فشلت وساطة دول شرق أفريقيا «إيقاد» في نزع فتيل الأزمة بدولة جنوب السودان، وهددت حكومة جوبا ب(سحق) قوات مشار الذي رفض أمس الاستجابة لدعوة إيقاد بوقف إطلاق النار ووافق عليه الرئيس سلفاكير ميارديت، وحدد مشار شروطاً للهدنة. في وقت اندلعت في ولاية الوحدة معارك عنيفة تمكنت من خلالها قوات الحكومة «الجيش الشعبي» من استرداد مدينة (ميوم) ومضى قدماً لدخول بانتيو حاضرة الولاية. وأجرى ممثلو إيقاد أمس اتصالات بدكتور رياك مشار وأبلغوه بقرارات قمة رؤساء دول إيقاد التي انعقدت أمس الأول بنيروبي والتي دعوا فيها الأطراف بوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات مباشرة الثلاثاء القادم. وقال مشار إنه أبلغ إيقاد برفضه لوقف إطلاق النار، ووضع مشار شروطاً للدخول في الهدنة التي وافقت عليها حكومة جوبا، وأضاف «علينا ألا نخدع أنفسنا»، وأوضح أن أي هدنة يجب أن ترفق بتكوين آلية للمراقبة والإفراج عن كافة المعتقلين البالغ عددهم (11) سياسياً، وزاد (وقف إطلاق النار يجب أن يكون تفاوضياً بما يسمح بوضع آلية للإشراف عليه وأن يفرج سلفا عن المعتقلين». ورفضت دولة الجنوب شروط مشار لوقف إطلاق النار، وأكدت استجابتها لمطالب إيقاد والمجتمع الدولي بوقف العدائيات وإطلاق سراح (8) وأبقت على (3) وهم باقان أموم ودينق ألور وكوستى ماينبي في السجن لتورطهم في قضايا فساد مالي، وقال جيمس واني نائب الرئيس إن حكومته لن تقبل بأي شروط و«ستسحق» قوات مشار إذا ما تعرضت لأي هجمات محتملة. وهدد وزير الإعلام بدولة الجنوب مايكل مكواي بأن الجيش الشعبي سيهاجم بانتيو معقل قوات مشار بعد أن رفض الأخير الاستجابة لمطالب إيقاد وقال: «سنخرجه من بانتيو إذا لم يقبل وقف إطلاق النار»، وأوضح أن الحكومة بذلت قصارى جهدها لتهيئة الأجواء للمفاوضات المباشرة بعد غدٍ بأديس أبابا إذا أوقفت العدائيات وأطلقت سراح السياسيين، وأضاف «أفرجنا عن سياسيين اثنين.. ولكن مشار لم يفعل شيئاً». وأوضح أتني ويك أتني المتحدث باسم الرئاسة بجوبا أن السلطات أبقت على دينق ألور وباقان أموم الأمين السابق للحركة الشعبية وكوستى ماينبي لتورطهم في قضايا فساد مالي. وأعلن العقيد فليب أقوير المتحدث باسم الجيش الشعبي أن المعارك لا زالت مستمرة في ولاية الوحدة، وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي عمليات لقوات مشار، مشيراً إلى أنهم استردوا أمس مدينة ميوم، وأنهم يعملون لاسترداد بانتيو. ومن ناحية أخرى كشف بروفيسور أدوك وزير التعليم السابق الذي تم الإفراج عنه أمس الأول تفاصيل اعتقاله والإفراج عنه، ونقلت الشرق الأوسط عن أدوك القول إنه كان ضمن المعتقلين السياسيين بسبب الأحداث الأخيرة دون أن توجه إليهم أي اتهامات. وقال إن وزير الداخلية طلب منه الحضور إلى مكتبه وأبلغه بأن التهمة الموجهة إليه هي مشاركته في المؤتمر الصحفي الذي عقده رياك مشار قبل اندلاع الأحداث، وأضاف «هذه هي التهمة الوحيدة وتم إطلاق سراحي، أما بقية المعتقلين فقد علمت أن الاتهام يتعلق بعدم حضورهم اجتماع مجلس التحرير في 14 ديسمبر الجاري». وكشف أدوك عن تفاصيل لقائهم بالرئيس الكيني كينياتا ورئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريام ديسالين مع المعتقلين، وقال إنهم أبلغوا كينياتا بأن سلفا (فبرك انقلاب) لتصفية خلافاته مع السياسيين، موضحاً أن ما يحدث هو خلافات داخل الحركة الشعبية، مؤكداً أنهم لن يتركوا الحزب لسلفاكير، وزاد (سلفا حوّل الخلاف السياسي إلى صراع مسلح)، ودعا أدوك إلى تحقيق دولي محايد لكشف الحقائق.