شهدت الندوة التي نظمها مجمع الفقه الإسلامي أمس جدلاً علمياً وفقهياً وقانونياً حول حالة الموت الدماغي، ففي الوقت الذي تمسك فيه المجمع بفتواه بأن الموت الدماغي علامة على الوفاة وليس وفاة كاملة، أكد الدكتور ميرغني أحمد عبد العزيز استشاري الطب الباطن والمخ والأعصاب بجدة بالمملكة العربية السعودية أن كل البحوث العلمية أثبتت أن المتوفي دماغياً لا يمكن أن يعود للحياة مرة أخرى، وقال إنه من الأكرم له أن يتم دفنه ويعامل معاملة المتوفي كلياً، وشدد المجمع على ضرورة عدم التهاون في حياة المسلمين. وقال الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي عبد الله الزبير عبد الرحمن خلال حديثه في ندوة الموت الدماغي بين الفقه والطب التي نظمتها دائرتا الفتوى العامة، والعلوم الطبيعية والتطبيقية أمس، يجب على علماء المسلمين عدم التهاون بحياة الإنسان المسلم ولا يفتوا بنزع الأجهزة عن المتوفي دماغياً بحجة الموت الدماغي، وقال الزبير مثلما تطور الطب بالشكل الذي عليه اليوم، يمكن أن يتطور أكثر وينقذ المتوفي دماغياً من الوفاة الكاملة، وساق في الشأن بعض الأمثلة التي قال إنها تقف شاهداً على دحض مقولة إن المتوفي دماغياً لا يمكن أن يعود إلى الحياة مرة أخرى، وأضاف ثبت علمياً أن بعض الناس حدث لهم موت الجذع الدماغي ثم عادوا للحياة مجدداً، وزاد حتى الآن شارون اليهودي لم تنزع عنه الأجهزة الطبية بالرغم من موته دماغياً، وأردف أن كان ذلك يحدث لشارون فمن باب أولى أن لا نتهاون نحن المسلمين في حياة الناس والمسلمين. من جانبه أكد بروفيسور عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي أن قضية الموت الدماغي انعقدت لها الورش والندوات العلمية في السودان والمملكة العربية السعودية وبعض البلدان العربية، وأضاف ما زالت حركة البحث العلمي متقدمة في هذا المضمار العلمي، وأكد أن الفتوى تتغير بتغير الزمان وذلك وفقاً لتغير المعلومات في العالم المعاصر، وأوضح أن الخلاف في مثل هذه القضايا لا يكون خلافاً على النصوص، وإنما يكون على تصور الواقع وكيفيته التي يتنزل عليها الحكم الشرعي، مبيناً أن الآراء التي تواترت من الفقهاء في هذه القضية ليست محسومة، مؤكداً على ضرورة التزاوج بين فقه الفقيه وخبرة الطبيب المختص. من جانبه شن الدكتور ميرغني أحمد عبد العزيز استشاري الطب الباطن والمخ والأعصاب بجدة بالمملكة العربية السعودية، شن هجوماً عنيفاً لدعاوى إنشاء «بنوك لألبان الأطفال» على غرار بنوك الدم وقال إن هذا الأمر يتعارض مع منطوق الدين الإسلامي ويدخل في دائرة تداخل الأنساب والأخوة في الرضاعة، وقال إن فكرة بنوك لبن الأطفال فشلت حتى في أوروبا. وفي السياق نفى د. عبد العزيز أن تكون قضية الموت الدماغي فرية ابتدعها الغرب ومن ثم اعتبرها البعض مسوغاً لتجارة الأعضاء، مشيراً إلى أن عملية الموت الدماغي حدثت في أول من توفي من الناس وهو هابيل بن سيدنا آدم عليه السلام، وأوضح أن هابيل توفي دماغياً لأن أخاه قابيل هشم رأسه بصخرة.