «دولة ما!!» مواطني عاصمتها إلى الخروج لأداء صلاة الاستسقاء بمعية نفر من المسؤولين.. وبعد أن امتلأ العراء المحدد للصلاة ب«شرق» العاصمة أتباعاً ومتحزبين وموالين تقدم «كبير ما!!» ليؤم المصلين.. ثم فوجيء الناس ب«كتاحة» ذات «شواظ!!» تضرب العاصمة ولما تبلغ «الفارهات» مستقرها بعد.. فعوضاً عن الغيث كانت هنالك عاصفة ترابية أشبه بالتي شهدتها ولاية الخرطوم عشية الأول من البارحة.. وفي مصادفة عجيبة كان عراءٌ مماثل بدولة أخرى- هي السعودية- قد شهد صلاة استسقاء في الأيام تلك ذاتها أم المصلين فيها إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس.. وقبل أن يجفف السديس دمعه المنهمر- وهو مشهور بكثرة البكاء عند تلاوة القرآن- انهمر الغيث مدرارا ً حسب رواية الرواة.. وبمناسبة الإشارة إلى البكاء هذا كنا قد كتبنا- مرةً- عن حرماننا من تلاوة السديس والشريم من أجل «تمكين!!» أثيري لقاريء لا يبكي مثل هذين أبداً ولو امتدت صلاة التراويح عاماً كاملاً.. ثم كتبنا- كذلك- عن انقطاع ظاهرة بكاء ولاة الأمور «خشية من الله!!» منذ أن أضحى الحكم باسم الإسلام يؤخذ ب«الغلبة!!» عقب انقضاء فترة الخلافة الراشدة.. والدولة «تلك!!» التي أُقيمت فيها صلاة الاستسقاء التي أعقبتها «الكتاحة» اشتهرت بعيون مسؤولين فيها ذات «جفاف!!» يشابه «الجفاف» الذي بسببه نُودِيَ إلى الصلاة المذكورة.. وما يستمطر الدمع من عيون المسؤولين الحاكمين باسم الإسلام- حسب شهادة التأريخ- هو الخوف من أن يُسأل أحدهم عن ما هو أكثر من محض عدم «تعبيد الطريق لدابة!!» أن يُسأل عن شيوع ظلم، أو تفشي فساد، أو انتقاص حريات أو غلظة تجاه الناس.. وحين تبخل العيون بدموعها «غلظةً!!» فقد تبخل السماء بدموعها «غيثاً!!» كذلك.