ايام معدودات ويدخل علينا أعظم الشهور... ألا وهو شهر رمضان المعظم.. الذي أُنزل فيه القرآن.. شهر الفتوحات.. حيث فتحت فيه مكة.. شهر شهد أعظم المعارك معركة بدر الكبرى.. شهر الرحمة والبركة.. شهر التوبة والغفران.. شهر الفضيلة.. شهر تناسي الحقد والبغضاء.. شهر الليالي المباركات.. ويكفي أن فيه ليلة القدر وهي بألف شهر.. وسلامٌ هي حتى مطلع الفجر... أوله رحمة.. وأوسطه مغفرة.. وآخره عتق من النار.. نسال الله العلي القدير أن لا يمر هذا الشهر إلا وقد رحمنا وغفر لنا وعتقنا من النار..ولكن!! على أيامنا هذه أصبح الناس يكلفون أنفسهم بالاستعداد لهذا الشهر الكريم.. والذي يفترض أن يكون من أيسر الشهور.. ومن أخفها صرفاً.. وتكلفة.. ولكن الناس أصبحوا يبتدعون البدع.. لهذا الشهر الكريم.. كأن هذا الشهر لا عمل فيه سوى الأكل والشرب وتكليف النفس فوق طاقتها.. ومن المفترض أن يتهيأ الناس نفسياً لاستقباله.. آخرون يستعدون له بلعب الكوتشينة.. والسهر في المنتديات.. والنوادي.. والشوارع.. ناسين أو متناسين بأنه شهر لكسب(الحسنات) والتسابق فيه لرضاء الله تعالى.. ألم يسمعوا بالحديث القدسي قال الله تعالى(كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به)..يا الله.. يا روعة هذا الكلام.. أليس هذا الكلام مشجعا لأن نترك الشرب والأكل والنوم والونسه والكوتشينه.. وأن نكلف أنفسنا بعبادة الله.. وأن لا نضيع أوقاتنا فيما لا يرضي الله..كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. يصومون رمضان في شدة الحر وهم يجهادون في سبيل الله.. أو مسافرون..كان لا يملكون المكيفات.. ولا العربات المكندشه.. ولا المكاتب الفاخرة.. كانوا يسكنون في خيام.. تضربها الشمس نهاراً والرياح ليلاً.. كانوا أشد الناس صبراً على الابتلاءات.. وأكثر الناس طاعةً لله ورسوله..يأتينا شهر رمضان هذا العام بعد انفصال الجنوب.. ونلاقي مشاكل في دارفور.. ونتخوف من دخول الأيدي الأجنبية المخربه عبر الجنوب.. نسأل كل الذين قلوبهم على هذا الوطن أن ينتهزوا هذا الشهر ليكثروا من الدعوات الصالحات لهذا الوطن بأن يبعد الله عنه أعداء الإسلام.. اللهم آمين.