اتهم رئيس السلطة الإقليمية لدارفور د. التجاني السيسي من أسماهم بتجار الحرب وبعض الجهات الداخلية والخارجية بتأجيج الصراعات القبلية بدارفور، وكشف عن تسرب كميات من الأسلحة إلى دارفور عبر الحدود من دولة أفريقيا الوسطى التي قال إن حكومتها التي تولت مقاليد الحكم في وقت قريب لم تبسط سيطرتها على حدودها بعد، وشدد على ضرورة بسط هيبة الدولة بالقوة بتقوية القوات المسلحة والأمن والشرطة لحسم الصراعات القبلية والإنفلات الأمني الذي تصاعدت وتيرته بالإقليم بسبب الاستقطاب القبلي والأثني، وأقر السيسي خلال حديثه لبرنامج «مؤتمر إذاعي» أمس أن حل الصراعات القبلية عبر الأجاويد والإدارات الأهلية أصبح غير مجدٍ وأن الإدارات الأهلية صارت عاجزة وغير قادرة على احتواء الصراعات القبلية وإقناع المليشيات المسلحة بدارفور، وقال إن دفع الديات أصبح يشكل هاجساً لأهل دارفور بسبب أنها تشجع على تفشي الصراع بجانب أنها تمثل حافزاً على استمرار عمليات القتل بدارفور، وانتقد مواقف دولة كندا تجاه اتفاق الدوحة لسلام دارفور، مشدداً على أن موقفها من الاتفاق عدائي ويكشف عن نوايا مبطنة، وأشار السيسي إلى أن حركة التحرير والعدالة بدأت فعلياً في ترتيبات التحول إلى حزب سياسي من خلال تشكيل لجنة لإجراء الترتيبات المتعلقة بتحولها إلى حزب سياسي خلال الفترة القادمة، مبيناً أنهم ينشدون تكوين حزب جامع يستوعب كل أهل السودان. وأكد سيسي ضرورة دعم القوات المسلحة والنظامية لمواجهة النزاعات القبلية وحسمها والعمل على جمع السلاح واتخاذ الإجراءات الكفيلة برد حاملي السلاح، مؤكداً أهمية وضع سياسة لجمع السلاح. وقال إن التحديات الأمنية تشكل أولوية في هذه المرحلة خاصة تجاه الحركات المتفلتة وغيرالموقعة على اتفاق سلام الدوحة وجماعات النهب المسلح، ووصف السيسي الصراعات القبلية في دارفور بأنها غير مقبولة أخلاقياً ودينياً وفي ظل اتفاق سلام تراضى عليه الجميع، مشيراً لتجهيز معسكرين في جنوب وشمال دارفور لتنفيذ الترتيبات الأمنية خلال الأسبوعين القادمين. وطالب الحركات المتمردة بالكف عن استهداف المشروعات التنموية للمواطن، لأن ذلك يخلق واقعاً صعباً لهم، وأضاف أن الأيام المقبلة ستشهد حركة واسعة لاستكمال الترتيبات الإدارية والفنية المنصوص عليها في وثيقة الدوحة لسلام دارفور للوفاء بالتزامات المانحين. وقال هناك عدد من الدول التزمت بعد نهاية المؤتمر بتقديم مشروعات وبرامج تنموية شملت دول الصين وفرنسا وكوريا الجنوبية، مشيراً إلى أن أولويات السلطة الإقليمية تتركز على تنفيذ مشروعات العودة الطوعية وتوطين النازحين في خمس وستين منطقة ورتق النسيج الاجتماعي وتعزيز الأمن واستدامته بالإقليم، وقال السيسي إن الذي يعكر صفو علاقات السودان بدولة جنوب السودان استمرار دعم دولة الجنوب للحركات المتمردة خاصة الدارفورية، لزعزعة الأمن والاستقرار، داعياً حكومة الجنوب للكف عن هذه الأعمال التي من شأنها تعويق مسيرة السلام بين البلدين، وناشد الحركات المتمردة للانضمام لمسيرة السلام من أجل الحفاظ على سيادة البلاد والمساهمة في نهضتها. وأكد أن اتفاق الدوحة لسلام دارفور يسير بصورة مرضية بالتعاون مع دولة قطر والحكومة، مجدداً التزام السلطة والحكومة بإنفاذ بنود الوثيقة، مشيراً إلى التزامات دولة قطر بدفع مستحقاتها تجاه السلام والبدء في إنفاذ المشروعات التنموية، منوهاً إلى رغبة العديد من المانحين لتقديم الدعم لبرنامج التعمير والتنمية في دارفور. وقال إن الوضع الأمني في دارفور لا يمكن التصدي له إلا بتقوية الأجهزة الرسمية، كما أقر اجتماع لجنة الأمن الإقليمية الذي عقد بالفاشر، مؤمناً على أهمية لجنة الأمن الإقليمية التي تم تكوينها بواسطة السيد رئيس الجمهورية للنظر في المشكلة الأمنية في دارفور بجانب التنسيق بين لجان أمن الولاية. وأبان أن المجتمع الدولي قد نفذ صبره تجاه الحركات المسلحة خاصة بعد الاعتداءات المتكررة على القرى ومشاريع التنمية. وفي سياق متصل أعلن دكتور التجاني سيسي اكتمال الاستعدادات لانطلاقة دورة سيكافا بمدينتي الفاشر وكادوقلي، وقال إن مثل هذه الدورات من شأنها توطيد علاقات الشعوب والبلدان، ودعا إلى عقد مؤتمر لتقييم أداء كرة القدم بالبلاد ووضع الآليات للنهوض بالمسيرة الرياضية.