من كادوقلي عروس الجبال إلى فاشر السلطان أثبتت الرياضة علو كعبها وبأجوائها التنافسية وروحها الترفيهية وجمهورها الذوّاق نقلت الأجواء في ولايتي جنوب كردفان وشمال دارفور من توتر وترقب وتهديدات أمنية إلى تحدٍ وتصدٍ وترتيبات سلام وطمأنينة، حيث نظمت بطولة أندية شرق ووسط أفريقيا المعروفة بسيكافا في نسختها 2013م بنجاح منقطع النظير وهزمت نظرية الخوف والإشاعات، فكادوقلي قالت كلمتها عبر مواطنيها الذين رسموا لوحة شعبية رائعة بتوافدهم على ملعبهم «مرتا» الذي سيسع عند اكتماله «70» ألف متفرج ليكون مفخرة الولاية والسودان.. أما فاشر السلطان فقدمت مريخها ليكون فارسها في الميدان ومن خلف الولايتين يقف واليان همامان يدفعان بالقول والفعل في ظل ظروف أمنية معقدة ولكنهم يزرعان الفرح ويتصديان للتحدي ويهزمان الخوف بالنصر بعنوان عريض بأن في الحياة هناك ما يستحق وهو السلام والتنمية حديث السياسة بلغة الرياضة للواليين القينا بكرة التحدي فى الملعب وهدفنا ضد التآمر والخيانة واستهداف المواطنين في الولايتين وحققنا أهدافنا في تنظيم البطولة وأخرجناها إلى بر الأمان بامتياز وكسبنا ثقة مواطنينا وكسبنا أصدقاء كانوا أعداء لنا بالأمس، هكذا تحدث والي جنوب كردفان مولانا أحمد هارون ووالي شمال دارفور محمد يوسف كبر في تصريحات صحفية للإذاعة السودانية عبر برنامح مؤتمر إذاعي يوم الجمعة الماضي حول تنظيم بطولة سيكافا. من ناحيته وصف مولانا هارون دورة سيكافا بأنها تحدي الإرادات ورسالة لمن وصفهم بمرتزقة الجيش الشعبي الذين أثبتوا أنهم لا يحبون شعب الولاية ولا يحظون بتأييد لهم رغم دعايتهم السوداء بأنهم يحاربون من أجل المهمشين ولكنهم يستهدفونهم حتى في رياضتهم، وأضاف بيد أن المواطنين تحدوهم وجاءوا زرافات ووحدانا للمشاركة والتشجيع لدعم الدورة وفريق الولاية هلال كادوقلي الذي أبلى بلاء حسناً مبشراً بدعم الاتحاد الأفريقي للدورة، مرسخاً قاعدة مصلحة الشعوب ودعم السلام ونبذ العنف في أفريقيا. وفي السياق أكد والي ولاية شمال دارفور محمد يوسف كبر أن الولاية آمنة والبطولة ناجحة وحققت أهدافها، مشيداً بمشاركة الحركات غير الموقعة في الإعداد للدورة ومساهمتها بالدعم المالي في رسالة واضحة بأن الجميع يريد السلام ويسدد إلى مرماه بدقة المحترفين. مشاهدات وصور قبل الختام الثامنة صباحا كان موعد الانطلاق إلى فاشر السلطان مجموعة من الصحفيين والفنانين، حيث موعد اختتام دورة سيكافا مساءً بأستاد الفاشر العتيق بين الجيش الرواندي والفريق البورندي على كأس البطولة. المحطة الثانية كانت مطار كادوقلي بعد ساعة من الطيران على الخطوط الجوية السودانية التي بدت بطائرتها البرازيلية أنيقة مريحة كما ابتسامات طاقمها، الرحلة تواصلت بعد اصطحاب والي ولاية جنوب كردفان مولانا أحمد هارون وطاقمه حيث فاشر السلطان التي حطت بمطارها الطائرة لنجد في استقبالنا الوالي محمد يوسف كبر وطاقم حكومته وكل الفرق الشعبية احتفاءً بالقادمين والوافدين من الإعلاميين والفنانين على رأسهم الفنان عبد القادر سالم وحمد الريح وعبد الرحمن عبدالله بجانب الفرق الشعبية من الخرطوم وكادوقلي في كرنفال شعبي صدحت فيه الموسيقى وإيقاعات الكرن والنقارة والهسيس احتفالاً بروح السلام وتفاؤلاً بمقدم الأيام.. والناس عيونهم الترحاب وحوش السلطان كبر يسع الجميع برحابة أهله في رسالة أن شمال دارفور تمضي في خطوات واثقة وتؤكد أن هنالك ما يستحق الحياة وهو الإنسان.. وبهذه المشاهد والصور الحية والمباشرة لتفاعل مواطني الولاية الذين توافدوا مبكرين إلى حيث الأستاد للاحتفال بنجاح البطولة واجتياز التحدي، تبقى رسالة الرياضة قوية وواضحة لكل من يحاول أن يسرق السلام والأمن من قلوب المواطنين بدعوى التهميش وعدم التنمية وعكس الصورة الشائهة ولكن إرادة الإنسان في ولايتي جنوب كردفان وشمال دارفور أثبتت عكس ذلك ليجيء ختام الدورة مسكاً وعنبراً وفى لوحة النتيجة نصر كبير على الحركات المتمردة في دارفور وفي جنوب كردفان ورسالة من الرياضة بأنها حققت أهدافها في مرمى السياسة بنجاح.