الأستاذ: مؤمن الغالي التحية والود لك وليراعك الجريء الصادق وأود أن استأذنك في مساحة محدودة من عمودك المقروء شمس المشارق لاكتب لك عن مرارة وألم يعتصرني منذ ليلة الاثنين السادس من رمضان وحتى كتابة هذه الحروف لترى النور وفي عمودك كاملة غير منقوصة وان لا تخذلنا في نزاهتك المعروفة للجميع بداعي الزمالة أو الانتماء. استاذي عذراً لإطالة المقدمة والحسرة والألم الذي اعتراني في سهرة مشؤومة قضيتها وأنا أتفرج على هرج ومرج لم أر مثيله من قبل لا في سوق شعبي أو دلالة أو سوق جمعة حيث يفترش الجميع الأرض كما افترشت صحافتنا الفنية الأرض في تلك الليلة. أكتب هذه السطور والعبرة تخنقني من التردي والانحطاط الذي أصاب الصحافة والنقد في بلدنا البلد الذي كان يعلم الأجيال يوم كان يقال القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ، في السهرة المشؤومة التي أصابتني بهذا الداء العضال هي في تلفزيون النيل الأزرق والسهرة تكنى« للود قضية» ولا ود ولا قضية فيما كانوا يتناقشون وانما القضية الكبرى هي قضيتنا نحن كمستمعين ومتفرجين على مجموعة من الأشخاص تدعي أنها تنتمي لقبيلة الصحافة وفي الصحافة الفنية منها وما أبعدهم عن الصحافة أو الفن أو النقد انهم استاذي العزيز شرذمة أطلقت على نفسها مجموعة نقاد فنيين ومجموعة أخرى تظن إنها تقيم أو تقوم صحافة النقد الفني بوصفهم اكاديميين أو خبراء وهم أبعد من ذلك وكلهم في مجملهم ما بين طالب شهرة وصحفي يبحث عن الإثارة لزيادة توزيع صحيفته وأكاديمي يجادل يستعرض في مصطلحات و مناهج دراسته وهي لا تهم المستمع أو تقترب من القضية موضوع النقاش، والتي لم تناقش أصلاً وحل محلها تبادل الإتهامات والسباب ولا أستغرب أن سمعنا انه بعد نهاية أو انهاء السهرة كما اعتقد انه قد دخل هؤلاء المشاركين في عراك بالأيدي والأرجل وحطموا استديوهات وديكور قناة النيل الأزرق. استاذي العزيز: كل المجموعة التي كانت تناقش أمر النقد الفني تحتاج منا أولاً أن نجلسهم في إحدى رياض الأطفال لنعلمهم آداب الحديث.. إذ لا يعقل أن يتحدث إلينا أربعة أشخاص في وقت واحد طوال فترة السهرة، وكلهم يتباروا في رفع الأصوات كأنما هي مسابقة للزعيق والصراخ وليست سهرة للنقاش. بصراحة كانت هذه الليلة ليلة السقوط الكبير في تلفزيون النيل الأزرق. 1. سقوط مقدم السهرة الذي كان ضعيفاً ولم ينجح في إدارة الحوار، وكبح جماح اللغو واللغط الذي دار. 2. سقوط للصحفي المخضرم الاستاذ فيصل رغم انه شارك كحكيم ولو كنت في مكانه لطلبت إيقاف السهرة لعدم اهلية هؤلاء المشاركين. 3. سقوط لقناة النيل الأزرق أو المسؤول عن اختيار المشاركين في الحوار.. لفشله الواضح وضوح الشمس في كبد النهار. أستاذي العزيز هؤلاء الأشخاص الذين يدعون انهم صحفيين ونقاد في رأي «عار كبير» على المهنة وارجو أن يقوم المهتمين بأمر الصحافة بواجبهم في إزالة هذه الغوغائية من بلاط صاحبة الجلالة.. حتى لا تؤثر على البقية الباقية منهم. مع شكري وتقديري شرف عبد الرحمن من المحرر الأستاذ الصديق شرف لك التحايا.. وهذه كلماتك المكتوبة بأعواد مشاعل.. بل بأطراف أسنة وخناجر ترقد متفجرة في ساحة «الوغى» ساحة شمس المشارق.. لم نحذف منها شولة ولم نضف لها حرفاً.. ولكن.. لن أعلق على سطر واحد منها فقط لأني لم أشاهد دقيقة واحدة فيها.. ولكن أخلاق الفرسان ولأني قد وهبت عمري وسيبقى عمري دفاعاً ونشداً للديمقراطية.. ولأن الرأي لا يستقيم ولا يتبدى ولا ينجلي إلا عندما يقابله الرأي الآخر.. أفسح لرأيك المجال واسعاً ورحيباً.. فقد يرى آخرون غير ما ترى.. وأنت الآن قد ترى ما لا يرى الآخرون.. لذا لن أتحدث عن شيء ما رأيت فيه لمحة.. إذن دعنا نحتكم سوياً.. أنت وأنا وكل الشعب والذي من أجله يبدع المبدعون.. ويجتهد ويجهد الفنانون.. إلى المبدع الفنان الجنرال حسن فضل المولى.. الذي يسعده كثيراً النجاح.. ويحزنه كثيراً الاخفاق.. دعنا نحتكم إليه.. بعد أن نطلب منه أن يشاهد «الحلقة» لحظة بلحظة ولمحة بلمحة.. وعنده القول الفصل.. لك ودي مؤمن