: النيل الأبيض: عبدالعظيم صالح تصوير: سليمان محبوب في العام 2102 كانت علامة فارقة في تاريخ هذه المنطقة من السودان.. قبل أعوام كانت هذه الأرض جرداء ولسان حال المسافر على الطريق القومي من الخرطوم لكوستي يقول هل ثمة من يستثمر هذه الأرض البكر؟! وهل ثمة مشروع زراعي يقام هنا؟ وبدأت الحكاية التي نعرفها عن سكر النيل الأبيض، قامت البيارة على النيل وتم تخطيط الأرض وشقت القنوات والترع وشرعت الأيدي السمراء في تشييد المصنع . لحظة الميلاد في العام 2102 كانت كبيرة وتاريخية وتم إفتتاح المصنع لينتج 051 ألف طن سكر في ذات الموسم و06 مليون لتر ايثانول و04 ألف طن محاصيل نقدية و401 مقاواط كهرباء. وكان قد سبق ذلك ما عرف حينها بالشفرة الخاصة ببرنامج التشغيل حيث تم التعاقد مع شركة أجنبية انضمت لاحقا إن لها تعاقد مع شركة أمريكية تقوم بتزويدها بمثل تلك البرامج فأمتنعت عن تزويدها بسبب القوان الأمريكية التي تحرم على الشركات والمؤسسات التعامل مع السودان بفعل المقاطعة الاقتصادية والعقوبات المفروضة على السودان من قبل الولاياتالمتحدة إلا أن ذلك لم يحبط من عزيمة القائمين على المشروع فتم الاستعانة بكوادر وخبراء سودانيين لحل المشكلة (المشكلة السوفت وير) فأعلن حينها عن تمكن الخبراء من حل المشكلة مما ومفر على الدولة ملايين الدولارات ومن ثم دارت عجلة الانتاج وأمضى المصنع عامه التأسيسي في ثبات لأحداث النقلة المطلوبة للاقتصاد السوداني. مر العام بذات الخطى وحقق سكر النيل الأبيض أهدافه في موسمه الإنتاجي، ويقول الأستاذ أسامة القصاص مدير التسويق إن الانتاج والذي وصل ل 37 ألف طن سرعان ما دخل الأسواق خصوصاً أسواق النيل الأبيض وكردفان ودارفور، وقال حققنا نجاح في فترة وجيزة مقارنة بشركات سابقة سبقتنا في هذا المجال ووضح هذا جلياً خلال شهر رمضان ففي الخرطوم وزعنا كل كميتنا وساهمنا في تحقيق الوفرة والتي شهدتها البلاد خلال الشهر المعظم وهو الذي يزيد فيه معدل الاستهلاك في السودان.ر كان هذا قبل العام الماضي بدأ الموسم الانتاجي التجاري الثاني في شركة سكر النيل الأبيض المحدودة لتحقيق الأهداف المرصودة لهذا العام والمتمثلة في المساحات المعدة للحصاد والتي بلغت 821.24 فدان لإنتاج القصب بكميات تقدر ب000.053.1 طن وهذه الكملية مقدر لها إنتاج سكر في حدود 000.121 طن كما يهدف المصنع لتكرير السكر الخام 001 ألف طنه وإنتاج المولاص 45 ألف طن وإنتاج العلف الأخضر 07 ألف طنه وإنتاج الكهرباد 401 ميغاواط. سبقت بداية الموسم عمليات إعداد مكثفة تمثلت في الاعداد الجيد لمحصول القصب والمتابعة المستمرة لأعمال التسميد والري ومقاومة الحشائش بهدف تحسين نوعية القصب وتحقيق أعلى معدلات إنتاج وتجهيز الحقول لعمليات الحصاد الآلي وفتح الطرق وصيانة المعابر لضمان سير عمليات الحصاد بسلاسة ونسق جيد والاعداد الجيد لأسطول حصاد القصب وآليات المزرعة المختلفة لمقابلة المتطلبات الضرورية لإدارة عمليات الزراعة والحصاد بمستوى عال من الكفاءة والاعداد الجيد واستكمال جميع متطلبات الصيانة الدورية لجميع محطات مصنع انتاج السكر ومحطة