الحياة عبارة عن سوق كبير- طبعاً أكبر من سوق أم درمان.. أو كما يحلو للجيل الحالي مول ضخم يحتوي على كل شيء وكل الأصناف والماركات المسجلة والمقلدة، وطبعا كلو بي تمنو .. لكن ما أقصده بالأسواق هنا هي أسواق البيع المخفض، فهي من انجح المشاريع الخدمية التي قدمتها ولاية الخرطوم.. فبشهادة الجميع تحتوي هذه الأسواق على أصناف كثيرة وجيدة الصنع، فعلى غير ما توقعه بعض محبي تبخيس الأشياء فإنها جديدة، وعرضها جميل، وأسعارها معقولة، بل إنها أصبحت تمثل تجمعاً اجتماعياً جديداً، خاصة بين أهل الحي الواحد، فالمشغوليات أبعدتهم عن بعضهم البعض.. وهذه في حد ذاتها مشكلة، فالأحياء العريقة تأثرت بالأحياء الحديثة وأبنائهم أصبحوا لا يدرسون في المدارس الجغرافية، بل أن بوري التراحيل يكاد ينبئ عن تلوث جديد.. المهم على الرغم من أن هذه الأسواق جيدة وخففت على المواطنين إلا أن هناك تساؤلات كثيرة تفرض نفسها هنا، أولها لماذا تبيع الشركات بأسعار مختلفة؟ هل لأنها شركات وطنية.. أم أن الحكومة تدفع لها فرق الأسعار؟ أم انها تعفي من بعض الرسوم..؟ أم أن أسعار الجملة..؟ وأسئلة كثيرة حائرة تجعلنا حريصين على معرفة الإجابة حتي نعرف امكانية تعميم هذه الأسواق أو أن تكون أسعارها ثابتة في كل الأسواق.. أو أن تكون هذه المنتجات الوطنية المرغوبة في الأسواق فنتخلى عن المستوردة التي تكلف البلاد أموالاً طائلة.. إذن هذه الأسواق تدفع بالصناعة الوطنية للأمام. تنظيرة أخيرة بعد أن نجحت اللجنة الشعبية لحي المسالمة أكل اثنين أصبح هذا اليوم مميزاً خاصة لنساء الحي، ففيه يتسوقون وفيه يلتقون.. فالشكر لكل من ساهم في انجاح المشروع.