في نظر العديد من النساء في مجتمعه هو بطل- ينظرن إليه باحترام وعاطفة وامتنان.. يمثل عوض أحمد للنساء الرُحّل في قرية عريك وعد الماضي وأمل المستقبل. لم يخلد إلى الراحة في عمر 68 سنة، فهو يشغل نفسه، ويقضي من ساعتين إلى ثلاث يومياً في تعليم النساء في مجتمعه المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب.. ليس ذلك فحسب ولكنه ابتدر تنمية مهارات متعددة وأنشطة مدرة للدخل للنساء. بفضل جهوده تمكنت العديد من النساء من مجتمعه من الحصول على تدريب في مجالات متعددة مثل الخياطة وصناعة البسكويت والإسعافات الأولية. يقول عوض: «حينما بدأن في تعلم القراءة والكتابة بدأن أيضاً التفكير في الأمن الاقتصادي والرخاء، أردن أن يساعدن أسرهن بطريقة مميزة، هن يصنعن الحقائب المدرسية والبسكويت ومربى الفواكه الآن، لقد تعلمن مهارات حياتية». يعمل عوض كمزارع وهو والد لأربعة بنات وولد.. ولقد كان الوحيد الذي ارتاد المدرسة في كل مجتمعه، إكمال التعليم الثانوي لم يكن مهمة سهلة بالنسبة له.. وهو يتذكر بفخر «لقد كافحت للذهاب إلى المدرسة، كنت أسير 10 كيلومترات يومياً لأصل إلى المدرسة، كان ذلك مؤلماً لكنني كنت عازماً على إكمال تعليمي، وكان يجول بذهني دائماً أنني يوماً ما سوف أجلب التعليم على بعد خطوات من أهلي». هاجرت أسرة عوض إلى قرية عريك قبل عقدين من الزمان مع 80 أسرة من الرُحل.. كان عليهم التخلي عن قرية أسلافهم في حردانة والانتقال إلى عريك للحصول على فرص حياة أفضل. في ذلك الزمان كانت عريك قرية واسعة بها العديد من الناس يلمون بالقراءة والكتابة.. تعامل الناس في البداية مع الرحل على أنهم أقل شأناً، مما صعب على مجتمع الرحل الاندماج في القرية الرئيسية.. شعروا بالتجاهل والنظر إليهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية.. مثل هذا لعوض مسألة كرامة واحترام للذات لأهله.. وأقسم «لن أستطيع العيش بكرامة ما لم أعلم أهلي القراءة والكتابة».. حضر عوض تدريب منهج المرأة الذي قدمته منظمة بلان سودان في العام 2004 ومن ثم أسس مركز نسائي لتدريب النساء من مجتمعه على القراءة والكتابة باستخدام منهج المرأة. يقول عوض: «تمكنت من إقناع ست نساء فقط بالدراسة في السنة الأولى، وارتفع الرقم في السنة الثانية إلى ثمانيي، زوجتي كانت واحدة من الثمانية لكن الآن تواظب 32 إمرأة على الدراسة، وأشعر بالسعادة لأن نساء من القرية الرئيسية يحضرن إلى الدراسة.. شكراً لمنظمة بلان لامدادها المركز بالأدوات المكتبية والمعدات وماكينات الخياطة». عوض الآن عضو في اللجنة المجتمعية في قرية عريك، وصاحب قناة لا تلين في محاربة الأمية في مجتمعه.. وهو يخطط الآن للتركيز على الرجال والعمل معهم.. ويختتم عوض حديثه «أنا سعيد لأنني حققت لأهلي قدراً من الكرامة واحترام الذات.. لم يعد يُنظر إليهم كمواطنين أقل.. ويتم التعامل معهم بتساوٍ..أنا فخور بأن أخبركم بأن هذه هي مساهمتي، شكراً بلان سودان». منظمة بلان سودان: تعتبر منظمة بلان سودان واحدة من أقدم وأكبر المنظمات الدولية بالسودان، حيث بدأت العمل في السودان في العام 1977، منذ ذلك العهد عملت منظمة بلان مع حوالي خمسمائة ألف شخص بتركيز خاص على النساء والأطفال وساعدتهم في تغيير حياتهم بشكل إيجابي، على مدار ال35 عاماً الماضية تمكنت منظمة بلان من خلق علاقات عمل قوية مع العديد من أصحاب المصلحة يشمل المجتمعات، المنظمات القاعدية، المنظمات الطوعية الوطنية، المنظمات الدولية، الجهات الحكومية، وكالات الأممالمتحدة، القطاع الخاص، الإعلام، المؤسسات الأكاديمية.. الخ.. واكتسبت سمعة بأنها منظمة ذات مصداقية عالية تركز على النتائج، ومبتكرة مع وضوح في الرؤية والمهمة والإستراتيجية مما جعل منظمة بلان سودان الشريك المفضل في السودان. وقد منحت حكومة السودان منظمة بلان وسام النيلين في العام 2000 وذلك لمساهمتها في معالجة قضايا محددة في مجال الفقر في السودان وكذلك لمساهمتها المتميزة في المجال التنموي.. تعمل منظمة بلان حالياً مع حوالي 500 مجتمع ومعسكر نزوح في شمال دارفور، شمال كردفان، كسلا، النيل الأبيض وولاية الخرطوم.. تعمل المنظمة في مجالات: حماية الطفولة، التعليم، كسب العيش، الصحة والمياه. تعالج جميع برامجها قضايا تتعلق بعدم المساواة على أساس النوع، حماية البيئة حماية الطفولة وتقليل أخطار الكوارث.