ü كثير من النّاس مولعون بالحديث عن خوارق الأشياء.. ü مولعون بالحديث عن الجن و الأشباح و الأرواح و الكرامات.. ü فلا يكاد يخلو مجلس أُنس من مثل الحديث هذا ... ü ثم لا يكاد يشذ أحدٌ من جلساء هذه المجالس عن اجماع يتمثّل في الظفر بتجربة، أو اثنتين، أو أكثر من تجارب مشاهدة الجن.. ü أو معايشة الكرامات.... ü أو الابتلاء بحب فاتنة (غير إنسية!!) .... ü ووحد تعرفونه - ولا تسألوني من هو - كان قد مر بتجربة حب (شيطانة) له (تسلطت) عليه في صحوه ومنامه و(حالة صاحي كالنعسان) وهي تظهر له في هيئة فتاة (أثيوبية) ذات جمال أخاذ يخلب الألباب .. ü ثم لا تسألوني - كذلك - عن كيف تخلص (المذكور) هذا من الحب (الشيطاني) المشار إليه بعد أن كادت تنجح حسناء الجن في إقامة جدار عازل بينه وبين من يحب من (البشر) .. ü ومن الطرائف التي تُروى في الشأن هذا قول منسوب لأحد المهتمين بعالم الجن والأرواح وأظنّه أبو حراز يشير فيه إلى أنّ من يتسببون في زحمة منطقة السوق العربي ليسوا كلّهم من (بني البشر!!) .. ü ومن أراد أن يميّز بين البشر والجن في تلكم المنطقة - حسب القائل هذا - فما عليه سوى أن يتفرّس الوجوه بحثاً عن التي بها عيون مثل (عيون القطط!!) .. ü فإن وجدها فهو إذاً إزاء جنّي هائم على وجهه في السوق العربي بين البشر بعد أن نجح في تقمّص هيئة ابن آدم في كل شيء عدا العينين.. ü لماذا العينان تحديداً؟! ... ü لست أدري..... ü ولست أدري كذلك المغزى من مزاحمة الجنِّ للناس في منطقة هي ليست في حاجة إلى المزيد من الزحام.. ü وهل السوق العربي هو وحده يعج بالشياطين أم هنالك (مناطق أخرى!!) بالعاصمة (مسكونة!!) أيضاً) ؟!.. ü وربما كانت مشاكل المواصلات والأسعار والجرائم والظواهر الإجتماعية (الغريبة) - في قلب الخرطوم- تعود إلى حكاية (السوق المسكون) هذه .. ü والذي لا يدريه كاتب هذه السطور هو كثيرٌ حين الحديث عن عالم الجن والأرواح والأشباح.. ü فهو يجد نفسه خالياً من أي رصيد من تجارب مع العالم الآخر- عدا واحدة غير ذات صلة بمألوف ما يٌحكى - حين يتباهى الآخرون بتجاربهم رغم علمه بأنّه ليس مثل ابن الخطاب كيما (تتحاشاه!!) الشياطين.. ü فهل هو مصاب - يا ترى - بخلل في حاسة الاتصال بالمخلوقات غير المرئيةهذه ؟!.. ü أم هناك تبلّد في الحاسة هذه بافتراض وجودها أصلاً؟!.. ü أم أن دراسته للمعتزلة - ضمن ما درس - جعلته يرى الأشياء كما يراها المعتزلة هؤلاء؟! .. ü فمن المعلوم أن منسوبي المدرسة (الكلامية) هذه ينكرون - جملةً وتفصيلاً - إمكان رؤية البشر لكل ما هو (لامرئي) أصلاً وفقاً لفلسفتهم الواقعية .. ü وينكرون - اتساقاً مع فلسفتهم هذه أيضاً - وجود السحر والعين و(العارض) و(الربط) و(العمل) .. ü فما من شيطان في الدنيا - حسب رأيهم - يقدر على أن يُحدث (تأثيراً!!) في الإنسان ولوكان ( الجن الأزرق) نفسه .. ü ثم هل هناك آخرون يعانون المشكلة هذه ذاتها؟!.. ü وهل هي مُشكلة أم ميزة؟!.. ü وقد يقول قائل - هنا - إنّ الأماكن (المسكونة) تمثل أفضل اختبار للحاسة هذه.. ü أي محاولة معرفة وجودها من عدمه ... ü وقد يقول آخر إن (شياطين الإنس!!) هم أشد خطراً من نظرائهم المشار إليهم هؤلاء.. ü وقد يقول ثالث إن ترك هذه الحاسة خاملةً أو متبلدة أفضل من محاولة تنشيطها.. ü و للقائلين الأخيرين هؤلاء نقول: معكم ألف حق.. ü فالواحد منّا يكفيه الذي هو فيه ولا ينقصه أبداً أن (يشيطنه) شيطانٌ بعينيّ (هر).. ü أو أن (يهريه) هرٌ بعيني (شيطان) !!!!!!!