البوري هذه الآلة التي لا تخلو مركبة تسير في الطرقات منها، تعتبر مهمة لما تؤديه م دور في تنبيه المارة إلا أن استعمالها عشوائياً ودون ضوابط يعتبر أمراً مزعجاً، بل ومدعاة للغيظ ويظهر هذا من خلال إحدى أغنيات البنات التي يقول مطلعها: (لو داير تغيظهم تعال وأاضرب البوري).. ورغم ما أشارت له الأغنية بأن البوري يمكن أن يغيظ ويوتر الأعصاب، إلا أنه مهم، بل أن سلطات الترخيص قد ترفض ترخيص أي مركبة إذا لم يكن البوري الملحق بها يعمل بصورة جيدة ومن هنا اكتسب البوري أهميته ولهذه الأهمية فقد تخصص فنيون في إصلاحه مثله مثل بقية أجزاء المركبات كالفرامل والماكينة وغيرها.. «خالد بوري» رجل تجاوز الستين من العمر تخصص من سنوات بعيدة في إصلاح شتى أنواع (البوريهات) إن جاز الجمع.. التقيناه بمحله بالسوق الشعبي بأم درمان وابتدرناه بالسؤال عن التسمية.. قال خالد أكاد أكون أنا الوحيد من بين الذين تخصصوا في إصلاح البوري، إذ أن أعطاب البوري قليلة خاصة في الموديلات الحديثة.. قلت لخالد بوري: المعروف أن أي مركبة تسير مزودة ببوري فهل للدبابة بوري؟! أجاب «ضاحكاً»: الدبابة لا تحتاج إلى بوري فوجودها وسط المدينة يكفي للتنبيه، والبوري في الأصل هو أداة تنبيه ويواصل كذلك الطائرة التي تحلق في الفضاء الواسع الذي ليس به سوى الطيور (هل نضرب البوري للصقر؟!) هكذا قال وهو يضحك. نسأل عن أنواع البوري، حيث يقول خالد: البوري أنواع وأحجام فالمركبات الكبيرة غالباً ما تزود ببوري هواء وهو عالي الصوت يتناسب مع حجمها ومعظم اللواري والبصات السفرية مزودة بهذا النوع وقد برع سائقو هذه العربات في عزف ألحان الأغاني الشهيرة عبره وهم يتسلون بهذا في الخلاء. ٭ أما العربات الصغيرة فهي مزودة ببوري يعمل عن طريق بطارية العربة، ويضيف خالد بوري أن البوري ممنوع استعماله في المناطق التي بها مدارس أو مستشفيات أو أماكن العبادة، وقد كانت هناك لافتات تشير إلى هذا المنع إلى وقت قريب، ويضيف لنا خالد: لأهمية البوري أنه أكثر الأدوات التي تعبر عن الفرح ويتجلى ذلك في مناسبات الانتصارات الرياضية للفرق الرياضية المختلفة حيث يطلق أصحاب العربات من أنصار الفريق المنتصر العنان لبوري مركباتهم تعبيراً عن الفرح.