شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    الدعم السريع تحتجز (7) أسر قرب بابنوسة بتهمة انتماء ذويهم إلى الجيش    الهلال يفتتح الجولة الأولى لابطال افريقيا بروندا ويختتم الثانيه بالكونغو    التقى وزير الخارجية المصري.. رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    نزار العقيلي: (كلام عجيب يا دبيب)    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    ميسي: لا أريد أن أكون عبئا على الأرجنتين.. وأشتاق للعودة إلى برشلونة    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    مان سيتي يجتاز ليفربول    كلهم حلا و أبولولو..!!    السودان لا يركع .. والعدالة قادمة    شاهد.. إبراهيم الميرغني ينشر صورة لزوجته تسابيح خاطر من زيارتها للفاشر ويتغزل فيها:(إمرأة قوية وصادقة ومصادمة ولوحدها هزمت كل جيوشهم)    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المراقب العام للأخوان المسلمين في قراءة للصراع الإسلامي العلماني
نشر في آخر لحظة يوم 27 - 07 - 2013

قضايا فكرية وسياسة كثيرة شكلت المشهد السياسي العربي، وكان للأخوان المسلمين صعوداً بارزاً فيه، خاصة في مصر بعد وصولهم للسلطة، كذلك بروزهم كحركات إسلامية في تونس وليبيا بعد الثورة وحكم الحركة الإسلامية في السودان.. تجربة الإسلام السياسي مازالت تواجه الممانعة من قبل الآخرين سواء كانت أحزاباً علمانية أو دولة عميقة، تعمل في بلد ما لمصلحتها أو الغرب كوجه آخر في معادلة المنظومة الدولية.. ما حدث في مصر من إعلان الجيش من تنحية للرئيس مرسي ممثل الأخوان، وما بدأ من تحرك في تونس يضع العديد من الأسئلة أمام طاولة المراقب العام للأخوان المسلمين في السودان الشيخ على جاويش ليقرأ لنا الأحداث السياسية، ودور الأخوان المسلمين والتيارات الإسلامية في مواجهة تحديات المرحلة الماثلة في صراعها حول الحكم مع الآخر فالى مضابط الحوار:
الشاهد أن هناك كراهية عميقة ضد التوجه الإسلامي السياسي في البلاد العربية من قبل بعض القوى التي اطلقت عليها مصطلح الدولة العميقة أو مناصريها من دعاة الدولة العلمانية...؟
- أعتقد أن ما يصف هذه الحالة السياسية.. هو أن البلاد الإسلامية والعربية ظلت خاضعة خضوعاً مباشرة للاستعمار الغربي.. منذ سقوط الخلافة ومجيء نابليون الى مصر ظلت الشعوب العربية في قبضة الاستعمار، وقسمت البلاد العربية والإسلامية الى أشلاء دول يسهل التحكم فيها لأكثر من مائتين سنة، وثم رحل الاستعمار منذ حوالي خمسين ستين سنة باسمه المباشر، لكن بالمقابل كان العنوان المباشر لبعض البلاد التي قد نالت استقلالها وبوجود مخلفات الاستعمار على هذه الشعوب العربية، على شكل أنماط من الناس في الشعوب العربية والإسلامية فقدوا ذاتيتهم وثقافتهم وشخصيتهم وهويتهم واعتزازهم وتشربوا بالثقافة الغربية بدون تردد، وأخذوها أخذاً كاملاً وهذه هي الطبقة التي ظلت تحكم البلاد العربية بأكثر من أربعين عاماً.
