التقت (آخر لحظة) بمستشار جراحة العظام المعروف دكتور حسن الطيب زيادة باعتباره من الكوادر الطبية السودانية التي يفخر بها السودان.. فقد أجرى العديد من العمليات داخل وخارج السودان وكللت بالنجاح.. تناول د. حسن في حديثه الأسباب والمشاكل المتعلقة بأمراص العظام والسلسلة الفقرية، إلى جانب ملاذاته الآمنة والرياضة والغناء والطرب. حسن الطيب زيادة مستشار لجراحة العظام والسلسلة الفقرية وأستاذ جراحة العظام جامعة النيلين.. من مواليد قرية الجزائر شرق سنجة، درست بجامعة الجزيرة، وحصلت على الدكتوراة في جراحة العظام من السودان وزمالة جراحة السلسلة الفقرية جامعة الملايا (ماليزيا).. الغضروف هو مكون طبيعي في التركيب التشريحي للسلسلة الفقرية، ولكن عندما يتحرك الغضروف من موقعه الطبيعي يصبح حالة مرضية لها أعراضها (الألم الذي ينتج من ضغط الغضروف على العصب)، وقد يتطور إلى أكثر من ذلك، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الشلل، أو الضعف في العضلات، وعدم القدرة على الإحساس أو التحكم الإخراجي، وتكمن أسبابه في بعض الممارسات الخاطئة كالجلوس غير السليم أو حمل الأثقال بطريقة خاطئة، أو إنحناء الظهر إلى فترات طويلة، ولذلك نجد الغضروف أكثر شيوعاً عند الموظفين الذين تتطلب طبيعة عملهم الجلوس لفترة أطول.. ولا ننسى زيادة الوزن أكبر عدو للظهر.. وعلاج الغضروف في طبيعته تعتمد على الفرد أكثر من الطبيب بالوقاية أولاً، إذ ننصح أو نرشد الموظفين على وجه الخصوص بأن الجلوس لفترة أطول من ساعة والتحرك ثم معاودة الجلوس، وممارسة الرياضة وخاصة السباحة والمشي ونقصان الوزن.. هذه الممارسات هي وقاية وعلاج في نفس الوقت. وعند الفشل في التحكم في آلام الغضروف عندها تبدأ المعالجة الطبية بمسكنات للألم والعلاج الطبيعي، ولكن إذا لم تكن هناك استجابة أو تفاقمت الأعراض أو حدث أي نوع من المضاعفات عليه في هذه الحالة التدخل الجراحي قد يكون مطلوباً. السلسلة الفقرية هي جزء مهم جداً في الجهاز الحركي والهيكل العظمي، تتأثر بالتشوهات الخلقية كالإنحناءات والتحدب والإلتهابات والأورام والكسور والكسور الناتجة عن الاصابات أو هشاشة العظام.. ولكن تبقى التشوهات الخلقية هي الأكثر صعوبة في العلاج والأكثر تكلفة.. وذلك لارتفاع أسعار المعدات المغروسات (المسامير والقضبان) فهي باهظة الثمن مما يشكل زيادة عبء على المرضى وخاصة الفقراء.. إذ تجد أن حوالي ثلثي المبلغ للعمليات هو عبارة عن تكلفة هذه المغروسات، وهي قابلة للعلاج (تقويم السلسلة الفقرية). خلال السنوات الأخيرة هناك تقدم ملموس في جراحات السلسلة الفقرية، وذلك لحضور بعض الكوادر المؤهلة والتي تلقت تدريباً في هذا المجال والعودة للعمل داخل السودان من جراحين واختصاصيي العلاج الطبيعي والتأهيل، وولوج الشركات في هذا المجال أدى إلى تقدم واضح في توفير المعدات، ولكن مازالت باهظة الثمن. أجريت العديد من العمليات داخل السودان، وتقريباً كل عمليات السلسلة الفقرية التي تجرى بالخارج الحمدلله رب العالمين قمنا بإجرائها داخلياً وبنسبة نجاح عالية جداً.. وكانت مصدر إشادة من جراحين كبار داخل وخارج السودان.. أما عمليات تقويم السلسلة الفقرية والتي تعد الأكثر تعقيداً فلا يمر إسبوعان أو ثلاثة حتى أقوم بإجراء عملية أو إثنين.. حيث أعدنا الفرحة في قلوب مرضانا خاصة لأن معظمهم إناث.. أما خارج السودان وفي أثناء فترة التدريب في ماليزيا أجريت جميع العمليات الخاصة بالسلسلة الفقرية.. والآن نجريها في السودان بنجاح. هناك بعض أنواع الرياضة الشاقة وخاصة حمل الأثقال، أو التسلق، أو التزحلق، ذات أثر سيء على السلسلة الفقرية.. وهناك العادات الخاطئة التي مازالت تمارس في السودان مثل الكي والتفصيد لآلام القضاريف، وتشوهات السلسلة الفقرية، وهناك معتقد سائد أن تشوهات السلسلة الفقرية أنها خلقة ولا يمكن علاجها، والآن نقول بملء الفم يمكن علاجها وتقويمها، وكذلك هناك معتقد بأن عمليات القضاريف تؤدي إلى الشلل، وهذا مفهوم خاطئ لأن عمليات جراحة القضاريف نسبة نجاحها تقارب المئة في المئة حتى يطمئن المرضى. من أجمل المدن التي زرتها خارج السودان هي مدينة (إبو) بماليزيا، فهي ذات طبيعة ونظيفة وهادئة وداخلياً أعجبت بمدينة (الأبيض) ذات الرمال الصافية. أطرب جداً لغناء الحقيبة الأصيل ومستمع جيد للفنان الراحل الخالد سيد خليفة- له الرحمة.. ومن الأصوات النسائية عائشة الفلاتية.. وحفل زفافي كان مهرجاناً من الفنانين على رأسهم الفنان القامة كمال ترباس، القلع عبد الحفيظ، والدكتور عثمان مصطفى، وصديق سرحان، وغيرهم. الأسرة هي ملاذي الآمن الذي ألجأ إليه عند الضيق. قبل أن أدخل في زحمة الطب والجراحة كنت أمارس كرة القدم، وسباح ماهر، ولكن لا أذكر آخر مرة لعبت كرة قدم أو سبحت.. حيث أنه لا وقت لذلك.. وأنا هلالابي على السكين. اشاهد معظم القنوات السودانية وبرنامج نجوم الغد بتلفزيون النيل الأزرق، وحتى أكون مواكباً للأخبار العالمية أشاهد الجزيرة والعربية والبي بي سي.