اشتياقي إليك أذهلني لم أتصور أن الشوق سوف يحرقني بهذه السرعة.. فأنا أعرف أن قلبي سميك جداً.. لا يرهق بسهولة.. ولا يستسلم في وهلة كما حدث الآن.. حنين ساخن لاهب في قلبي.. يجعلني أجتر الذكريات ذكرى تلو الأخرى.. بكل الحلو والمر.. فلم يسبق لي أن افترقت عنك.. وبعدت بهذه الطريقة.. ولم أعرف أن حبي لك عارم وبهذا العمق.. حيث أني لم أفكر يوماً كم أحبك.. ولا ماذا تعني لي.. ولا كيف أراك داخلي.. نعم أفرح في انتصاراتك.. وتؤرقني أزماتك.. وتمزقني حروباتك.. ولكني خلتها أشياء عادية.. من عادة التعامل مع الأشياء.. ولكني الآن أغار.. وأبكي.. واتألم.. وأزهو وافتخر.. أصبحت تعتريني كل المشاعر تجاهك.. انتمائي إليك أصيل.. فكل تفاصيلي وقلاعي بنيتها داخل قلبك.. فهو يعشقني هذا أكيد.. البعد عن الوطن ليس كأي فراق.. فأنت تبعد عن نفسك تتغرب عن عاداتك.. عن روتينك.. حتى عن وسادتك.. لتبدأ أن تتعود على جدران جديدة.. وأكواب جديدة.. وتستنشق هواء آخر.. ولكن تبقى تلك الرائحة.. وذلك الهيام باقٍ لا محالة.. تمتعت وتأملت من حلقة بالقناة الرئيسية عن السياحة بالسودان مع أ.علاء الدين الخواض مدير عام وزارة السياحة والآثار.. وحقيقة تأملت كثيراً.. في الخطة المرسومة للسياحة في السودان.. وفي الأفكار الاحترافية الجديدة التي اتضحت لي من خلال التفاصيل المدرجة.. والفرص التي سوف تكون متاحة للمستثمرين وتمنيت لو كنت من أصحاب البليارات لكي أكون أول مستثمر في تلك الفكرة.. فهي ليست فكرة في الربح فقط.. ولكن في بناء خارطة جديدة للسودان.. ووسيلة لترقى بلدنا وتزدهر .. و«بديت أحلم» بفنادق سياحية بقياسات عالمية.. وأسواق ومولات على أعلى مستوى.. وعمران وحدائق.. وتنظيم متسق لشوارع الخرطوم الحبيبة.. وقواعد ونظم وحرية.. «بديت أحلم» بمدينة السنط وبأفواج السائحين ليتمتعوا بتاريخ حضارتنا.. ومتاحفنا.. وفنوننا. إن فكرة إعادة حديقة الحيوان وحدها أشعرتني بالقشعريرة.. فهي ملامح خفيفة جداً من ذاكرة طفلوتنا مرسومة أغلبها على صور في ألبوم العائلة.. وأتمنى أن أصطحب إليها طفلي .. في أقرب وقت.. أي بعبارة أخرى .. أتمنى أن تكون تلك الأحلام التي رسمها لنا حضرة المدير.. أحلاماً قابلة للتحقيق.. بناء على خطط مدروسة.. ومساعدة من كل القطاعات.. حتى الشعب.. وأنا أولهم. لا أحب: أكتشفت أن قلبي يعشق قصص الحب التقليدية.. ويحب أن تنتهي القصة بفوز الحب.. والتقاء الحبيبن.. ولا أحب أبداً أن يتألم الحبيب من الفراق واللوعة.. مع اعتبار أن الحب لا يعترف بالمسافات وأنه ليس لكي تستحوذ على من تحب.. بل هو أن تحب حتى لو كان من تحبه يملكه آخر.. أو غير موجود.. فرغم كل قصص الحب الخالدة التي قرأتها وأحببتها والتي غالباً لا تنتهي باللقيا ولكنها أكيد تنتهي بانتصار فكرة الحب فقط.. لكني لا أحب تلك النهاية.