مقاطعاً.. هل كل هذا كان بوعي أو من غير وعي بمعنى هل تم التخطيط له؟
- بالتأكيد هو كان بوعي وتخطيط مسبق وهنا أذكر دور «لورنس العرب» وما نفذه من مخططات في المنطقة العربية، وما رتب للحكام بأن يتولى الأمور لأكثر من خمسين سنة.. ثم أخيراً قبل عامين عندما قامت الثورات العربية- وهذه مرحلة جديدة- نما فيها وعي الشعوب الى حد كبير
لكن هناك سؤالاً قبل أن نفصل في مرحلة الثورات العربية.. أين علماء الإسلام وفقهائه في كل تلك المرحلة السابقة للتصدي لما حدث من استلاب فكري ثقافي معرفي اجتماعي بما فيهم أنتم الأخوان المسلمين؟
هم كغيرهم مثل جامعة الأزهر وبعض المعاهد خضعوا للإشراف الغربي إلا ما ندر.. وهذه المؤاشرات تاريخية وموجودة.. أما الأخوان المسلمين تعرضوا لما هو معلوم.. فلقد تمت محاصرة الإمام حسن البنا في زمن الملك فاروق، وكان رجلاً تخشاه أمريكا خشية شديدة فقتل.. ثم جاء عبد الناصر والسادات ووضع الأخوان في السجون وقتلوا وشردوا.. حتى قامت الثورات العربية..
لهذا سألتكم عن الكراهية التي يواجه بها الإسلاميون في العالم العربي هل لأنكم فشلتم في تقديم الأنموذج.. أم أنه الصراع الفكري القديم بين السلام والعلمانية؟
كل هذه جملة واحدة كراهية للإسلام وصراع فكري بسبب الاختلاف العقدي وليس لأننا فشلنا في التجربة الإسلامية وأقول إن هذه الشعوب خضعت لغسيل المخ من الاستعمار مما جعل حتى مفكريها قادة في الممانعة، فبعض الكتاب الكبار وقادة الفكر في مصر كانوا يكتبون بأننا لا يمكن أن نتقدم كعرب إلا إذا قلدنا الغرب في كل شىء، حتى الكتابة من الشمال الى اليمين.. وهذا غسيل المخ الذي كان له اثره في الصراع، والهجمة كانت قوية رغم وجود الحركات الإسلامية.. ففي السودان قامت ثورة المهدي بدعوتها للرجوع الى الدين لكن تمت مواجهتها بقوة...
إذا رجعنا بالتاريخ الى المشهد السياسي الآن... والثورات العربية وحالة الاستفاقة للشعوب كيف تقرأها في ظل بروز الحركات الإسلامية مرة أخرى وحالة الممانعة من بعض القوى العلمانية؟
-اعتبر ما حدث هو مرحلة عودة الوعي للشعوب العربية التي ثارت وأرادت أن تكون ذات قرار، ورجعت الى أصولها التاريخية واختارت الإسلام ممثلاً لها كما في مصر وتونس وأنا اعتقد أن هذه الفترة تمر بمرحلة الصعود والهبوط ولكنها لن تنتكس للوراء..
مقاطعاً... لكنها الآن انتكست في مصر رغم أن هناك ممارسة ديمقراطية قد تمت؟
لا ..لا هناك فرق بين الانتكاس.. في « بين أن ترجع الشعوب الى ما كانت عليه .. وبين أن تكون في حالة مخاض مستمر» ، لتتخطى صعوباتها وهذا ما يحدث في مصر الآن وهي في مرحلة عسيرة ولتتخطى هذه المرحلة لا نقول تنتكس الى الوراء.. والآن الوعي والمد الإسلامي مابين هبوط وصعود..
