حذرت القوى السياسية من خطورة انعكاسات الأحداث الجارية في الجنوب على الأوضاع بالسودان سيما في الجوانب الأمنية، السياسية والاقتصادية فضلاً على أنها تؤدي إلى عمليات نزوح جديدة إلى الخرطوم الأمر الذي يؤثر على الواقع الاقتصادي المتأزم، وأشارت إلى أن استمرار الموجهات والخلافات بين قيادات الحزب الحاكم في الجنوب يؤثر سلباً في تطبيق اتفاقيات التعاون المشترك وتعطيل الحركة والتبادل التجاري بين الدولتين، وقال أبوبكر عبدالرازق - أمين أمانة الفكر والدعوة بالمؤتمر الشعبي ل(آخر لحظة) أمس إن زعزعة الاستقرار في الجنوب سيكون له تأثير خطير على السودان الشمالي لأن استقرار الشمال جزء من استقرار الجنوب، وذات الأمر ينطبق على الدولة الوليدة، مبيناً أن ردود الأفعال الضيقة في الجنوب ستؤثر على الإنتاج والتنمية والاستقرار وتتكاثر بمقتضاه حالات اللجؤ والنزوح، وأشار إلى أن عدم الاستقرار سيؤثر أيضاً على عدم تطبيق الاتفاقيات الموقعة مع جوبا. من جانبه اتفق بشارة جمعة أرور - الأمين السياسي لحزب العدالة مع عبدالرازق وقال إن الصراع الداخلي في الجنوب يؤثر في تطبيق اتفاقية التعاون المشترك وتوقع حدوث هجرة كبيرة من الجنوب إلى الشمال حال ازدياد حدة الصراع في جوبا، محذراً من مغبة تداعيات تلك الأحداث لأنها ستؤدي إلى حرب طاحنة في الجنوب سيتضرر منها السودان اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وسياسياً، ودعا بشارة الخرطوم للتوسط بين الأطراف المختلفة لوقف الصراع معتبراً الخرطوم الأخ الأكبر لجوبا، حاثاً الأطراف في الجنوب للتحلي بالحكمة والعقلانية وضبط النفس من أجل مصلحة الجنوب وشعبه. وفي السياق وصف الدكتور ربيع عبدالعاطي- عضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الصراع في الجنوب بالأثني والقبلي، مشيراً إلى أن النخب السياسية ما زالت مرتبطة بقبائلها، مبيناً أن الصراع القبلي في جوبا يتطلب معالجات جذرية تقود لوحدة الصف الجنوبي، وأكد ربيع تأثير الصراع على الأوضاع في الشمال.ومن جهته أكد علي نايل - القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، أن الأحداث الجارية في الجنوب سيكون لها تأثير بالغ على الشمال خاصة في الجوانب الأمنية، بالإضافة إلى أنها تعطل مصالح الشعبين والتبادل التجاري بينهما.