التوليد المشترك والوحدات المساندة. وفي مجال تقنيات حماية البيئة تهدف الشركة لإدخال تجربة الحصاد الأخضر في مساحات مقدرة في مزرعة القصب ومن ثم إنتاج أعلاف خضراء يتم تسويقها في السوق المحلي وأسواق التصدير حيث تقدر الكميات المخطط إنتاجها خلال حوالي 07 ألف طن. ويشهد هذا الموسم بإذن الله بداية تصدير الكهرباء المنتجة من البقاس إلى الشبكةج القومية ويأتي هذا الأمر في إطار الخطط الاستراتيجية للشركة لاستنباط أساليب وتقنيات تعزز إنتاج الطاقة من موارد حيوية ومستدامة. كما تدخل الشركة هذا العام في عمليات الاستيراد والتصدير للسكر الخام بهدف الاستخدام الاستخدام الامثل للطاقات الإنتاجية بمصنع السكر حيث نهدف لإستيراد حوالي 001 ألف طن سكر خام يتم تكريرها وإعادة تصديرها للدول المجاورة. وفي هذا الإطار فقد إستوردت الشركة خلال هذا الشهر حوالي 03 ألف طن سكر خام بدأت أعمال التكرير لهذه الكميات مباشرة بعد وصولها لموقع المشروع. وبالتزامن مع أعمال الإعداد لموسم الإنتاج تواصلت أعمال تنفيذ المرحلة الثانية من مصنع السكر حيث إكتملت أعمال التركيب لمعظم المكونات وتهدف الشركة لإستكمال التشغيل النهائي للمرحلة الثانية خلال الموسم الإنتاجي الحالي. وكما تواصل الشركة أعمال مكثفة لإكمال مزرعة إنتاج القصب وتخطط الشركة لإضافة حوالي 72 ألف فدان للرقعة الزراعية خلال الموسم الحالي على أن تكتمل المزرعة في مساحتها الكلية خلال الموسم القادم بإذن الله. وفي إطار إستكمال مكونات المشروع الأخري فقد تمكنت الشركة على إعداد الخطط التمويلية والبرمجة لمصانع الايثانول ومصنع الأعلاف المركزة على أن تبدأ أعمال التنفيذ خلال العام القادم بإذنا لله تعالى. وتعزيزاً لدورها التنموي في منطقة المشروع فقد تعاقدت الشركة مع إتحاد مزارعي وملاك الأراضي لمشروع المزارعين الملحق بسكر النيل الأبيض. تعاقدت على إدارة مشروع المزارعين وتخطط الشركة لزراعة محاصيل نقدية في مساحة 61 ألف فدان داخل المشرومع خلال هذا الموسم. هذه المساحة من المخطط أن ترتفع خلال العام القادم إلى حوالي 24 ألف فدان بعد إستكمال جميع البنيات الأساسية للرى انطباعات و مشاهدات أسطول تملك الشركة أسطولاً جيداً من العربات والآليات التي تقوم بنقل المحصول من المزارع للمصنع ويدار بطريقة علمية حديثة بفتح الطرق والمعابر ومراقبة الشاحنات ويوجد داخل المصنع برج مراقبة يعمل بطريقة الكترونية توفر كل المعلومات الخاصة بموقف الترحيل من وإلى المصنع. إيثانول يشهد العام المقبل إنتاج الشركة من الإيثانول بإنتاجية كبيرة وأكدت الدراسات أن الانتاج سيكون جيداً ومع مصنع الإيثانول سيتم أيضاً إفتتاح مصنع الأعلاف الجاهزة. مستقبل واعد أعلن حسن ساتي عن مشارف إنتهاء المرحلة الثانية وسيتم تشغيلها العام الجاري وتهدف لزراعة 72 ألف فدان لتكون جاهزة للحصاد لتحقيق الطاقة القصوى والبالغة 054 ألف طن. لا حرائق وقف الوفد على تجربة الحصادا لأخضر حيث يتم استخدام آليات حديثة لحصاد القصب وتم تجربتها حتى توفر علفاً أخضراً دخل إنتاجه أسواق النيل الأبيض كما إن المنطقة لن تشعر مما يعرف في السابق