حسن السماني خوجلي الشهير ب«أبو دجانة» الساكن عشوائي ب«عِدْ بابكر» المجاهد والإسلامي بالحركة الإسلامية والمحاضر بمسجد أرباب العقائد رئيس حزب الإصلاح القومي.. هكذا عرف نفسه طارحاً مبادىء وفكرة إنشاء الحزب الذي انشق عن الحركة الإسلامية بعد مؤتمرها الأخير بالخرطوم، واصفاً المؤتمر الوطني بالخروج عن نهج الحركة الإسلامية، مبشراً بطرح حزبه لمعالجة كافة قضايا السودان التي لخصها في المشكل الأخلاقي للقيادات والتي يمكن من خلال الالتزام والعمل الجاد الخروج بالأزمة السودانية إلى آفاق الإنتاج وتحسين الاقتصاد، داعياً إلى التغيير بالطرق السلمية، متحدياً المؤتمر الوطني عبر صندوق الانتخاب بدون تزوير وبطريقة ديمقراطية نزيهة.. فإلى مضابط الحوار نقرأ ما بين السطور: حزب الإصلاح القومي من أنتم؟ - نحن حزب مسجل ونشأ حديثاً بعد مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير ونحن منشقون من الحركة الإسلامية وأسسه عدد من المجاهدين والضباط والوطنيين الطاهرين الأنقياء الذين لم ينتموا إلى المؤتمر الوطني... مقاطعاً: ما المشكلة في الانتماء للمؤتمر الوطني وهم حركة إسلامية؟ - الانتماء إلى المؤتمر الوطني يعني الانحراف عن المنهج للحركة الإسلامية ولهذا نحن انشققنا عنها لما رأيناه انحرافاً وحيداً عن النهج وهذا ما أقصده بالمشكلة في الانتماء إلى الذين انحرفوا عن المنهج والمباديء والقيم التي كنا نعمل من أجلها في البداية. إذن أين أنتم من مجموعة الحراك الإصلاحي داخل الحركة الإسلامية؟ - هي مجموعة «موت» وليست «حراك» ولا يكون الحراك بعد أن مات كل شيء داخل الحركة الإسلامية، وهذه مجموعات ضعيفة والحركة الإسلامية كمنهج ما زادت أو أحدثت تغيير.. وكثير من الإسلاميين الأنقياء والمجاهدين الحقيقيين المتمسكين بالمنهج منذ أكثر من عشر سنين أصبحوا بعيدين عن ما يجري وظل بها من يتشبث حتى الآن... عفواً أبو دجانة.. هل أنت تقصد المجاهدين الذين حاربوا ولم يتم تعيينهم ولهذا ابتعدوا وانشقوا وأعلنوا المعارضة على الحكومة؟ - لا أبداً.. هذا غير صحيح لأننا لو كنا نريد التعيين والسلطة لكنا الآن معينين وفي الحكومة وليس هناك أحد أولى منا في التعيين لا علماً ولا تاريخاً ولا مجاهدة، ونحن فى فقهنا أي إنسان في الحركة الإسلامية لم يحمل بندقية في أكثر من مائة متحرك دا زول منافق وما حركة إسلامية لأن منهجنا يقوم على الجهاد وأي زول ما عندو عذر ففي سيرة النبي وصحابته هداية، لأنهم لأكثر من 23 سنة لم يتخاذلوا عن جهاد أو غزوة وإن تقدم بهم العمر فقد جاهدوا حتى مع أبنائهم.. وهنا نجد أن بعضهم بدلاً من أن يرسل أبناءهم للجهاد في أبو كرشولا أو هجليج يرسلونهم إلى تركيا وماليزيا وغيرها فأين جهادهم.. ولهذا نحن لسنا غاضبين من أجل الوظيفة ولو كنا كذلك لاخترنا ذلك سنة 1993م. إذن حدثنا عن الفكرة الجديدة التي يحملها حزبكم بعد الانشقاق عن الحركة الإسلامية؟ - نحن نعمل على تطبيق منهج الحركة الإسلامية الذي لم يطبق أصلاً.. وهو المنهج الإسلامي الصحيح في النظم الإدارية والنظم الاقتصادية والعدل الحقيقي والشورى.. ولو طبق هذا المنهج الحقيقي للحركة الإسلامية لما وصلنا إلى هذا المستوى المنهار... مقاطعاً: لكن هذا ما رفعت شعاره الحكومة الحالية المتمثلة في حزب المؤتمر الوطني؟ - الحركة الإسلامية فجرت الإنقاذ وسادت في السنين الأوائل وتحولت صورة السودان من رجل أفريقيا المريض إلى الرجل الذي يهدد الأمن القومي الأمريكي وسادت في تلك الفترة قيم الإيثار ومنهج الحركة الإسلامية ومنهج الأمانة في أداء الوظيفة واحترام الآخرين والرحمة في المجتمع، وكانت نتائجه أن أصبح السودان دولة عظيمة ولكن بعد ذلك نجد أن عمليات الاختراق التي تمت للحركة الإسلامية لكثير من الجهات أضرت بها مثل انضمام معارضين وبعض المتأسلمين وغيرهم وهنا يمكن القول إن ما تحدثت عنه عن الشعارات قد انهزم واندثر وسط كل هذه الاختراقات ونحن لن نقدم إسلاماً جديداً، بل تطبيق جديد غير مدغمس وواضح وفيه شورى وعدالة ومساواة ومن غير ظلم وعدوان... لكن هذه الاختراقات التي تحدثت عنها بانضمام أشخاص للحكومة أضرت بشعارات الحركة الإسلامية هي انضمامات تمت برضا المؤتمر الوطني؟ - أرجو أن لا تتحدث معي عن المؤتمر الوطني نهائياً أنا أتحدث معك عن الحركة الإسلامية وليس المؤتمر الوطني وأنا ليست لي علاقة بالمؤتمر الوطني وأبحث عن من يتحدث لك عنه... لكن المؤتمر الوطنى هو الجناح السياسى للحركة الإسلامية؟ - هذا ما يتحدثون عنه ولكنه الجناح غير الشرعي للحركة الإسلامية وفي الحقيقة الحركة الإسلامية التي أعلنت عن المؤتمر للحركة الإسلامية ليست الحركة الإسلامية الشرعية.. وما بني على باطل فهو باطل. إذن أين هي الحركة الإسلامية الشرعية؟ - الحركة الإسلامية الشرعية موجودة وهو منهج يجري في دماء أصحابه ولا يمكن أن يموت ولا يمكن أن ينحرفوا عنه وهم المجاهدون الأوائل والشيوخ الصامدون، والحركة الإسلامية ضعفت لكنها الآن تتجدد بدماء الصادقين من أبنائها. إذن ما هو التغيير الذي يمكن أن يحدثه حزب الإصلاح القومي؟ - نحن سنصلح ما أفسده المؤتمر الوطني في الحركة الإسلامية وفي كل السودان ورؤيتنا في ذلك تقديم المنهج الحقيقي للحركة الإسلامية وتقديم الرجل القوي الأمين لقيادة الأمة وحل المشكلة الاقتصادية عبر حل المشكلة الأخلاقية.. وهنا أقول إن هذه الشعارات ليست تكراراً لما أعلنته الإنقاذ لأن الناس هنا يختلفون ما بين حق وباطل، ونحن أصحاب الحق المجاهدون الذين دفنا الشهداء بأيدينا ولن نخونهم أبداً وسيرتنا الذاتية لأعضاء الحزب تتحدث عنا... ً مقاطعاً: هل تقصد أنكم حزب مجاهدين فقط وصفويين إسلاميين؟ - يرد محتداً يا ابني.. الشعب السوداني دا كلو في نظري حركة إسلامية، وأقول الحديث هذا عن علم لأن الفطرة للشعب هي إسلامية محضة، لذلك عندما طرحت شعارات الحركة الإسلامية كانت الاستجابة كبيرة وقوية من كل فئات الشعب السوداني وقدموا أنفسهم شهداء للوطن وللمباديء الإسلامية.. الآن يمكن تقول إن الشعب لا يقبل هذه الشعارات لأن الإنقاذ شوهت الصورة والآن أيضاً وضعنا كحزب متقدم رغم عمرنا القصير وهو ستة أشهر لكن لدينا قواعدنا من المجاهدين وسنحدث مفاجأة للمؤتمر الوطني من حيث العضوية المتزايدة رغم وجود الأحزاب الكبيرة ذات اللافتات، فنحن ورثنا قواعد الحركة الإسلامية. أين أنتم من التجمع الإسلامي الأخير بقيادة أمين بناني؟ - نحن نسعى للجلوس مع أي شخص يدعو إلى الإصلاح وفقاً لمنهج الحركة الإسلامية والآن نحن جلسنا مع أحزاب عديدة وبعضهم انضم إلينا مثل حزب الإصلاح الديمقراطي ونحاور في حزب تجمع الوسط وحزب الوسط المستقل وكذلك قواعد أحزاب الأمة المختلفة.. وكل من يتفق معنا في كلمتي الله ثم الوطن هو معنا وحتى نخرج من هذا النفق الذي أدخلتنا فيه الإنقاذ التي وصلتنا إلى هاوية ونحن نقبل الآخر لأن هذا هو منهج الإسلام. ü هنالك أيضاً مجموعة سائحون أين أنتم من موقفها الإصلاحي؟ - أولاً أنا عندما كنت أمير سيوف الحق سنة 1994 كان لقبي أبودجانة، وأنا أول مجاهد ربط عصابة حمراء على جبينه وكنت أقود ستمائة مجاهد وفيهم 25 سائحاً وهذه هى نسبة السائحين للمجاهدين بحسب الأسماء المتعارف عليها، والسائحون كانوا موثقين وإعلاميين، والذين يتحدثون الآن ليسوا بسائحين ويمكن تسميتهم بكتائب خاصة.. دبابين.. كتائب بلال والسائحون أصحاب الاسم أغلبهم استشهدوا ولم يتبقَ منهم إلا القليل، واذكر أن ود إبراهيم قاتل معي في 1992م في فشلا حتى كبويتا وهو ما من السائحين وهو ضابط عسكري ولذلك الآن استخدام كلمة السائحين بالمعنى والتوصيف هذا خطأ لما نعرفه نحن المجاهدين وما يدعون له للإصلاح نتفق معهم فيه ونختلف في التطبيق. تكوين جبهة إسلامية عريضة هل هذه هي المفاجأة التي تحدثت عنها لإقصاء المؤتمر الوطني؟ - نعم لأن القبول الواسع لنا كحزب من بعض القواعد الإسلامية هو دليل نجاح لنا ولرؤيتنا وكل انضمام أحزاب لنا بقواعدها وليس بأصنامها الكبيرة ونحن نرفض تماماً الجلوس مع هذه الأصنام لأنها تنتهج نفس أسلوب الإنقاذيين بالتشبث بالكراسي والانفراد بالقرارات، وكل هذا مع القواعد هو دافع للإصلاح والتغيير ومهدد لحزب المؤتمر الوطني. إذا كنتم بهذه القوة والثقة ما هي الوصفة الحقيقية لمعالجة المأزق السياسى السوداني؟ - نحن ندعو لوجود حزبين كبيرين «حزب رحمن» و«حزب شيطان» والتشدد الذي خلقه حزب المؤتمر الوطني يجب أن ينتهي والقبلية والتشرذم الذي أحدثته الإنقاذ يجب أن يزول.. نحن منهجنا مكتوب على نظامنا الأساسي، إما أن نكون حزباً حاكماً أو معارضاً ولا نقبل المشاركة مطلقاً، لأن المشاركة أدت إلى إلغاء رسالة كثير جداً من الأحزاب وكشفت أرضيتها، لأن قادتها استوزروا وأصبحوا جزءاً من المؤتمر الوطني ونسوا أحزابهم والشعب، لهذا نحن من أهدافنا إما حزب حاكم أو حزب معارض ونرفض تماماً نظام المشاركة. من أين لكم التمويل؟ - من رب العالمين. ونعم بالله.. وربنا ما بنزل قروش من السماء.. أنا أقصد ما هي الوسائل؟ - يا ابني نحن نعمل وفقاً للآية القرآنية الكريمة «وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعتُ وما توفيقي إلا بالله عليه توكلتُ وإليه أنيب» صدق الله العظيم.. الآية «88» من سورة هود.. وهذا شعارنا.. ونحن حزب لم يمد يده إلى أي جهة تتحكم في قرار ولن يمد يده إلى الحكومة ونحن نصرف من مواردنا الذاتية واشتراكاتنا. هذا يقودنا إلى اتهام البعض للأحزاب الإسلامية بأنها تموّل من الخارج خاصة من بعض الدول التي تبحث عن موطء قدم في السودان؟ - أتحدث عن أنفسنا كحزب إسلامي بأننا لن ولم نتلقَ أي تمويل، وصحيح هناك أحزاب إسلامية ارتمت في أحضان الوهابية وأخرى تبنتها الشعبية وأخرى مأسونية وأخرى علمانية مولها الغرب وهناك تمويل لا أنكر ذلك لكننا لسنا منهم ونحن أبرياء من كل هذا الاتهام.. ووالله إذا يوم من الأيام ارتهنا لواحد من هؤلاء أقول لك إن باطن الأرض أولى لنا من ظاهرها.. نحن ناس مجاهدون وملتزمون بالمباديء ولن نخون شهداءنا الذين دفناهم إلى مثواهم الأخير بأيدينا هذه. إذا نظرنا إلى المشهد السياسي المحتقن اليوم بالسودان والأزمة الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية كيف تقرأون الواقع وما هي الحلول لديكم؟ - السودان كنز يا ابني وصحيح ما ذكرته والذي أوصلنا لهذا الحال هو سياسات المؤتمر الوطني التي فشلت في قيادة البلاد وأدت إلى الاحتقان الذي انفجر احتجاجات واسعة في البلاد بعد إعلان رفع الدعم عن المحروقات.. وأقول إن مشكلتنا ليست اقتصادية.. بل أخلاقية.. لأن التطبيق للسياسات فيه فساد وأضرب لك مثالاً بسيطاً.. إن المشكلة عجز عشرة مليارات وحلها يكمن في بيع ألف سيارة من ألف دستوري.. فالسيارة سعرها مليار ج وببيعها نحصل على ألف مليار توفر للبنيات الأساسية الزراعية فتصبح البلد منتجة للقمح والذرة وكل المنتوجات الزراعية، والحل لدينا هو تقصير الظل الإداري وجيوش الوزراء والدستوريين، وأقول لك بالأرقام إن ولاية الخرطوم وحدها لديها سبع محليات.. ولكل محلية مجلس تشريعي أقل عدد أعضائه 40 شخصاً.. أضربها في السبع محليات واحسب الوزارت والولايات.. واللجان الفرعية غير الوكيل ونائب الوكيل.. وأقل موظف يقود سيارة دبل كاب.. ولديهم نثرية مفتوحةولو ضبطنا كل هذا لما حصل العجز.. والسؤال أيضاً يطال الذهب وأين ذهبت أمواله ونحن نسمع بأنه تم اكتشاف كميات منه أين نصيبها في الناتج القومي ومساهمتها.. هنا أعود إلى حديثي عن المشكل الأخلاقي قبل الاقتصادي لمن في يده القرار وإلا لما كانت هذه الفوضى الاقتصادية والإدارية التي أوصلتنا إلى هذا الحال. لماذا لم تتحركوا كمعارضة ضد الحكومة.. وكيف ستطرحون برنامجكم؟ - أولاً أنا غير مقتنع بهذه الانتفاضة والمعارضة ونتائجها لأن تجربتنا في أكتوبر حكمونا سنة وجاءنا الانقلاب.. وكذلك في أبريل وشهدنا كيف سرقت الأحزاب والعسكر الانتفاضات ونحن العمل بالنسبة لنا عبادة سواء كان جهاداً أو تغيير حكم.. وطريقتنا سلمية نحو الإصلاح وعلينا أن نقدم مستندنا واتباع ذلك بالصدق في العمل وبرنامجنا واضح هو منهج الحركة الإسلامية وبالدستور والقانون والحل بواسطة الانتخابات بدون تزوير نستطيع أن نهزم المؤتمر الوطني بقواعدنا المتزايدة ولن نسمح له بالتزوير وجاهزون للانتخابات القادمة وفقاً لشروطها المعروفة من نزاهة وديمقراطية أو شورى.. والمعارضة أثبتت فشلها في تغيير الحكومة بكل الوسائل ونحن من سيغير هذه الحكومة بالطريقة التي نعمل بها الآن.. وبحزبنا حزب الإصلاح القومي.. وعندما نعقد مؤتمرنا العام قريباً سنقول للمؤتمر الوطني أعمل لك سرادق للعزاء.