في البداية: حسام الدين محمود صعدنا للعربة التي سنسافر عليها لمدينة دنقلا،وكان معنا المصور التلفزيوني المتخصص بتصوير الأفلام الوثائقية؛محمد سند،ومع الأخذ والرد والتعارف والذي منه؛والحديث عن مجال التصوير،وال(تلت) الأول،و(الإنقل)،ومع طول الطريق وجدنا حديثنا يأخذنا لأثيوبياوالقضارف وكسلا ومرورا بمصر،ومنها من الممكن أن تكون إسرائيل أو تركيا،واليونان التي تمتد مكاتب عاصمتها أثينا كشبكة منتظمة ومنظمة في كل عواصم أوربا.. محمد سند حاول أن ينتج فيلما وثائقيا يحكي قصص الهجرة الغير شرعية وبالتالي التي تعرف حديثاً بتجارة البشر،قال لي أنه بدأ تصوير فيلمه -الذي لم يكتمل- في ولاية القضارف وتحديدا الحدود السودانية الأثيوبية؛وأوقف التصوير ليكمله داخل الأراضي الأثيوبية،دون تعقيد أو إجراءات طويلة،وفعلا قابل هناك عدد من ضحايا تلك التجارة،وتوصل للقاء عدد من المهربين ووسطاء البيع،حتى أنه سافر لدولة تركيا من باب (الحَّك) والإستقصاء لمادته الوثائقية. كشف لي صديقي سند أن بإمكانه الأن ممارسة تلك التجارة إن أراد ذلك؛فهو الأن أصبح خبيرا في الأمر،فسألته عن الجنسيات التي يتم تهريبها؛هل فيها سودانيون..؟!فقال أن أغلب المهربين يحملون جنسيات ثلاثة دول شرق أفريقية،وجنسية التاجر هي السودانية..! حتى أنه حددها لي بقبيلة معينة،وقال لي أن هذه التجارة تحمل وراءها الكثير من الأعمال القذرة،مثل تجارة الأعضاء والجنس،والرق،والمخدرات..وغيرها . صفحة مراسلون كان أن أفردت في صفحتها السبت الماضي تقريرا عن هذه التجارة وتطرق فيها زميلنا الأستاذ محي الدين محمد في الحلقة الأولى من سلسلة تجارة البشر لترتيبها بين التجارات القذرة؛ليأتي ترتيبها الثالثة بعد تجارة المخدرات والسلاح،وذكر فيها أن قيمة الرأس الواحد تساوي ألفي دولار، وهو نسبيا مبلغ كبير خاصة إذا علمنا ? الحديث لمدير مكتب آخرلحظة بالقضارف- بأن متوسط العربات التي تعمل في تهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى الخرطوم يتعدي ثمانية في اليوم الواحد..!! علما بأن الحدود مع أثيوبيا عبر ولاية القضارف 267 كلم مربع.. في هذه الحلقة نجد وضمن الإستقصاء الذي أنتهجه زميلنا محي الدين إتصاله عبر الإنترنت الناشطة في مجال مكافحة الاتجار بالبشر والصحفية المقيمة في السويد الإريترية ميرون اسطيفانوس،التي مدته بمعلومات وقصص تلتقي كلها في السودان؛وبعدها كل الطرق ستؤدي إلى أوربا .. هي قضية شائكة ومازاد في تعقيدها حدودنا التي يصعب مراقبتها والسيطرة عليها،ونتمنى أن تكون قمة الرئيسين البشير وهايلي قد أوجدت بعض الحلول العملية للحد منها،خاصة وأن السودان يمثل فيها نقطة ومركز إلتقاء توصل بعدها ومنها إلى نقاط مستقر وبقاء؛حتى وإن كان ثمنها وضحيتها روح وإنسان..