بحرق القصب قبل حصاده فالحفاظ على البيئة هو عنوان تقنية الحصاد فلن يرى السكان المحليون السماء ملبدة بالدخاخين والنيران ولكنها ملبدة بالسماء الصافية النقية! السكر ليس وحده مدير مصنع سكر النيل الأبيض المهندس علي السيد قدم شرحاً للوزير وللوفد المرافق ولحضور الاحتفال ومعه عدد من المهندسين ورؤساء الأقسام وتعرف الزوار على أحدث التقنيات العامية في صناعة السكر وحجم الآليات والأجهزة التي باتت تدار بكوادر سودانية خالصة. المسؤولية إجتماعية يقول الأستاذ حسن ساتي إن الشركة تضع على قائمة أولياتها وأهدافها تحقيق المسؤولية الاجتماعية للمنطقة المحيطة فخدمات المياه والتعليم والصحة في إزدياد وتقدم الخدمة لأكثر من 93 قرية حيث تم بناء أكثر من 05 مدرسة وتم حفر 71 بئراً إتوازية ومد شبكة مياه بطول 002 كلم حيث تعتبر أكبر شكبة مياه في ولاية النيل الأبيض وقامت في منطقة المشروع 7 مراكز صحية إضافة إلى أن أكثر من ثلثي العمالة هم من مواطني الولاية وهذه السياسة مستمرة منذ إنشاء المصنع وتوجد كوادر مقدرة من مواطني النيل الأبيض في كل المجالات الحيوية والمختلفة بالمشروع. التسويق والكاش مدير التسويق أسامة القصاص قدم شرحاً للصحفيين حول سياسة الشركة التسويقية والتي قال إنها تركز في المقام الأول على جودة المنتج وضمان وصوله للأسواق بأقل تكلفة وقال نحاول إستخدام أقل الوسائل وتعاقدتنا مع الشكة حديد باعتبارها الأقل تكلفة، وقال إن سعر الموسم السابق كان 522 للجوال وتخطط الشركة لإنتاج أوراق صغيرة. وقال إن كيمات الصادر يتم تحديدها حسب الإنتاج ولكنهم يضعون ضمن خططهم للموسم الجديد دخول أسواق جنوب السودان ودول الجوار مثل تشاد ويوغندا وأثيوبيا وأريتريا. مصنع سكر النيل الأبيض لا ينتج السكر وحده فهناك الكهرباء المولودة من فائض البقاس وقد رأينا الكميات المنتجة منه خلال جولة الوزير التفقدية وستدخل الشركة هذا العام ولأول مرة كمصدر للكهرباء في الشبكة القومية وهناك الغابات التي بدأت تظهر على جانبي الطريق وكذلك إنتاج المحاصيل النقدية ولا ننسى الإيثانول. محاصيل نقدية تعاقدت الشركة مع إتحاد المزارعين وملاك الأرض لمشروع المزارعين الملحق بالمشروع لزراعة محاصيل نقدية في مساحة 61 ألف فدان والمتومقع أن ارتفاعها إلى 24 ألف فدان بعد استكمال البنيات الأساسية. حسن ساتي:هذه الأرض مصدر فخر للسودانيين يؤكد الاستاذ حسن ساتي مدير شركة النيل الأبيض إن يوم إفتتاح موسم الإنتاج الذي يمثل علامة فارقة في مسيرة مشروع سكر النيل الأبيض، وقال يأتي تدشين الموسم الثاني والمشروع قد شهد تطوراً كبيراً وذلك يتمثل في زيادة الرقعة الزراعية بأكثر من 21 ألف فدان حيث نهدف في هذا الموسم بإذن الله تعالى لحصاد وطحن ما يزيد على 3.1 مليون طن من قصب السكر في مساحة تقدر بحوالي 24 ألف فدان تم إستكمال زراعتها ورعايتها وفقاً لأساليب حديثة في مجالات العلوم والتقانات المختلفة المرتبطة بإنتاج قصب السكر. خلال هذا الموسم وضعنا الخطط اللازمة ليتم حصاد بعض المساحات في مزرعة القصب بإستخدام تقنية الحصاد الأخضر، مما يمثل تحدياً كبيراً