مقاطعاً.. نددتم بما حدث في مصر ووصفتم ذلك بالانقلاب على الشرعية؟
- نعم من الواجب تجاه ما حدث أن نعلن رأينا تجاه ذلك وقلناها صراحة، ونحن نقول إننا مع الشرعية في مصر ونقف معها، ولعل كل هذه الآراء عندما تتجمع في البلاد العربية تدفع الآخرين الى النظر مرة أخرى في قرارهم
هل قمت باتصالات مع الاخوان المسلمين بمصر بخصوص التنسيق؟
لا ..لا لماذا نقوم باتصالات مع الاخوان المسلمين في مصر وهم يعرفون ماذا يفعلون.. نحن نشد من أزرهم فقط ونقف معهم.. من أجل الشرعية أو الديمقراطية التي جاءت بهم
مقاطعاً.. البعض يقول عليكم أنتم تبكون على الديمقراطية أو الشرعية في مصر بينما هنا في السودان قد استولى عليها ذات ليل ومن الحركة الإسلامية؟
- نحن لا نبكي على الديمقراطية نحن نبكي على ضياع حكم الإسلام، وحكم الإسلام والشورى وما نقوله حجة على الذين ينادون بالديمقراطية، وعندما يجمعون يأكلون صنم ديمقراطيتهم.. وعن استلام هذه الحكومة على السلطة نحن عبرنا عن رأينا منذ البداية، قلنا إن هذه الحكومة لم تئد الديمقراطية بل جاءت ضمن انقلابات أخرى فقط هي سبقتها في تلك الفترة، وحتى بعد ذلك حدثت انقلابات أخرى، والذي حدث في السودان هو تسابق بين انقلابات معين تقدمتها الحركة الإسلامية حينها واستولت على السلطة.. والسودان في تلك الفترة لم تكن به ديمقراطية يتباكى عليها مثل ما قال أحد المثقفين في أحد المؤتمرات السياسية بأن السودان كان يحكم من قبل رجلين في تلك الفترة السيد عبد الرحمن والسيد علي، وكل ما يتمنوه اتباعهما أن يكونوا قريبين من أحد السيدين.
بالنسبة للأخوان في مصر ترى هل هناك أمل في عودتهم مرة أخرى للحكم؟
- نعم هناك أمل وليس بالضرورة أن يجهض الانقلاب في وقت قصير، ولكن الشعب المصري لن يرجع الى ما كان عليه أيام فاروق وعبد الناصر والسادات ومبارك.. لقد انتفض الشعب وعرف حقوقه وانتزعها، ومنح صوته عبر الصناديق لمن رشحه وسوف يستمر هذا الصراع، وهذه فترة انتقالية وهي فترة مخاض تكون فيها مواجهات كبيرة، ولكن سيتنامى هذا الوعي والمد الشعبي حتى للبلاد المجاورة.. رغم وجود مد آخر مقاوم لصد هذا الوعي العربي والإسلامي.. الذي يقوده الأخوان المسلمون
بذكر الاخوان المسلمين، وبرغم الوعي الذي تحدثت عنه وقيادتهم لذلك، لكنهم فشلوا في تقديم حكم يرضي الشعوب وتمت محاربتهم، رغم ديمقراطية وصولهم للسلطة مثل ماحدث فى الجزائر ومصر وتونس كيف تقرأ ذلك؟
- الأخوان المسلمين لم يفشلوا، ولكن الآخرين لم يصبروا على التجربة رغم وصولهم عبر ذات الآلية التي يتحدثون عنها وهي الديمقراطية وصناديق الاقتراع.. وهنا أذكر أن الإمام حسن البنا قال قولة مشهورة في الديمقراطية وقال «الديمقراطية عند الغرب كصنم العجوة..إذا عظموه عبدوه.. وإذا جاعوا أكلوه.. ولهذا هم اكلوه في الجزائر، وفي فلسطين، وأخيراً في مصر، وسيأكلون أكثر وأكثر كل من فاز من الإسلاميين في انتخابات الديمقراطية..
