وبمجرد ان خرجت الارهاصات بتعيين مولانا أحمد محمد هارون واليا لشمال كردفان بدأ كثيرون يتحدثون عن قصة رجال حول هارون وهؤلاء الرجال عرفو بالكثير من الصفات السيئة والمرفوضة أكسبتهم كراهية شعبية كبيرة تكاد تكون على مستوى ولايتي شمال وجنوب كردفان ..وهؤلاء الرجال قد بدءوا بالفعل بالتحدث باسم الوالي الجديد جميعهم يدعي معرفة خبايا وأسرار الرجل وطريقة تفكيره حتى ان بعضهم قد شكل الحكومة وأبعد البعض وكشف عن معتمدين ووزراء جدد..!! وهذه الأحاديث بل وهذه الوفود التي تترى وتوالي الإتصال بمولانا هارون ماهي إلا آليات ضعيفة الولاء لأهلها ولمجتمعها فهي تحاول أن تبادر لأن تجلس مع كل والٍ جديد لتقدم له لستة تحوي مقترحات وتتركز أساساً على شخصيات يدعوون أنهم يمثلون مجتمعهم ، ويعدون أنفسهم الخيار الأمثل لذلك المجتمع..! وفي تقديري ان هذا هو السبب الرئيس في فشل غالبية الحكومات الولائية، فالأشخاص الذين يأتون تحملهم أجندة شخصية، ويضغطون على الولاة، ويوهمونهم بامتلاك آلية التأثير وبذلك يعينون وسرعان ما يتيه المواطن في ردهات أجندة هؤلاء، فنصيحتي لك سيدي الوالي ألا تلتفت لهذه الوفود فهم لا يمثلون وجدان الجماهير!! ولا يقدمون إلا النموذج الأسوأ و يتخذون منابر أهلهم مطية لتحقيق أغراض رخيصة لا تسمن ولا تغني من جوع وقد أخذوا فرصتهم في التجربة.. فقدمو الضعيف المتهالك وكانت النتيجة أن تقهقرت ولاية شمال كردفان، وتوقفت فيها مسيرة التنمية والإعمار، وفقد مواطنها الأمل في حكومة لا تمتلك رؤية ولا تقدم مبادرة تفيد..! سيأتونك هؤلاء يحملون أوراقاً وتصورات ومقترحات يلفون العمم والشالات وربما تزودوا ببعض الكلمات يلبسون جلباباً كبيرًا ولا شك أن بعضهم قادرًا على البكاء لإجادة المسرحية وأنا في غاية الأسف أن يصل المجتمع لهذه المرحلة لذا عليك أن تكافح مثل هذه العادات والأفكار التي شوهت المجتمع الاسلامي في السودان فالسلطة لا تؤتى لمن طلبها أو الذي أرسل من يطلبها إنما لمن يستحقها .. فلا تجاملوا في شأن أهلنا ولا مصلحة للمواطن أن يستوزر زيد أو عبيد فالمصلحة في إقامة مشروع نهضوي تتحول به الولاية من الفقر والتخلف إلى مساحات التطور والنماء ولا أقول الرفاهية..! سيدي الوالي تقبل من هؤلاء التهاني والدعوات ودعهم يعودوا بأوراقهم ولا تشغل نفسك بهم كثيرًا فالولاية مليئة بالكوادر الشابة والمتقشفة.. إستعن بهم وفق دراسة مؤسسية راشدة ووفقاً لتجارب متقدمة عسى ولعل أن توفقوا في إنقاذ الولاية من الوحل الذي حل بها وهي ولايتكم ومنبع طفولتكم فلا تعرضوها للموازنات والقبليات والحواكير الضيقة، كما أنها لم تكن ولاية حرب خاصة بعد أن خرجت منها غرب كردفان وهذه الصفة تحتاج منكم قطعاً إلى استرتيجية جديدة غير التي كانت في جنوب كردفان، فالتحدي هنا تحدي التنمية، وإنفاذ ما وعد به المؤتمر الوطني جماهيره إبان فترة الإنتخابات الأخيرة في العام 2010 فطريق بارا أمدرمان وعد قديم وهم حاضر، ومستشفى الأبيض تكفل به رئيس الجمهورية ووعد به في خطاب جماهيري تاريخي معروف يحتاج منكم إلى متابعة وكذلك الماء الذي يمثل المعاناة الأساسية لإنسان الريف والحضر على مستوى الولاية.. فستبدأ في كل هذه القضايا وغيرها من الصفر ولم يتبق لك إلا العام ونصفه ورغم عظم هذه التحديات إلا أن ثقة أهل شمال كردفان كبيرة في شخصكم بأن تعبروا بهذه المرحلة وتقودوا الولاية إلى مساحات أرحب..!! صفوة القول : وفقكم الله مولانا هارون في رحلتكم الجديدة ونفع بكم الأمة ورسالتي ألا تترك مساحة لأصحاب الأهواء والأجندات..! وفي تقديري أن هذه النقطة هي التي تثار هذه الأيام في أضابير السياسة في شمال كردفان ولا بد من الإشارة إلى أن الحرس القديم به العديد من أصحاب الخبرات، فمنهم من نجح في ملفه وقدم النموذج الأفضل فعليك الإحتفاظ بهؤلاء.. حتى لا تترك المساحة للحديث مرة أخرى عن رجال حول هارون.. رمضان كريم.. والله الموفق.