وأنا أشاطر صديقتي الرائعة «روضة الحاج» الأحزان والأشجان والآهات والدموع في وفاة شقيقها وتوأم روحها ورفيق صباها «منتصر» في صباح محتشد بالأسى.. قلت سراً ما أشبه الليلة بالبارحة.. جلسنا على مقعد واحد حكت بلا توقف عن الارتباط الوجداني والروحي.. عن الصلات «الكهروكيميائية».. والتمازج العضوي حد الإنصهار.. عن القواسم المشتركة.. والحب الفطري.. عن القوافي.. والمعاني.. والحروف.. وتذكرت حينها كيف أنني قبل عام ويزيد فقدت «أخي الأكبر» صديقي ورفيقي على حين غرة.. غافلني الزمان وسرق فرحتي وابتسامتي.. واذا «بصندوق خشبي» ونعش صامت حد الموت يغرس سكينه التي لا ترحم في أحشاء اخوتنا.. ومحبتنا.. ذكرياتنا ومراتع طفولتنا..! جف الدمع حينها يا صديقتي.. وأبت المآقي أن تجود.. بعد ان استنزفناها حنيناً وذكرى.. قالت لي «روضة» ونحن نتحدث عن الموت ماهيته غرابته عدم تقبلنا له مهما خبرناه.. قالت لقد ضيعت عمري وانا أظن أن هنالك بعض الأشياء احزنتني وآلمتني لم أكن أظن «أنني أبداً ما خبرت الحزن إلا الآن..». واسيتها ونفسي.. عزيتها وتقبلت آساها.. بدأت بيننا مراسلات هاتفية كتبت لها.. صديقتي كوني كالنخلة.. وتقبلي برضا.. قلبي معك.. ردت روضة قائلة «النخلة انكسرت وانهزمت وتصدعت كان رفيق طفولتي وصديق صباي دعواتك له بالرحمة ولي بالصبر الجميل»..! في صباح اليوم التالي بعد صلاة الفجر أرسلت لها «عزيزتي روضة أسأل عن تباريحك ألم تجدي الضمادة في رحاب الإستكانة بباب الله؟ رفقاً بقلبك المعطون روعة حاذري أن تدميه واستسلمي برضا.. أحس إحساسك لأنني خبرته قلبي ينبض لوعة لشجونك!! ردت روضة بأسى «جددت الأحزان عجزي وأنا مصلوبة على مداخل الغيب برجاء لن يتحقق.. وبأمنيات لم تكتمل والبوم صور.. لقد ذهب وجمع روحه وروحي الدعاء يا زينب الدعاء».. ü زاوية أخيرة كم من أعزاء ذهبوا وتركوا أرواحهم.. وأخذوا بعض من أنفاسنا وكل الذكريات!!!!