نملة ريش.. حاقدة.. قرصتها حارة ومباشرة وناجزة.. حلقت حولنا في هدوء بدأت عدوانها (بالحاج) وهو متكيء على ذراع يده يحكي بمزاج عن معاناته مع صرف المعاش بتلذذ كأنه سعيد بمغامرات يرويها.. يغنيه ذلك عن صرف المعاش ذاته.. فالخروج إلى (المعاشات) أصبح طقساً روتينياً يمده بقصص وأحاجي في الحافلة في الشارع في تكدس المعاشيين وكل يروى قصصاً وذكريات وأصبح الطقس أهم من صرف المعاش في وقته فهي فرصة لخروج جديد.. فجأة مدَّ يده إلى ظهره وأخذ يحك ويكرش ويحاول الإمساك بها نملة الريش بت الكلب.. قبض على كائن ظاناً بأنها نملة الريش لكنها تمخضت عن قطعة خيط ملفوفة.. نفض القميص وأخذ يتلوى.. هبطت نملة الريش بهدوء وأختارت هذه المرة (بنطال علاء) خطيب البنت الوسطى سلمى فقد أصبح من العائلة تقريباً.. دخلت النملة تحت البنطال وتسللت برفق والجميع بما فيهم علاء يكتمون ضحكاتهم على منظر الحاج وهو يهرش هنا وهناك.. تسللت النملة الخبيثه وقرصته هناك تحت البنطال.. حيث لا يقوى على هرش ذلك المكان علانية.. فقام وضرب برجله الأرض حتى تسقط النمله اللعينة..!! لكنها تتجول بحريه وتنتاش هنا وهناك فجرى بهباله الى الحمام .. وفتش عن النمله لم يجدها كانت قد هبطت بسلام متجهه صوب الطفل (حسوني)وهو مدلع ومعجن وبكاي.. فاستقرت فى إبطه تماماً وأخذت تقرص.. صرخاته الداوية أرعبت النمله فهربت إلى بطنه.. ثم جنبته اليمنى.. وعادت إلى الرقبة وهو يصرخ فى هيستيريا.. هبطت ولمحها أحدهم فطارت تحت السرير.. حيث كان يقبع كلبهم جرقاس في هدؤء كلب عجوز كسول.. تخيفه القطط وأي عصا يلمحها.. واستقرت فى إذنه انتفض.. قرصة هنا.. وقرصة هنا... فحرك أذناه بعنف بما بدأ مثل عزف ضابط إيقاع ماهر على آلة البنقز واخذ يهوهو.. وبين نباح الكلب المتصل كالأنين.. وصراخ (حسوني) الصاخب جداً.. والحاج مرة مرة يهرش ظهره والخطيب مرة ينظر إلى الناس حتى يتأكد من أن العيون لاتراقبه ويهرش بالدس (يعني) مكان عضات النملة.. الحاجة كانت تحتج في شماتة.. ده شنو البتسووا فيهو ده.. حتّة نملة تعمل فيكم كده.. وهي في بداية خرف بدأ يناوشها فأصبحت موسوسة.. وبينما تقلل من آثار النملة وتنتقد المبالغة في الحك والصراخ والتلوي.. اختارت النملة بعد أن نفضها كلبهم جرقاس على حافة عنقريب الحاجة فاختارت أذنها مباشرة وانتاشتها.. ثم تحركت إلى حلمة الأذن فقرصتها قرصة أردفتها بالثانية.. إنتفضت الحاجة.. أخذت تصيح أضاني.. هنا قالوا لها دي النملة ياحاجة.. صاحت لالا .. بَرِّي دي عقرب عديل .. كدي لالا.. أنا النملة مابعرفا ولا ما بعرف قرصتها.. نفضت أذنها فطارت النملة إلى مكان مظلم قرب الحمام.. فقالت إبنتها: أها شفتي ياها النملة.. قالت: النملة دي في زول رماها فيني.. أنا عارفاكم.. دايرين تكتلوني قبُل يومي .. علاء خطيب البت أراد أن يتظارف وقال لها: جا دورك ياحاجة كلنا اتقرصنا فوجدتها فرصة وهاجت فيه شمتان علىَّ يعني.. أنت ذاتك مالك مصاقرنا كل يوم ناطي لينا.. البت إنت عاقد عليها.. ده شنو ده.. سلام بلا غرض وعافية بلا مرض.. ضحك الحاج فقبلت عليه: أها إنت كمان شنو فرحان.. ماكدي مبسوط عشان النملة قرصتني .. ولا تبقى إنت الرَّميت النملة فوقي.. جارتهم بتاعة الشمارات دخلت قائلة: كلكم حسوني بيبكي وجرقاس بنبح.. أجي مالكم بتتحككوا كدى جربتو جرب جماعي ولا شنو.. هنا كانت النملة ترحب بها..! وتجولت في صدرها ثم بدأت تقرصها في أكتر من مكان. واصبحت تنكرش قبل أن تكمل كلامها الزىّ السِّم.. تَلوْت.. قلعت التوب.. حركت الفستان يمنة ويسرة.. ثم تنكرش.. قبعت النملة في حافة السرير.. تفكر في الضحية القادمة.