واليوم يا أحبة.. وبعد إذنكم.. دعوني أهرب راكضاً وعامداً من حقل السياسة ذاك المشتعل بالجحيم.. أدير أنظاركم قليلاً- وإلى حين- من مشاهدة فيلم الإخوة و«الإخوان» الذين من شدة براعتهم وبالغ مهاراتهم وعظيم إكتشافاتهم جعلونا نحن «الرعية» نتابع في ملل «مسلسل» «كيف تصبح حكومة ومعارضة» في آن واحد.. وها هم الأحبة «يطلعون» لنا كل حين بأمر نظل نلوكه ونجتره وتماماً نحن كالسوائم.. ومن عظيم «حرافتهم» أبداً يصنعون حدثاً من انتاجهم وإخراجهم وتمثيلهم.. وها نحن يا أحبة لا يخلو صيوان عزاء أو «لمة» عرس.. أو ونسة صالون من آخر أخبار غازي صلاح الدين وهل أنشأ حزباً أم هل سيعود إلى حضن الوطني.. أم ترى الرجل في طريقه إلى شيخه الذي كان قد أطاح بمشيخته يوماً من الأيام.. لهذا كله وحتى انتشلكم من «وجع» السياسة ورهق المتابعة اليائسة للإخوان الذين قسم منهم في الحكم، وجزء في المعارضة، وآخر في الحياد، ونحن نتفرج في ذهول وكأننا نشاهد عرضاً للا معقول.. لهذا كله فقد قررت اليوم و«بكرة» أن أردد مع ذاك الذي أفزعه «التمساح» فأنشد.. إني قد ضمرت للنيل هجراناً منذ قيل لي التمساح في النيل.. أنا مثلة تماماً وقد قررت أن أدخل في «اضراب» عن الكتابة في السياسة لمدة يومين، لا ألون حرفاً من محابر السياسة، بل دعوني أمسح أحزانكم وأغسل نفوسكم الحبيبة إلى نفسي أغسلها بدموع الجنرالات تلك التي تدفقت سيلاً يحكي الهجر والبعاد والفراق والرحيل والوداع.. لتعلموا كيف أن هؤلاء الجنرالات تنبض في تجاويف صدورهم قلوباً بالعواطف العاصفة.. وتحفل بالجراحات الدامية.. وتغرق عيونهم بالدمعات الماطرة.. ومن خلال «الترابيس» ترابيس البنادق وترابيس السجون.. ورغم هيبة الكاكي وصرامة القسمات وجدية تبلغ حد الاستهانة حتى بالموت.. من خلال هذه الصورة المهيبة المهابة.. يسيل من أرواح هؤلاء الأشداء فيضاً من حروف.. تفتت حتى الأكباد، بل تجعلك تردد في دهشة.. بالله هل يمكن أن يصدر مثل هذه الرقة بل سيل الدموع وحتى البكاء من جنرال وهو يستعطف.. ويرجو.. و«يحنس» ويدلل الحبيب.. بل ويعتذر.. إذن تابعوا معي ما خطه مداد الجنرال مبارك المغربي وهو يخاطب المحبوب.. كم سألت عليك النسيم المار وبحت من قلبي ليهو بالأسرار ما نفع ودي واعتذاري مرار انت فيك طبي من غرام ودار عاد يسألك ربي عني يا غدار üüü قلبي مفتون بيك يا سنا الأقمار كيف و صولي اليك وحولك الأسوار كم سألت عليك الغريب والجار وبحت من قلبي ليهو بالأسرار وكيف رسولي يجيك وإنت نار في نار نعم أنها دموع رجال.. بتهد جبال.. هداره زي رعد المطر وكانت تلك دموع الجنرال مبارك المغربي.. وبكرة نخوض في نهر دموع جنرال آخر..