** اللهم أجعل كل أيامنا انتخابات .. أو هكذا لسان حال المواطن السوداني منذ منتصف هذا الشهر، أي منذ انطلاقة الحملة الانتخابية .. لقد أصبح المواطن - فجأة كدة - بمثابة شئ مهم جدا عند الساسة ، بعد أن كان نسيا منسيا .. يطلبون وده و يتقربون اليه تلهفا واشتياقا .. ويا للدهشة ، فانهم ينزلون اليه ويلتقون به مباشرة في مسقط رأسه .. ثم ، يا للعجب ، لايكتفون باللقاء والمخاطبة فقط ، بل يسألونه عما يريد ويهوى .. ويقفون أمامه بتأدب وتواضع واحترام ، بلسان حال طائع وقائل : شبيك لبيك ، مرشحك بين ايديك ، أطلب ما تشاء ، طلباتك أوامر ، وستجدني من المنفذين « على طول » .. أو هكذا أصبحت العلاقة بين الشعب وساسته .. أي ، أصبح المواطن عملة نادرة في حياة الزعماء ، وأغلى من الدولار .. تقريبا..!! ** بالتأكيد ينتابك احساس رائع ، يا صديقي القارئ ، بأنك « زول مهم » .. وأنك محور اهتمام سلاطين البلد ، الحاكمين منهم والمعارضين .. وطبعا هذا الاحساس غير مألوف لديك ، وغريب في حياتك ..بحيث كنت قابعا وحدك في ضنك العيش ، متقاسما مع أسرتك رهق الحياة ، بعيدا عن الغنائم التي هم فيها يتطاحنون باسمك المغلوب على أمره وأمر حامله .. نعم ، كنت بعيدا عنهم وغريبا عليهم ، ولكنك صرت - فجأة كدة - صديقهم المفدى بعد أن تقربوا اليك مكرهين وليس طوعا واختيارا أو حبا في « سواد عيونك » .. وكما تعلم ، أنت طريقهم المؤدي الي حيث تلك الغنائم ، وأنت جسرهم الي حيث يشتهون .. ولذلك ، ليس هناك مفر - أو خيار آخر - غير أن يتقربوا اليك « مؤقتا » .. نعم مؤقتا ، بحيث سينتهى الود الذي بينك وبينهم باعلان النتائج .. المهم ، حاليا ، « أيامك باسطة » .. وأعلم بأنك - حتى ابريل القادم - أهم شئ في السودان .. فاستمتع بهذا الاحساس ، فقط لاغير .. !! «2» ** وهناك أيضا من يستمتع باحساس آخر في موسم كهذا ، كما شاعرنا العريق عبد القادر الكتيابي ، الذي يتقن التعبير حين يتحدى قائلا : - على كيفي ..أرقع جبتي أولا أرقعها أطرزها من اللالوب .. ألبسها على المقلوب أخلعها .. على كيفي أنا لم أنتخب أحدا .. وما بايعت بعد محمد رجلاً ..ولا صفقت للزيف لماذا أعلنوا صوري؟..لماذا صادروا سيفي ..؟ أنا ما قلت شيئا بعد حتى الآن .. حتى الآن أسلك أضعف الإيمان .. ما أعلنت ما أسررت ، ما جاوزت في الأوبات سرعة زورة الطيف أهرول بين تحقيقين ، أصمت عن خراب الدار عن غيظ مراجله تفك مراجل الجوف سئمت هشاشة الترميز ..ما بعد الزبى يا سيل من شيء لمن يا طبل والخرطوم غائبة و أمدرمان والنيلان يختلفان والأطفال في الخيران والحرب الدمار الجوع ..؟ كيف الحال ؟ لا تسأل عن الكيف حبيبي أنت يا وطن النجوم الزهر .. سلهم كيف ؟ سل عني ..لماذا لم يخلوني على كيفي ..؟ أنا والله ضد نخاسة الأحرار باسم الدين ضد الضد والضدين ..ضد جهاز خوف الأمن .. ضد الأمن بالخوف أنا في هذه الدنيا على كيفي الى أن تكمل الأشراط دورتها بمهدي حقيقي لينقذنا من الدجال والتمثال والاشراك والحيف سأبقى ما حييت أنا على كيفي .. الي أن تطهر الدنيا وينزل سيدي عيسى لأن طريقتي في الحب يا وطني « علي كيفي »