إذن كيف تقيس ما يحدث الآن في البلاد العربية من تجربة إسلامية وما تم في تركيا.. التجربة الاربكانية؟
- علينا أن نعرف أن نجم الدين اربكان كان رجلاً على مستوى عالٍ جداً من الثقافة الغربية ورجلاً مخترعاً ورجلاً مجاهداً وقوياً، ولهذا خطط لتركيا الدولة العتيدة وجاء بنفس الأدوات التي استخدمها الغرب والصهيانة في تركيا، وعن طريق البرلمان، وكون حزباً، وتولى بعض المسئوليات، وفاز في دائرة اسطنبول وحقق مكاسب شعبية كبرى، ثم فاز بحزبه برئاسة الوزارة، ثم أجهضت تجربته، وحل حزبه فكون حزباً ثانياً ووضع في السجن أربع مرات.. وأخيراً سجن في بيته، ولكن هذه المحاولات والصعود والهبوط أدت الى وعي الشعب التركي.. وجاء طيب رجب اوردغان من داخل حزب اربكان وبطريقة أيضاً مختلفة استطاع أن يعود بالحزب بطريقة أكثر مرونة مع الجيش والدولة العميقة في تركيا ليصمد ويفوز ويستمر رغم الصعوبات التي يواجهها بين الحين والآخر، وهي تجربة ناجحة وأعتقد أن الوعي المتزايد بعكس ما يحدث في الدول العربية.. وهنا الفرق
مقاطعاً..إذا نظرنا للتجربة الاوردغانية الآن في تركيا لم يستفد من مرونتها الأخوان المسلمين في مصر ففقدوا الشرعية التي اكتسبها بسرعة بسبب ما يراه البعض سياستهم في الحكم ؟
- لا يمكن أن تكون تجربة بلد مشابهة لبلد أخرى.. عوامل التاريخ والبيئة والعادات والمتغيرات مختلفة تماماً بين بلد وأخرى، لذلك لكل بلد خصوصيته التاريخية والسياسية وتقسيماته المختلفة.. وما تحدثت عنه اقتراح يعتقد البعض إن كان عملياً وتم تطبيقه في مصر بأن يصبر الاخوان المسلمين على الآخرين ويستصحبوهم معهم في الحكم.. وأنا أقول إن الاخوان في الأول قد فكروا في مشاركة الآخرين في الحكم رغم أنهم الأغلبية الديمقراطية.. لكن المعادلة واضحة جداً.. فإذا هم انقلبوا عليهم وهم الآن في السلطة، فكان الطبيعي جداً أن ينقلبوا عليهم وهم معهم في السلطة، وهم أقلية ولهذا أقول إن الأخوان عندما وجدوا الفرصة في السلطة لم يتأخروا عليها، وهذا ما كان يجب أن فعله طبعاً، والآن ما يحدث هو تمايز للصفوف واتضاح للرؤية في الصراع السياسي بين من يريدون الإسلام ومن يقفون ضد الإسلام.. وهي كما قلت مرحلة صعود وهبوط لبعض الوقت، ولكن في نهاية الأمر ستعود مصر قوية لأن مصر بلد متجذر في التاريخ وراسخ والشعب واعي جداً
الأخبار تقول إن العدوى انتقلت الى تونس وهناك أيضاً دعوات للحراك السياسي ضد حزب النهضة الإسلامي والحكومة التي جاءت بانتخابات؟
- ليست مستبعدة بأن تنتقل العدوى لاجهاض الإسلاميين الى تونس لأن المقصود هو الإسلام، وماحدث في مصر رسالة واضحة من انقلاب على الشرعية، وهو رسالة للبلاد التي حدثت فيها ثورات، والتي لم تحدث فيها ثورات بأن النموذج الإسلامي مرفوض ولو جاء بالديمقراطية.. وحتى البلاد التي تحدث فيها ثورات سيثور أبناؤها على حكامها في المستقبل..
مقاطعاً.. هل سيحدث هذا في السودان رغم تجربة الإسلاميين هنا بحوالي ربع قرن؟
- السودان مختلف وما حصل في السودان كان تجربة إسلامية.. ولكن الضغط مع ضعف التجربة جعل منها بهذا الشكل رغم استمرارها لربع قرن، لكنها تعرضت لمحن متتابعة كثيرة.. وحصلت مآسي لأن المخطط للسودان غير المخطط لمصر مثلاً.. فالسودان يراد تقسيمه أما مصر فيراد إعادتها الى ما كانت عليه مرة أخرى ..
