على الحكومة والمجتمع بكل مكوناته في بلادنا، أن يتحسبوا لأسوأ الإحتمالات لما يمكن أن تؤول إليه الأحوال في دولة جنوب السودان. صحيح، أنه وحتى الآن لم تتعد الخلافات القائمة بين قيادات الدولة والحزب، مرحلة العنف اللفظي والسياسي، ولم تمتد يد نحو السلاح، ولم يضغط إصبع على زناد، لكن ذلك يمكن أن يحدث إذا ما استمرت المواجهات والملاسنات والانتقادات المتبادلة بين أطراف النزاع في الدولة الوليدة. علينا التحسب لأسوأ الإحتمالات، لأن (انعكاس الأسوأ) علينا سيحمل معه نذر توترات أمنية قد يغذِّيها دخول بعض العناصر المتمردة إلى الأراضي السودانية، إذا ما شهدت دولة جنوب السودان- لا قدر الله- زعزعة في الأمن نتيجة مواجهات محتملة بين جيوش المتخاصمين، لذلك علينا أن نبادر بأن نكون أول من ينتزع فتيل القنبلة قبل أن تنفجر فتدمِّر الأقرب إليها وتصل نيرانها إلى من هم في الجوار. الصراع سياسي في دولة جنوب السودان حتى الآن، ونأمل أن يظل كذلك، إذ لا يبدو أن أي من القياديين البارزين المبعدين الدكتور رياك مشار، وباقان أموم، وأتباعهما، سيلجأ إلى العنف حتى الآن، فالأصوات المحتجة تنتظر المنافسة الإنتخابية، وتعتبر الوقت المتبقي حتى موعد الانتخابات القادمة، فترة إعداد واستعداد لمعركة إنتخابية سياسية قادمة. ومع ذلك إذا سارت الأمور في مسار التنافس السياسي الديمقراطي فإن حظوظ الرئيس سلفاكير ميارديت تصبح أقوى من حظوظ منافسيه، لأن (الأوزان) القبلية في الدولة الجارة سترجح (الكفة) لأصحاب الثقل القبلي، وهذا قد يقود إلى مواجهات بعد أن يشعر من أخرجتهم الموازنات بالغبن والظلم، خاصة إذا ما شعر أي من المتنافسين بأنه الأحق والأجدر من غيره في قيادة دولة الجنوب إلى المستقبل الآمن المستقر.. وهذا لن يحدث إلا إذا مدّ كل الخصوم أياديهم نحو الخرطوم، بعيداً عن الزناد..