مدارس التعليم الأجنبي التي تمتنع عن تدريس مادة التربية الإسلامية واللغة العربية!! يمكننا حصر الأهداف التي ترمي إليها في مستقبل الزمان على النحو التالي: -إلغاء دور اللغة العربية وهذا يعني تدمير عقائد المجتمع وهويته الذاتية، وبذلك يكون القيام بتفتيت الدولة وفرض المزيد من السيطرة الثقافية والاقتصادية سهلاً وميسوراً. تقديم هذه المدارس مناهجها العلمانية الفاصلة في المجتمع برمتها وما تزوده به من مظاهر تربوية غربية ستكون وبالاً على البلاد والعباد. اللغة العربية هي الثقافة وهي التفكير والتعبير وهي العامل الأساسي في تشكيل الأمة السودانية، وصناعة النسيج الإجتماعي وتاريخ السودان خير شاهد. وعندما كان الإحتلال الانجليزي يسعى لفرض اللغة الانجليزية على الشعب السوداني قاوم الشعب السوداني بتشجيع وإعمار خلاوي القرآن الكريم في كل أنحاء السودان، ونهض المثقفون والعلماء وتكاتفوا وانشأوا المعاهد الإسلامية ونشروا هذه المعاهد في كل مدن السودان، فوجدت التشجيع والدعم المادي والأدبي من المواطنين، واستمرت هذه المعاهد تقدم عطاءها حتى تم الغاؤها في عهد نظام مايو الذي أعلن تغيير النظام التعليمي 1970 و ضمت تلك المعاهد الى وزارة التعليم، وبدأت تعمل بنظام التعليم العام. عاد الإحتلال إلى البلاد في ثوب التعليم !!! وهو ثوب مزركش جميل الشكل خيوطه كلها مؤامرة على اللغة العربية والإسلام. اللغة العربية هي اللغة المشتركة التي تصل بين كل أقطار الوطن العربي والإسلامي وتشد بعضه ببعض والدليل على الجموع الكثيرة من العاملين في شتى المجالات ومختلف التخصصات من السودانيين العاملين في كل دول العالم العربي. ويوجد الكثير من أبناء الدول العربية في كل أنحاء السودان، والجميع يتعامل بكل لطف وحب وتعاون. التعليم الأجنبي ينشر اللغات الأوروبية زاعماً أنها هي اللغات الحقيقية التي تحمل العلم والحضارة والثقافة ولا يحصل التقدم والرقي إلا بها ولا يُولج عالم الحداثة والمعاصرة إلا بواسطتها. المجتمع السوداني لا يرفض اللغات الاخرى بل يشجعها حتى يتمكن الدارس من فتح نوافذ يتعرف خلالها على حضارة وثقافة الأمم الاخرى وتاريخها، ولا يمانع التبادل المعرفي والتعاون والتعارف الإنساني. عندما اختار الله سبحانه وتعالى اللغة العربية من بين سائر لغات العالم لتكون لغة القرآن الكريم يعني ذلك أن اللغة العربية قادرة على ان تستوعب كل حركة في العالم بكل تطوراته ومتغيراته واختلافاته وتمتلك المرونة والقدرة على التعبير عنها، والتفكير فيها في كل المجالات العلمية والأدبية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية. المجتمع السوداني يجمع القيم السامية والأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ويحتاج الى امتلاك أسباب القوة والأمن والسلام، وهذا لن يتحقق إلا بثورة تعليمية تعتبر التعليم الأساس حقٌ إنساني لكل الأطفال . المعلم الذي يدير العملية التعليمية يحتاج إلى السكن الأمن والإستقرار المهني والوظيفي والتدريب المتواصل الذي يؤهل المعلم علمياً وثقافياً وروحياً. التعليم يحتاج إلى تصميم مناهج متطورة وعلمية تمكن من امتلاك الثقافة الزراعية والصناعية والتخطيط العلمي المتطور. التعليم ليؤدي دوره الصحيح ينبغي أن تكون له قدرة كبيرة تمكن التلاميذ من معرفة معاني الإنتماء للوطن والأمة الإسلامية وأن يغرس في نفوسهم معاني الإنسانية التي تخدم البشرية كلها وتؤمن بوحدة الجنس البشري نشأةً وحياةً ومصيرًا. التعليم أساس التنمية، وليقدر الخريجون على قيادة عمليات البناء والتنمية لابد أن يمتلك هؤلاء الدَّراسين مواهباً وملكات ومهارات ذهنيةٍ ويدويةٍ ، ومنحهم فرص تدريب تؤهلهم للحياة العملية، فذلك يمكنهم من الإسهام في السلام، ورفض الصراعات الدموية والحروب، وإشاعة ثقافة السلام والحوار التي هي الأحسن والأفضل لعلاج كل المشكلات التي تحيط بالوطن. تصميم المناهج التعليمية يمكن أن يعتمد على الآتي لتحقيق الأهداف المطلوبة:- - القرآن الكريم والسنة الصحيحة. - التاريخ والبنية المحلية والإقليمية. - العلوم الحديثة الأحياء والرياضيات وكل المواد العلمية. السودان ليس في حاجة لهذا التعليم الأجنبي فهو غني بعلمائه وثرواته وله القدرة على التقدم والتطور بالإعتماد على ذاته والعلماء المسلمين والعرب. على أولياء الأمور وآباء وأمهات التلاميذ بمختلف مواقعهم وقدراتهم أن يعيدوا النظر في هذه المدارس الأجنبية التي تنفذ خطة طويلة المدى هدفها الهيمنة على عقول الأجيال القادمة، وبعدها تأتي السيطرة على كل ثروات البلاد، والاسلوب لذلك هو التعليم فعندما تتعاقب الأجيال ويتم الإحتراف الكامل للغة الانجليزية وينتهي دور اللغة العربية يكون التخلي عن العقيدة الإسلامية سهلاً وهذايعني فقدان الهوية القومية، ولذلك الواجب على الجميع اليوم توحيد الصف السوداني. لبناء خط الدفاع الأول عن الهوية والثقافة الإسلامية قبل طمسها وتذويبها وانصهارها في ثقافة الغرب، وهذا لن يتحقق إلا إذا تمت مقاطعة مدارس التعليم الأجنبي التي تمتنع عن تدريس مادة اللغة العربية ومادة التربية الإسلامية. وفي الختام أود أوجه السؤال الآتي: ما رأي وموقف نقابة المعلمين والاتحاد المهني للمعلمين في هذا النوع من المدارس! التي تستهدف محو اللغة العربية والتربية الإسلامية من خارطة التعليم في السودان؟!