للعاملين في مجالات الإنتاج المختلفة سواءاً في المزرعة أو مصنع السكر، بحسبان أن هذه التقنية تتطلب إدارة وآليات خاصة للحصول علي أفضل النتائج، هذه التقنية المهمة سيتم تجربتها هذا العام إنطلاقاً من أهداف الشركة الإستراتيجية في الحفاظ على البيئة وإلتزاماً بمسؤوليتها الإجتماعية في تعزيز وحماية البيئة المحلية والصحة العامة. ويقول إن تقنية الحصاد الأخضر كما تعلمون لها أبعاد إيجابية في توفير كميات مقدرة من الأعلاف الخضراء لفائدة الثروة الحيوانية حول منطقة المشروع ومناطق السودان الأخرى حيث يقدر الإنتاج هذا العام بحوالي 07 ألف طن من الإعلاف. هذه الكميات من الأعلاف سيكون لها أبعد الأثر في إستقرار إمدادات الأعلاف في المنطقة خلال موسم الإنتاج. ويمضي المدير في شرح خطة العمل خلال هذا الموسم ولأول مرة يتم التخطيط لتكرير 001 ألف طن سكر خام ليصبح إجمالي إنتاج السكر هذا العام حوالي 022 ألف طن يتم توزيعها في السوق المحلي كما تم تخصيص كميات منها للتصدير سواءاً للمجموعة الأوربية أو الأسواق من حولنا في الدول المجاورة. ويقول إن الشركة قد بدأت بالفعل في عمليات تكرير السكر قبل بداية موسم طحن القصب. ويقول ساتي نحن في سكر النيل الأبيض لا ننتج السكر فقط وأنما الطاقة الكهربائية كذلك بإستخدام فائض البقاس كمصدر حيوي متجدد لإنتاج الكهرباء وستدخل الشركة هذا العام ولأول مرة كمصدر للكهرباء للشبكة القومية. يأتي هذا الأمر كذلك في إطار إستراتيجية الشركة في تعزيز إنتاج الطاقة الحيوية المتجددة وإستنقاط حلول ومنتجات مصديقة للبيئة. كما تخطط الشركة هذا العام لزراعة وإنتاج مجموعة من المحاصيل النقدية مما يؤكد مقدرة الشركة في الإستفادة من بنيات ومصادر ومقدرات المشروع في المجال الزراعي، كما سيكون هذا الإنتاج إضافة حقيقية للإنتاج الزراعي في البلاد بحسبان التقنيات الحديثة التي ستتبعها الشركة في عمليات الإنتاج. وفي تقييمه للتجربة يقول ستظل تجربة إنشاء مشروع بضخامة سكر النيل الأبيض مصدر فخر وإعزاز بحسبانها تجربة سودانية أصيلة بنيت على معارف وعقول سودانية في هذا المجال. فإحتفالنا اليوم ليس هو فقط لبداية موسم وأنما هو إحتفال وإحتفاء بمقدرة وعزيمة نفر من الرجال كرام ذللوا الصعاب وقهروا المستحيل وصبروا على المكاره. ومازال العطاء يتواصل فبعد إكتمال المرحلة الأولى من المشروع تواصل العمل بكد واجتهاد حيث إكتملت معظم مكونات المرحلة الثانية من المصنع وسيتم إكمالها وتشغيلها خلال هذا العام بإذن الله تعالى. كما يتواصل العمل في مزرعة إنتاج القصب، بعد إكمال بنيات الري، حيث نهدف لزراعة 72 ألف فدان إضافية خلال العام لتكون جاهزة للحصاد خلال الموسم الإنتاج الثالث كخطوة مهمة لتحقيق الطاقة القصوى للمشروع بعد إكمال المزرعة الإنتاجية في العام الذي يليه ولا ينسى في ختام حديثه من القول نحن على أعتاب موسم ناجح بإذن الله تعالى لابد من تقدير ووقفة إعزاز لجميع من ساهم في هذا البناء الضخم وفي مقدمتهم العاملين بالشركة فلهم من الله خير الجزاء والمساهمون والممولون وحكومة جمهورية السودان وحكومة ولاية النيل الأبيض.