أنتم كجماعة الأخوان المسلمين في السودان لم يكن لكم دور ظاهر في إحداث التغيير مثل ما حدث الآن في مصر هل اكتفيتم بالدعوة الإسلامية فقط دون التأثير السياسي الفعلي؟
- لا.لا .. هذا تصنيف خطأ بالنسبة الينا كأخوان في السودان.. وأولاً الأخوان في السودان..لا يقارنوا بحجم وتجربة الأخوان في مصر.. فالأخوان دخلوا في السياسة منذ كان هناك أخوان مسلمون في السودان بالانتخابات في 1965و1966م وعن التأثير السياسي علينا أن لا ننسى أن الانقلاب الذي حدث في السودان منذ 1989م الى من يعزى.. طبعاً الى الحركة الإسلامية والتيار الإسلامي، والذين كانوا جزءاً من الاخوان المسلمين.. فالشاهد أن السودان كان يسيطر عليه تياران التيار العلماني والتيار الشيوعي.. وجاء النميري وكسر شوكة الشيوعي، ومنذ منتصف الستينيات ابتدأ الأخوان المسلمين يستولون على اتحاد جامعة الخرطوم وهذا أحدث تحولاً فكرياً كبيراً جداً في السودان ليس بفضل الاخوان المسلمين، ولكن هنا أقول إنه بفضل رجل واحد «كان وزير التربية والتعليم» وهو رجل ختمي هو بدوي مصطفى الذي قرر تدريس مادة «شبهات حول الإسلام» لمدة عشر سنوات في المدراس الثانوية، وهذا أحدث تحولاً ضخماً جداً لدى الطلاب في الفكر، ونجحت المادة في تحول الطلاب من الفكر الشيوعي الى الفكر الإسلامي بتفنيد كل الشبهات.. وهذه تحولات ضخمة جداً بدأت بالتغيير من التيار العلماني والتيار الشيوعي رغم وجود التيار العلماني في السودان، وانحسار وضعف التيار الإسلامي، بينما تنامى التيار الإسلامي، فيجب أن لا ينظر الينا كمجموعة صغيرة والتي نحن على رأسها.. الآن هي غير فاعلة سياسياً ولكن نحن تيار إسلامي متجذر..
أنتم الآن مجموعات إسلامية تحت لافتات مختلفة .أين نقطة الاختلاف والهدف واحد؟
- هناك أمور نسميها أمور قدرية وهي أن كل مجموعة من الناس قامت على أمر خاص لابد أن الله سبحانه وتعالى يمتحنهم وهذه سنة، وحتى الصحابة في الإسلام لقد خضعوا لهذه الامتحانات..إذن هذه سنة الخلاف والاختلاف ومواجهة الصعاب والاخوان في مصر امتحنوا امتحانات قاسية كذلك في العراق، والأخوان في السودان خضعوا لفتنة من نوع آخر هي فتنة السلطة والمال.. هذا سبب آخر والسبب الآخر للاختلاف أن العلم الشرعي لم يكن متجذراً في السودان كمافي مصر وغيرها مثل علم الحديث والتفسير
مقاطعاً.. تتحدث عن عدم تجذر العلم الشرعي رغم وجدود العلماء في السودان ؟
- قال ضاحكاً.. من تقصد بالعلماء...أنت تتحدث عن أسماء هم يعرفون عن العلم الشرعي، وأنا اتحدث عن جهابذة متفقهين في علم الحديث والتفسير، وعن قامات كبيرة جداً بصرف النظر عن أنهم أخوان مسلمين أو غير اخوان مسلمين.. ومصر برز فيها كثير من هؤلاء، أما السودان فنجد فيه علم التصوف من قبل أكثر من 300 سنة ..
