يعتبر شارع الغابة بالخرطوم من الشوارع المهمة بالعاصمة لما يتميز به من محاذاة لشاطيء النيل الأبيض وغابة السنط، التي أكتسب أسمه منها.. ورغم أهمية الشارع الذي يؤدي إلى المنطقة الصناعية، والعديد من أحياء الخرطوم المهمة كالشجرة والكلاكلات، وغيرها إلا أن الجهود التي بذلت لإصلاح حاله ليست كافية، فالشارع رغم تحديث الإضاءة وإعادة سلفتته حديثاً إلا أن الشارع لازال يشكل لسالكيه لوحة (سريالية) غير مفهومة لا يستطيع حل طلاسمها إلا من رسمها !!!! فالشارع يحوي في ضفته اليمني أكواماً من التراب وتلالاً من الحجارة والأوساخ يعقبها معارض لاكسسوارات العربات من مفارش ومقاعد وغيرها، مروراً بسوق الأناتيك والمصنوعات وعرب إنتهاءاً بمساحات خصصت لبيع الأدوات الصحية، ومعدات الصرف الصحي (جديدة ومستعملة) موقعها ينافس الأسواق المخصصة لهذه الأشياء بسوق السجانة. بجهود بسيطة تبذل من جانب المحلية المعنية لهذا الشارع يمكن الغابة أن تشكل لوحة تجعله من أرقى شوارع العاصمة القومية. إن أكثر ما يلفت النظر من أسواق هذا الشارع سوق الأناتيك والمصنوعات الشعبية لما يحويه من معروضات فنية تتفاوت ما بين مجسمات لأسود ونمور وبقية الحيوانات الأخرى، صنعت أو نحتت من مختلف أنواع الأخشاب كخشب الأبنوس الذي تصنع منه أيضاً العصي التي تجد رواجاً لدى زوار السوق من الأخوة العرب من الخليج والسعودية. ويقول زكريا لوال أحد تجار السوق إنه ظل يعمل به منذ أكثر من عشرة أعوام، ويضيف أن معظم البضائع الموجودة بالسوق تأتي من دولة جنوب السودان، أما عن الزبائن فيقول إن معظمهم من الزوار العرب أو العاملين بالسفارات المختلفة أو السواح الأجانب على قلتهم وهناك بعض السودانيين من المغتربين بالدول العربية يزورون السوق لشراء هدايا لأصدقائهم من أهالي البلاد التي يعملون بها والتي غالباً ما تكون عبارة عن عصي أو منحوتات لحيوانات خاصة الجمال والنمور والأسود أو المراكب الشراعية. ويضيف زكريا وهو من مواليد مدينة (ياي) كما ذكر أن المعروضات بالسوق بدأت تقل بعد مغادرة العديد من العاملين فيه بدولة جنوب السودان والعاملين بالسوق يعتمدون الآن على ما يتم تصنيعه محلياً بواسطة بعض من تبقى منهم منوهاً إلى أن المواد المستعملة من الأخشاب ليست من الأبنوس الذي لا يوجد إلا في جنوب السودان. أما عن الإقبال فيقول إن معظم زوار السوق يقبلون على شراء العصي والمراكب والسفن الشراعية المصنعة من شجر الأبنوس كما أن البعض يفضل شراء المنحوتات والمجسمات الخشبية كالأسود والنمور والجمال وغيرها.. أما الأسعار فإن المنحوتات من السفن والمراكب الشراعية تعد من أغلى المعروضات بالسوق لأنها تصنع من خشب الأبنوس..