في زمان المدرسة كان معنا طالب من نواحي الشمال يحمل لقب خازوق ، هذا الخازوق كان مجرد لقب في الواقع ، لأن صاحبنا الخازوق كان زول خلوق وبشوش حد الافراط ، ولم نسمع انه قام ب»خوزقة» واحدا من زملائه الطلاب أو إرتكب حماقة تضرر منها أي واحد من أصدقائه أو معارفه . عفوا خازوق المدرسة ليس موضوعنا اليوم ، لكن الحكاية متعلقة بالخوازيق من كل صنف ولون في السودان ، الراحل مصطفى سيد احمد رحمه الله لديه رمية شهيرة يقول مقطع بها « خوازيق البلد زادت» الى آخر النص ، بمناسبة خوازيق البلد ، دعونا نتوكل على الله ونستدعي من الذاكرة المخرومة جميع الخوازيق التي عبرت بتضاريس الوطن ، للاسف هناك كميات هائلة من الخوازيق المعتبرة تعرض لها السودان ، والجايات اكتر من الرايحات ومن هذه الخوزايق الانقلابات العسكرية ، وثلاث حكومات منتخبة ، هذا عدا الحركات الانقلابية الفاشلة التي تمت تصفيتها من قولة تيت ، طبعا إذا نجحت تلك الحركات وامسكت بزمام الحكم لكان السودان نال شرف اكبر دولة في افريقيا تعرضت الى الخوازيق العسكرية والذي منه ، المهم في الذاكرة المعتمة للوطن الكثير من الخوازيق بعضها تم علاجه ولكن بين الحين والآخر تجد ان هناك خوازيق تفرفر وتعلن عن نفسها ، على فكرة خازوق إنفصال الجنوب سيظل يجلد بسوطه الدامي جمهورية السودان ودولة جنوب السودان وهو من أكبر الخوازيق التي تعرض لها الوطن ، وبصراحة فإن نيران هذا الخازوق لن تنطفيء طالما أن نفوس الحكام في البلدين غير صافية تجاه بعضهم البعض ، أما الخازوق الثاني والذي ما زال الوطن يجلس عليه ، أيوه يجلس عليه فيتمثل في خازوق المناطق الساخنة في دارفور وجنوب كردفان ومنطقة جنوب النيل الأزرق وربنا يستر فربما تظهر خوزايق أخري تطلع زيت وسنسفيل الوطن ، عموما ليس هذا فحسب بل اننا اصبحنا سادة للخوازيق ننام ونستيقظ على ايقاعها نفطر ونتغدى ونتعشى بها ، فلدينا خازوق سياسي وآخر اقتصادي وثالث اجتماعي ورابع أخلاقي الى آخر القائمة من الخوزيق المعتبرة ، صدقوني ربما يفكر صاحب مطعم سياحي فاخر بابتكار وجبات تحت مسمى خازوق بالباشميل وخازوق بالخضار ، وربما تجد في الغد من يطلب خازوق مصلح وخازوق بعصيدة الدخن وقهوة مكربة بالخازوق ، وبعدها يحق للعالم أن يطلق علينا بلد الخوزيق الكبيرة ، بالمناسبة أكبر الخوزيق الحكومة الحالية والله أعلم متى ينتهي هذا الخازق وخازق من خازق يفرق .