إذن بحسب ما تقول لماذا لم تسد هذه الثغرة- إذا جاز التعبير- وكان للعلم الشرعي علماؤه ؟
- نعم العلم الشرعي في السودان ضعيف.. بسبب الهجمة الاستعمارية الأولى والسودان فيه جهل كبير جداً.. وعلم السودان علم صوفي..
أنتم تدعون الى الخلافة الإسلامية وتتحدث عن ضعف في العلم الشرعي إضافة الى وجود ممانعة من قبل العلمانيين لكم.. كيف ستنشر دعوتكم؟
- قلت لك إن هذه المخلفات موجودة في السودان وغيرها من الدول لهذه هي ممانعة ومتصدية للدعوة الإسلامية.. وأنتم في الإعلام قبل فترة كتبتم أن المخابرات الأمريكية تمول منظمات سودانية لتنفيذ مثل هذه الأجندة، وهذه محاربة وما يحدث في دارفور وأم روابة وابوكرشولا وجبال النوبة وشرق السودان مخطط كبير لضرب السودان، حتى لا ينفذ مشروعه الإسلامي ودعوة الخلافة الإسلامية.. والحديث هذه الأيام أن الجبهة الثورية تجتمح مع دوائر غربية.. إذن المعركة مستمرة من قبل العلمانيين وحلفائهم ضد الإسلام.. أما الضعف في العلم الشرعي فهو ليس حالة ثابتة، ويمكن تجاوز ذلك بمزيد من التحصيل والعلم والمعرفة لعلمائنا، ونحن نواجه معركة كبيرة جداً وهو تحدي محلي يمثل القوى الأخرى
إذن كيف ترى المشهد الآن في ظل هذه التحديات والمتغيرات السريعة الايقاع سواء كان مشهداً سياسياً داخلياً أو في المحيط الاقليمي وما يفرزه من تأثير؟
- الأحداث.. الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأل عنها وكيف يعملون قال : إن القرآن الكريم فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم.. والقرآن الكريم إذن يبين أن المسلمين لم يعدهم الله سبحان وتعالى في كل وقت بالنصر.. ولكنه وعدهم بأنهم يقاتلون ويقتلون ويقتلون، وعد عليهم حق في التوراة والانجيل والقرآن، وهذا هو الذي ينبغي أن يعرفه المسلمون، أن لهم معركة لن تنتهي إلا بالنصر أو الشهادة.. وما يحدث في مصر الآن ليس هو نهاية الأمر كذلك ما سوف يحدث في تونس.. ويجب أن يعرف المسلمون أن المعركة مستمرة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً..لهذا على الشعوب أن تعي دينها وتقبل على حكم إسلامي رشيد، وما يشكوه الناس الآن من الفساد والتسلط علاجه في الحكم الإسلامي، والحكم الإسلامي الذي ندعو له هو ما عبر عنه سيدنا عمر رضي الله عنه « قَالَ : وَحَدَّثَنَا قَالَ : وَحَدَّثَنَا مِسْعَرٌ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :« لا يُقِيمُ أَمْرَ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ لا يُضَارِعَ ، وَلا يُصَانِعُ، وَلا يَتَّبِعُ الْمَطَامِعَ ، وَلا يُقِيمُ أَمْرَ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ لا يَنْتَقِصُ غَرَبُهُ ، وَلا يَكْظِمُ فِي الْحَقِّ عَلَى حِزْبِهِ»
هذا هو الرجل الذى يقيم حكم الاسلام بمعنى أنه لا يصناع في الحق ولا يضارع أو يستكين ولا يتبع وهذا هو العلاج بغير البكاء على الديمقراطية والى أن يصلوا ذلك لابد أن يجاهدوا في سبيل ذلك بكل ما يستطيعون..
مقاطعاً.. حتى ولو كان قتالاً؟
نعم القتال له شروط في الاسلام .. والجهاد ليس فقط هو القتال في الإسلام..اعلى الجهاد بالقرآن والقتال جزء قد يصل بالناس الى مايريدون ولكن له شروط وليس فوضى ...!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.