الهجرة للمدن آفة الشعوب خاصة الفقيرة منها، ونحن في السودان نعتبر من الدول التي تعاني من هجرات كثيرة داخلية وخارجية، وقد تصعب محاربة تلك الهجرات ولا سبيل لذلك الا بتوطين الخدمات، فغالبية المهاجريين يبحثون عن الصحة والتعليم والعيش الكريم. فبتطور العالم اصبحت المراكز الصحية والحقنة والشفخانة غير مقنعة بالاضافة لرفض الاطباء والاخصائيين الذهاب للولايات حتي إن كانت لولاياتهم !! التي يشكون من ضعف الخدمات فيها ويبقى في الخرطوم ليلوم الآخريين علي ضعف الخدمات في منطقته وولايتة.. ويصف أوضاعهم بالمأساوية..! ويتهم الجميع بتهميشهم.. ويقف علي أطلال منطقتهم التي لا يعملون لها اي شيء .. وهذا ينطبق على كل الخدمات ..وهذا مما يتطلب نفرة للجميع على كل المستويات حتى نستطيع وقف نزيف الهجرة عموماً فلا يمكن ان ندعو الناس للبقاء في ولاياتهم.. ونحن لا نقدم لهم شيئاً .. ولو حتي الحد الأدني.. بل حتي الزراعة التي كانت تجبر أصحابها علي زراعتها، اصبحت طاردة والمزارع صاحب الأطيان لم يعد يبهر المجتمع لأن وضعه الاقتصادي لم يكن على قدر المطلوب.. فالدولة لم ترعى الزراعة والرعي بالصورة التي تحافظ بها علي الإنتاج والإنتاجية.. واذا قامت برعايتها كانت ستدعم العلم من حولنا وتعود للسودان سيرته الاولى..فكيف اذا قدمت مشروعات مدروسة لوضع بنى تحتية تمكن أهل القرى من الاحساس بوجودهم واهميتهم.. فالعالم يتجه للريف لا العكس.. وقد كنت حضورًا لبرنامج وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي والاتحاد العام للمرأة السودانية الذي وقعت فيه اتفاقيات شراكة بينها ومصرف الإدخار للقرض الحسن للمرأة الريفية.. واعتقد أن مثل هذه المشروعات ستسهم في تنمية الريف وستحيله لمناطق جاذبة وعليها يجب أن تنفذ هذه المشروعات في الولايات، وتركز على مكان التنفيذ حتي تتأكد من نجاح مشروعها.