إمرأة من (بلادنا) كانت تصر على طلب الطلاق من زوجها رغم أنه ميسور الحال.. ü وفضلاً عن ذلك فقد كان (وجيهاً) إلى حد أن فتحية بنت (الشيخ) كانت تقول في مجالس النساء حسداً: «الراجل ده إلاّ كان فَضُل خيري العميان».. ü وأصرّ العمدة بدوره -وقد احتكم إليه الزوجان- أن يعرف أسباب اصرار المرأة هذه على الطلاق.. ü فاستعصمت بالحياء حجةً -فاركة زوجها- وأبت أن تفصح عن السبب.. ü ثم همست به في أُذن العمدة -تحت ضغط إصراره وإلحاحه- ليغطي الثاني هذا فمه بطرف شاله، ويفضح ارتجاج جسده ضحكةً أراد لها أن تُستر.. ü ويصيح الزوج المسكين -وقد غاظه الهمس والضحك- قائلاً: «يا جناب العمدة، إحنا جينالك علشان تقول للمرة ده يمشي عدل مش عشان تنكّت».. ًُü فيزيح العمدة طرف الشال عن فمه ليقول للزوج وهو يحدق في عينيه بقسوة: «مش لمن تكون حاجات فيك انت (عِدِل) الأول؟!».. ü وتنطلق فتحية ب(زغرودتها) من مجلس إلى آخر على مدى شهر بحاله.. ü أما الزوج (المُطلّق) فقد ظلّت عيناه تغرقان (الوسادة الخالية) دمعاً طوال الشهر هذا.. ü والبارحة أغرق رئيس تحرير الزميلة «اليوم التالي» مساحة زاويته دمعاً بسبب ما قال إنها معاملة غير كريمة للسودانيين بمطار القاهرة.. ü ثم حكى جانباً من معاناته -هو نفسه- هناك إلى درجة مطالبته سلطات المطار السماح له بالرجوع الى وطنه (عزيزاً مكرماً) دون عبور بوابة «أُدخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. ü وسبب المعاملة (الفظّة) هذه -حسب الزميل مزمل- هو ما سمّاه (الذلّ الصحي) كنايةً عن الحجر الصحي للمشتبه في إصابتهم بالحُمى الصفراء.. ü ولكن ما يجعل غضب أبي القاسم يفتقر إلى (المنطق) هو قوة (منطق) سلطات مطار القاهرة.. ü فالمصريون يبنون حجّتهم على (حقيقة) أن أغلب كروت الحمى الصفراء الصادرة في السودان (مزوّرة).. ü وكذلك أُكتشفت (الحقيقةُ) هذه -وفقاً لما سمعنا- في مطارات بعض دول الخليج وعلى رأسها السعودية.. ü أمّا ما اكتشفته صحافتُنا -وكتبت عنه كثيراً- فهو «اندياح تزويري» طال من (الشهادات) حتى الماجستير والدكتوراه.. ü وكل تزوير -بما في ذلك (شهادة) البراءة من الحمى الصفراء- هو ب(ثمنه) في ظل وضع اقتصادي تعُّز فيه «اللقمةُ الشريفة».. ü أو بعبارة أخرى: في ظل وضع اقتصادي (مائل) لم تعد معه الأخلاقُ (مستقيمةً) كما في السابق.. ü ف«مش لمن تمشي حاجات فينا (عِدِل) الأول يا مزمل»؟!!