آه يا صديقي النبيل الكتيابي.. يا زول يا جميل يا رائع.. يا محتشد انسانية وبسالة وسودانية.. وأصالة.. وعندما يرحل أو حتى يفكر سراً.. أو جهراً.. أو همساً بالرحيل من الوطن.. ذاك يعني أن شيئاً جللاً.. قد لاح في الأفق.. ذلك يعني.. إن ذاك البيت من الشعر.. قد تهشم فصار هشيماً تذروه الرياح.. لا.. هذا خطأ.. مقولة أكلها العذاب والنصب.. لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها.. ولكن أخلاق الرجال تضيق.. البلاد رغم رحابة أرضها.. وملايين أميالها قد ضاقت.. ولكن مثل الكتيابي.. مثل أخلاقه الشاهقة.. السمحة.. لا تضيق.. إذا رحل إلى بلاد الله الواسعة.. حتماً يرحل معه الضياء ويترك لنا هالات من ضيائه الذي لا يخبو.. إذا رحل.. إلى أرض غير أرض الوطن.. حتماً يبذر بذوراً في تربة غريبة.. يرويها ماء غير أمطار وطن ونيل وطن.. ولكنها تخرج من الأرض زرعاً فارع الأعواد.. حصاداً ومحصولاً سودانياً.. به كل طعم.. ولون.. ورائحة ونكهة ومذاق بلدي الجميل.. أنا وعندما تضيق بي الدنيا.. والآن أنا أحس بأني داخل مرجل يغلي.. إذن دعوني استمطر سحابة رهينة ماطرة من سحب الكتيابي.. ترويني.. وتسقيني.. وتنعشني.. مؤمن على كيفي عَلى كَيفي.. أُرَقِّعُ جُبِّتي أَو لا أُرقِّعُها.. أُطرّزُها من (اللالوب) ألبسُها على المقلوبِ أخْلَعُها.. على كيفي أَنا لَم أنتخب أحداً.. وما بايعتُ بَعد محمّدٍ رجلاً ولا صَفَّقتُ للزَّيفِ.. لمِاذا أَعْلَنوا صُوري؟ لماذا صادروا سَيفي..؟ أنا ما قلتُ شيئاً بعدُ حتى الآنَ.. حَتَّى الآن أسْلكُ أَضْعَفَ الإيمانِ.. ما أعلنتُ ما أسررتُ ما جاوزت في الأوبات.. سرعةُ زورةِ الطيفِ أُهْرولُ بين تحقيقينِ أَصْمتُ عن خرابِ الدَّارِ.. عَن غيْظٍ مراجُلُه تَفُكُّ مَراجلَ الجوفِ سَئمتُ هَشاشة التَّرميزِ ما بَعدَ الزُّبَى يا سَيل من شيءٍ.. لمِن يا طبلُ والخرطوم غائبةٌ وأمدرمان والنِّيلانِ يختلفان.. والأطفالُ في الخِيران والحربُ الدمارُ الجوعُ كيفَ الحالُ؟ لا تسألْ عن الكيفِ.. حَبيبي أَنْت يَا وطَن النُّجومِ الزُّهرِ سَلْهُمْ كَيْف؟ سَلْ عنّي.. لَمِاذا لم (يُخلُّوني) على كيفي..؟ أنا واللهِ ضِدُّ نِخاسةِ الأحرارِ باسم الدِّين.. ضِدُّ الضّدِ والضّدينِ.. ضِدُّ جهِازِ خَوفِ الأمن.. ضِدُّ الأمنِ بالخوفِ.. أنا في هذه الدنيا على كيفي.. إلى أن تُكْمِلَ الأَشْراطُ دَورتَها.... بِمَهديٍّ حَقيقيٍّ ليُنْقذَنا من الدّجالِ والتّمثال. والإشراكِ والحَيفِ سَأبقى ما حييتُ أَنا على كيفي إلى أن تَطْهُرَ الدّنيا وينزلَ سَيدي عيِسى لأنّ طريقتي في الحُب يا وطَنيِ على كَيفيِ.... üعبد القادر الكتيابي